hit counter script
شريط الأحداث

حدث عند منتصف الليل...

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١١ - 09:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
كانت الإشارة الضوئيّة في داخل السيّارة تشير الى اليوم والساعة. دقائق وينتصف ليل السبت. وكانت السيّارة التي أقودها متجهة من ساحل كسروان باتجاه ساحل المتن. وإن شئت التحديد أكثر، من أوتوستراد جونية باتجاه منطقة الجديدة. كان كاتب هذه السطور يقود السيّارة، وكانت جوليا تغنّي "على ما يبدو"، وكان بعض الناس، في السيّارات المجاورة، عائدين من سهراتهم والبعض الآخر متّجهين إليها. فليلة السبت في لبنان تملك سحراً خاصّاً حتى تشعر أحياناً، لكثرة الزحمة على الطرقات وفي المطاعم والملاهي، بأنّ منازل اللبنانيّين فارغة من سكّانها.كان كلّ شيءٍ طبيعيّاً إذاً، الى أن صادفت أربع دراجات ناريّة يتّجه ركابها على الخطّ نفسه الذي أسلكه. كانت الدرّاجات تفتقد لعوادم الصوت، أمّا ركّابها فافتقدوا للحدّ الأدنى من الذوق، الى درجة أنّني تذكّرت الإعلان التلفزيوني الذي يظهر فيه رأس حمار وهو يقود سيّارة بسرعة جنونيّة. لكنّ وصف ركّاب تلك الدرّاجات بـ "الحمير" فيه إهانة حتميّة للحيوان الصبور، خصوصاً أنّ هؤلاء حبسوا السيّارات التي كانت تسير وراءهم من جونية وحتى نهر الموت، وربما أكثر لأنّني لم أتابع السير بعدها، إذ عمدوا الى السير بشكلٍ متقطّع على دولابٍ واحد عبر خطّ أفقي حال دون تجاوزهم من قبل السيّارات التي وقعت ضحيّة المشهد المخزي والصوت المرعب لهذه الدرّاجات. ليس مشهد هذه الدرّاجات التي تجتاح طرقات مناطق عدّة بالجديد، إلا أنّ المشهد بدا نافراً هذه المرّة، علماً أنّ ما قيل في الإعلام على هذا الصعيد وما أعدّ من حملات إعلانيّة وما صرف من مبالغ ماليّة من مصادر محليّة وخارجيّة على الجمعيّات المتخصّصة بالتوعية في هذا المجال، لم يردع هؤلاء الرّكاب الأربعة الذين لا يستحقّون وصفهم بـ "الآدميّين"، ولا المئات غيرهم على كامل خريطة هذا الوطن العجيب، الذين يحوّلون الطرقات العامّة الى ساحة لجنونهم وسخافتهم وانعدام ذوقهم والأخلاق...ثمّة مشهد في تلك الليلة أيضاً لا بدّ أن أتوقّف عنده. لم ألمح، وأنا متّجه من جونية وحتى الجديدة، سيّارة أو درّاجة واحدة للقوى الأمنيّة لردع هؤلاء المجانين الذين عرّضوا حياتهم وحياة المارّة للخطر. "على ما يبدو"، بالإذن من جوليا، ثمّة من يحتاج أيضاً الى حملات توعية، علّها تردع هذه المرّة!
  • شارك الخبر