hit counter script

وللصوماليّين حقّ في الحياة أيضاً!

الإثنين ١٥ آب ٢٠١١ - 08:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
ضرب مدفع الافطار.. ارتفعت صيحة الله أكبر، بسطت المائدة التي تضمّ المستلزمات الأساسيّة للصائم وما طاب من مأكولات أصبحت من طقوس الشهر الفضيل، سميّت باسم الرحمن، وشرعت أطفئ عطش يوم حار من أيام آب الملتهبة...لا شعور يضاهي شعور الصائم في لحظة الافطار، حيث تجتمع العائلة الصغيرة في جوٍّ هو في قمّة الروحانيّة والإلفة، في هذا الشهر الذي جعله الخالق مميّزاً عن باقي الأشهر، ليختبر فيه الانسان شعور المحتاجين الذين يمضون أغلب أيّامهم في صوم قسريّ، بعد أن أقترت عليهم الحياة من نعمها، فباتت لقمتهم مغمّسة بالدماء...على شاشة التلفزيون، كانت إحدى المحطات الفضائيّة تعرض تقريراً عن الصومال، كان كفيلاً  بأن يكون له وطأة الصاعقة على أيّ إنسان، حتى لو كان مجرّداً من أيّ حسّ من التضامن والالفة...ففي الصومال، يحمل كلّ يوم مقتل طفلين من أصل عشرة الاف. في الصومال أطفال لا يعدون كونهم هياكل عظميّة متحرّكة، وحده الموت يريح شقاءهم، في مجتمعٍ دوليّ سقطت عنه أيّة شرعيّة في غياب أيّ تدخل فعّال لمنع تفاقم الوضع المأساوي...في الصومال أطفال أمسكت عن الطعام من دون موعدٍ لافطار محدّد، في الصومال أناس مرضى، يحلمون بحبّة دواء لا يجدون اليها سبيلاً، والدول العربيّة والاسلاميّة غائبة عن أيّ تدخّل جدّي، من شأنه أن يخفّف من مأساة هذا الشعب.في شهر الرحمان، شهر التوبة والحسنات، يا أصحاب القصور الفخمة والمآدب الطنّانة، ليس بعيداً عنكم هناك انسان افترش الأرض وتلحّف السماء، واقتات فضلات الارض، فانظروا بعين الرحمة والمسؤوليّة، فما يجري في الصومال هو أخطر جريمة بحقّ البشريّة، وما دام العالم ساكتاً لا يتحرّك، فعن أيّ حقوق نسأل وعن أيّ تضامن وأيّ وحدة عربيّة نتكلم؟
  • شارك الخبر