hit counter script

حين "يتشّ" الوطن...

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١١ - 07:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لستُ أدري ما إذا كانت جعيتا ستُنتخب ضمن عجائب الدينا السبع، إلا أنّني آمل ذلك. ثمّة عجائب لبنانيّة أخرى لا تحتاج الى من ينتخبها، ويفوق عددها السبع، بل السبع والسبعين. ثمّة عجيبة واضحة في شوارعنا حاليّاً هي برك المياه التي تتشكّل بعد دقائق فقط من هطول الأمتار، فتزدحم الشوارع وتتسرّب السيول الى المنازل والمحال التجاريّة... كلّها من الشتوة الأولى.يشعر من يتأمّل هذا البلد، مع بدء موسم هطول الأمتار، بأنّ هذا الوطن غير مهيّأ لأن تهطل الأمتار فيه. تماماً كما تشعر في فصل الصيف، حين يعود المغتربون ويغامر السيّاح بالمجيء الى ربوعنا اللبنانيّة، بأنّ هذا الوطن غير مهيّأ، بطرقاته، لاستقبال هؤلاء الذين لا ننفكّ، سياسيّين وتجّاراً ومواطنين عاديّين، بدعوتهم للمجيء.وتماماً أيضاً كما تشعر، بعد ظهر يوم الجمعة، بأنّ اللبنانيّين الذي يقصدون بلداتهم وقراهم لتمضية نهاية الأسبوع يرتكبون "جرماً" بحقّ المواطنين الذين يسلكون الطرق نفسها متّجهين لتأدية عمل أو القيام بواجب، فيسجنون في طوابير السيّارات، حتى تكاد تقترح بأنّ تقسّم نهايات الأسبوع على اللبنانيّين، طائفيّاً ربما، تجنّباً لزحمة السير. "ويك أند" للمسيحيّين و"ويك أند للمسلمين"، فيكتمل المشهد الطائفي، وتحلّ أزمة السير!وتماماً، أيضاً وأيضاً، كما تشعر حين تتأمّل أقنية المياه المقفلة بالأوساخ والردميّات فتمتلئ الشوارع بالمياه ويستحيل السير مشياً على الأقدام، وأحياناً بالسيّارات التي يقع بعضها في الحفر التي تخفيها برك المياه...كما في السياسة كذلك في موسم الأمطار، وطني "يتشّ" سريعاً!


  • شارك الخبر