hit counter script
شريط الأحداث

قطفها السيّد حسين!

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١١ - 06:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
إنّه الوزير الملك أو الوزير الوديعة، أو الوديعة الملك، وشتّان بين أن تكون ملكًا حاكمًا وآمرًا وسلطانًا على قرارك أو أن تكون وديعة توضع في مكان وتسترد متى ما أراد مودعك، لتصبح رهينة تبتعد فيها عن الملكيّة بُعد السّماء عن الأرض.استطاع الوزير السّابق ورئيس الجامعة اللبنانيّة المستقبلي عدنان السيد حسين أن يجمع الصفتين معًا رغم بعدهما، فهو بنظر عدد من اللبنانيين ملك لا بل ملك للملوك فصوته أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري وأوصل فريق المعارضة للحكم، فهو صاحب الضمير الذي أبى "التآمر على المقاومة" ورفض وصاية الأجنبي وكان صاحب القرار الحرّ الذي لم يتوقف أمام التزامات أوصلته إلى الحكم إنّما غلب عنده الحسّ الوطني على ما عداه من أمور اخرى...أما بنظر الجزء الآخر من الشعب اللبناني فهو وديعة "حزب الله" في الحكومة السابقة، محكوم بأمر أسياده ومن ضغط باتجاه توزيره، خان العهد وخذل رئيس البلاد، وتطرّفه المذهبي غالبٌ عنده على الانتماء، وهو ما جعله لا يستطيع أخذ القرار بعكس وزراء طائفته.
وفي إطار تبريره للاستقالة من الحكومة، ينقل طلاب السيّد حسين عنه تأكيده أن استقالته كانت عن قناعة،  فهو بادر طلابه قائلاً "الحكومة كانت مشلولة وهي تزيد البلد شللاً، ووزراؤها تكتّلوا في وجه بعضهم البعض وأصبح الهدف هو النكايات الشخصيّة، بدل الاهتمام بمصالح الناس".ويضيف الوزير الملك "أصبح ذهابها أفضل بكثير من بقائها، وإذا كان صوتي سيسقطها فهذا فخرٌ لي لا أخجل به ابداً"، مشددًا على أنّ "حكومة لون واحد أفضل بكثير من حكومة متاريس تضرب الكيان اللبناني من أساسه".وإذ يكشف السيّد حسين عن تلقيه اتصالاً من السيّد حسن نصرالله طالبه فيه بالتصرّف بضمير، يؤكد تأثره العميق بهذا الاتصال خصوصًا وأنه من شخصيّة وطنيّة كبيرة كأمين عام "حزب الله" ولها الاحترام الكبير في نفسه. وردًا على سؤال، لا ينفي الوزير السابق عتب رئيس الجمهورية على تصرفه خصوصاً أنّه أقدم عليه من دون الرجوع إليه، لكنّه يشير إلى أنّ الأيام التي مرّت كانت كفيلة بعودة المياه إلى مجاريها بين الرجلين وفتح خطوط الاتصالات مجدداً.
ويعلن السيّد حسين أنّه "ذهل" خلال تجربته الحكوميّة ببعض الأمور التي تحدث على مستوى الحكم والطريقة التي تقام فيها التسويات وتمرير الملفات، ما يناقض المبادئ التي يحاول تعليمها لطلابه منذ سنوات، لكنّه يؤكّد أنّه في حال عُرض عليه في المستقبل تولي منصب وزاري لن يقبله إلا بشروطه الخاصة.
ويرفض السيّد حسين بشكل قاطع اتهامه بالطائفيّة والمذهبيّة، متهمًا من يطرح هذه الافكار بأنّه هو المذهبي والطائفي وبأنّ مثل هذه الأفكار هي التي "خربت البلد".ويسرّ السيّد حسين إلى طلابه أنّ مكافأته على خطوته الجريئة هي اسناد منصب رئيس الجامعة له، وهو وعدٌ تلقاه من غير مرجعٍ لبنانيّ.
وفي هذا السياق، برزت إضافة إسم السيّد حسين إلى الأسماء المرشحة لتولي منصب رئاسة الجامعة بعد أن كان طرح وزير التربية حسّان دياب لائحة بالأسماء المرشحة لهذا المنصب لا تشمل اسم السيّد حسين، الا ان هذه اللائحة عادت وسُحبت لتعود وتُطرح منقّحة بزيادة إسم وزير الدولة السابق.
ويلفت عارفو الأستاذ الجامعي من زملائه إلى الروحيّة الاكاديميّة لدى زميلهم ويشيدون بمهنيّته العالية طوال ممارسته مهنته، إضافة إلى التزامه الشديد بالجامعة اللبنانية وبأهمية تطويرها.وكان لافتاً ما سمعته عن لسان أحد أساتذة الاقتصاد في الجامعة اللبنانية عندما اسرت زميلة له بإمكانية تعيين السيّد حسين رئيساً للجامعة قوله "نستطيع الاطمئنان الى مستقبل اولادنا".
وفي المحصلة، بعد ما أصبح محسومًا تعيينه بالمركز الأكاديمي والجامعي، نتطلع أن يكون السيّد "ملكًا" بالفعل على مملكة نتطلع إليها رياديّة وسبّاقة على المستويات كافة، كما أنّنا نأمل خيرًا من الرئيس الجديد لابقاء الجامعة اللبنانيّة صرحاً وطنيّاً يحلّق باسم لبنان عالياً.
  • شارك الخبر