hit counter script

جمعة لكلّ العرب

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١١ - 08:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لكلّ يوم "جمعة" اسم في سوريا، وقبلها في مصر وغيرهما من الدول التي شهدت "ثورات" وتحرّكات احتجاجيّة. "الشعب يريد..." قالها أبناء هذه الدول. ولكن ماذا عن الدول العربيّة الأخرى التي تتفرّج على ما يجري في أيّام الجمعة هذه، بل في أيّام الأسبوع كلّها؟ ألا تحتاج هذه الدول الى "جمعاتٍ" لها أيضاً؟لم يكن الرئيس التونسي رئيساً مثاليّاً، ولو أنّ أشدّ معارضيه اليوم لطالما تغنّوا بـ "قائد تونس الخضراء". ولم يكن الرئيس المصري قدّيساً، بل كان يرأس أكثر البلدان العربيّة معاناةً من الفساد. وما كان "حكم الجماهير" في ليبيا سوى تغطيةً لحكم طاغية مريض... وما من أحدٍ، حليفاً أو خصماً، إلا ويؤكّد أنّ سوريا تحتاج الى إصلاحاتٍ، جذريّة في بعض المواقع. ولكن ماذا عن حاجة الأنظمة العربيّة الأخرى الى مثل هذه الإصلاحات؟ هل حال الديمقراطيّة على أحسن ما يرام في الدول العربيّة الأخرى، حيث لا انتخابات أو انتخابات صوريّة؟ هل ولاية العهد نموذج ديمقراطي يستحقّ إشادةً من المراصد المنتشرة كالفطر وجمعيّات حقوق الإنسان التي تصرف الملايين على أنشطتها، من دون أن ندري من أين لها هذا؟ ماذا عن الشعوب العربيّة المسحوقة، التي لا صوت لها في الفضائيّات ولا في الانتخابات ولا تملك، من الحقوق، سوى بعث رسالة إعجاب هاتفيّة بأحدث إصدارات هيفاء وهبي الى إحدى محطات المنوّعات، أو الاتصال لسؤال "الشيف" عن المكوّنات المستخدمة في طبق اليوم...إذا كان من "جمعة" للشعوب، فلتكن للشعوب العربيّة كلّها، التي لا تختلف إلا في حجم ثرواتها، أمّا متى أتينا الى الحريّات والحقوق فما من أحدٍ أفضل من أحد. وليكن ظلمٌ في السويّة... أو عدلٌ في الرعيّة!
  • شارك الخبر