hit counter script

سنة على غيابك يا عسّاف

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١١ - 08:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
في مثل هذا اليوم، بكت حجارة البلدة العتيقة وأشجار الزيتون التي آلفته يتجوّل بينها حزناً على رحيله. ناحت النسوة، والفتيات نثرن الورود والأرز بعد أن اتشحن بالسواد. الرجال بكين كالاطفال، وراحوا يرددون الأهازيج الحزينة في وداعك. وأنت في استشهادك كما في حياتك، هادئ وصامت، لا تجيد المجاهرة بأحاسيسك كثيراً ولا تُظهر عاطفتك لمن تحب. تتكلم قليلاً وتعمل كثيراً، وتبادل الأقوال بالأفعال. لم تدع فرصة إلا واقتنصتها. والعمل الشاق لم يكن بالنسة اليك أكثر من تحدّ جديد تنازله يومياً إلى أن تتمكّن من التغلّب عليه.لم نحسب يوماً يا عساف أنّ رصاصاً حاقداً سيحول من دون عودتك الى المنزل والى كلّ من أحبك. أعدت زوجتك طعام الغداء وانتظرتك طويلاً. بردت الأطباق تدريجياً فيما قلبها يغلي، كما لم يحصل من قبل. دقائق وانهالت فيها الاتصالات على المنزل تسأل أين عساف، لحظات أخرى ووكالات الانباء تتناقل الخبر: استشهاد الصحافي عساف أبو رحال وجنديّين في العديسة بعد استهدافهما مباشرة من العدو الاسرائيلي.عام ثقيل مرّ على عائلتك الصغيرة والكبيرة. عام كأنه دهر. لم يمر يوم لم نتذكرك فيه، ولم نتذكر سرعة بديهتك وخفّة دمك وحضورك الدائم الى جانب من يحتاجك من دون منّة أو مقابل. اخترت الصحافة ملاذاً أخيراً بعد جولات وصولات حافلة، فاختارتك شهيداً يرفع رايتها ويكتب بدمه انتصاراً جديداً في وجه العدو الذي لا يجيد إلا الرقص فوق الجثث وتنشّق روائح الموت والدمار.عام مرّ كأنّه دهر، وأنت بعيد بالجسد، وقريب الى القلب. نفتقدك كثيراً ونفتقد جلساتك المرحة وأخبارك التي لا تنتهي عن الوزاني وبركة النقار ورعاة مزارع شبعا وبوابة فاطمة والخيام ومرجعيون...
 
  • شارك الخبر