hit counter script

كلامٌ... كلامٌ... كلام

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١١ - 08:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
تبدو الساحة السياسيّة اللبنانيّة اليوم أشبه بمسلسلٍ مكسيكيّ، حيث لا يُعرف من حَبل ممّن. وما يزيد "مكسيكيّة" المشهد بلّة، وجود عامل إقليميّ بات اللبنانيّون أسرى تطوّره، الى بلوغ خاتمة سعيدة بنظرهم. ومن الطبيعي القول إنّ اللبنانيّين يختلفون، كالعادة، حول هذه الخاتمة بين مؤيّد لبقاء الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة السوريّة وبين مبشّر برحيله ضارباً مواعيد، بين أسابيع وأشهر قليلة، حتى باتت غالبيّة اللبنانيّين من صنف المحلّلين، فالكلام كثير و"ببلاش" على الرغم من الغلاء الذي يعمّ مختلف القطاعات. فلا بأس إذاً بأن يتكلّم اللبنانيّون كثيراً، ولو فعلوا القليل، إن فعلوا.كلام معظم اللبنانيّين في هذه الأيّام للتعليق على قاله البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، إمّا إيجاباً أو سلباً. ناسٌ مع وناسٌ ضدّ، وجماعة الـ "ضدّ" تستذكر مواقف البطريرك نصرالله صفير وتقارن. وقد قيل، كتابةً، كلامٌ كثير عن هذا الموضوع في الأيّام القليلة الماضية. شخصيّاً، وبصراحة متناهية، لا أجد نفسي معنيّاً بما قاله البطريرك الحالي ولا بما كان يقوله سلفه، لأنّني لست من أنصار تدخل رجال الدين، الى أيّ طائفة انتموا والى أيّ موقعٍ وصلوا، في الشؤون السياسيّة. حبّذا لو يهتمّ رجال الدين بشؤون المؤسسات الروحيّة، ويعزّزوا القيم الروحيّة في مجتمعاتهم، وينبذوا الحقد وينشروا المحبّة، فالله محبّة...حبّذا لو يتفرّغ رجال الدين الى الرعيّة، وما أكثر احتياجاتها وما أعمق مشاكلها، وكم أصبحت بعيدة عن الدين، إمّا غرقاً في مشاكل الحياة اليوميّة وصراعاتها وإمّا غرقاً في التعصّب والأصوليّات، مسيحيّة وإسلاميّة، تحت ستار السياسة في أحيانٍ كثيرة، وما أبعد ذلك عن جوهر الدين.حبّذا لو يسأل المتجادلون حول قول لبطريرك أو موقف لمفتي أو شيخ، ماذا فعلوا لنا جميعاً غير الكلام؟ فهم، كما بدأنا هذه السطور، مثل جميع اللبنانيّين، يقولون الكثير ونادراً ما يفعلون!مع اعتذاري الشديد...


  • شارك الخبر