hit counter script

زمن العجايب

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١١ - 07:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
أصبحنا في زمن غريب عجيب، لا يمكنك التمييز فيه بين من هم أصدقاؤك ومن هم أعداؤك. تراهم مرة في السنة، تتفاجأ بهم يأتون لزيارتك، تقول "خير". يمدحونك، ثمّ يبوحون بطلبهم، وإذا رفضت سيتحتّم عليك ألا تراهم إلا عند الطلب الثاني. وفي حال التقيت بهم لاحقاً في مكان عام، تجدهم يردّون التحيّة عليك من رؤوس شفاهم، وسرعان ما ينسحبون مثل الشعرة من العجين.زمن الخيانة أصبح موضة الموسم، تسمع كثيراً إمّا عن الهجر، أو الانفصال، وحتى الطلاق. هنا زوجة انفصلت عن زوجها بعد أن وجدته مع عشيقته في بيتها وعلى سريرها، وأخرى قرّرت الابتعاد عن زوجها لأنّه لم يعد يأخذها للسهر، ويحضر لها الماس أو السيّارة الجديدة، أو يجدّد لها بطاقة الإئتمان، كما دأب خلال الفترة السابقة للزواج. وهنا زوج يشتهي الفتيات الأصغر سناً لأنّ زوجته أصبحت "مهرغلة" ولا تهتمّ به بسبب انشغالها بعملها وهموم المنزل والأطفال. عند قدوم الليل، يأتي إلى الفراش فيراها نائمة، يحاول مغازلتها لكن "لا تندهي ما في حدا"، فيبدأ بالشتائم ويلعن الساعة التي اقترن بها.وفي حال كان الزوج يعمل حتى ساعة متأخرة، يحضر عند منتصف الليل ليجد زوجته على الانترنت تتحدّث مع أحدهم، أو لم تأتِ بعد من سهرتها مع الأصدقاء أو من مشوارها الى أحد الفنادق الرخيصة. وإذا كان بخيلاً ولا يهمّه سوى نفسه، تراها تفتش عن شخص تجد فيه الأمان والدفء والمال. وتبقى هذه الاسباب كلّها غير كافية لتبرير خيانتهم، خصوصاً بوجود أولاد يدفعون ثمن أخطاء أهلهم، ويرتكبون مثلها كالعمل في الدعارة أو تعاطي المخدرات أو السرقة...يبقى الأسوأ من ذلك خلاف الإخوة بسبب الإرث، أو طمع الأولاد، ما يؤدّي إلى تباعد كبير يؤثّر سلباً على حياتهم، فلا يلتقون إلا في الجنازات أو الأفراح، كالغرباء.إنّه زمن، يشهد الله عليه، فلا محبّة ولا احترام ولا مودّة، فقط "يا ربّ نفسي".


  • شارك الخبر