عرف الممثل الكوميدي شربل اسكندر بـ "تقليده" الشخصيّات السياسيّة والاجتماعيّة بطريقة محترمة ومضحكة تصل الى قلوب المشاهدين سريعاً مع الحفاظ على أدبيّات المهنة.
والممثل الشمالي، ابن القبيات، من مواليد 1966 ومتأهل من الزميلة رلى بدر ولديهما ثلاثة أولاد، يؤكد شغفه بعمله واستمراره في هذا المجال على الرغم من مختلف الضغوط التي تعرّض لها والتي وصلت الى حدّ محاولة اغتياله.
عن آخر أعماله، وخصوصاً برنامج "مش معقول" ومسرحيّة "خبر عاجل"، تحدث شربل اسكندر الى موقع "ليبانون فايلز".

من برنامج "اربت تنحل" على "الجديد" الى "محلو" على "ال.بي.سي." ثم "مش معقول" على "او.تي.في."، ما الذي تغيّر؟ ولماذا هذه الانتقالات المتلاحقة؟
بدأت النقلة مع الاشكال الذي حصل مع مخرج "اربت تنحل" على "الجديد" حيث انتقلنا من بعدها الى "ال.بي.سي." ووقّعنا عقداً لتصوير 44 حلقة لمدّة سنة قابلة للتجديد إلا أنّنا تفاجأنا أنّه بعد مرور 20 حلقة، وتحديداً بعد الانتهاء من تصوير الحلقة 19 التي حصلت على أعلى نسبة مشاهدة، توقف برنامجنا وعلى الارجح تعود القضيّة الى قصّة الخلاف الحاصل بين "باك" و"ال. بي. سي"، الى أن انتقلنا الى "او.تي.في." حيث صوّرنا هذا الاسبوع الحلقة الثانية من "مش معقول".

كيف تصنع نجاحك وتميّزك في ظلّ كثافة البرامج الكوميديّة الساخرة على الشاشات التلفزيونيّة؟
لا أقول عن نفسي بأنّني ناجح وأترك للمشاهدين الحكم على عملي ولكن برأيي سرّ نجاح أيّ عمل هو العمل باحترام لنا كفنّانين وللمشاهدين على السواء، بحيث يتوجب علينا احترام أخلاقهم وذوقهم في خلال عمليّة ايصال الضحكة اليهم. وبالتالي أرى أنّ نجاح أيّ عمل يقوم على عناصر عدّة وليس نتيجة سبب واحد وأهمّها هو انسجام أعضاء فريق العمل مع بعضهم البعض، بدءاً من الكتّاب مروراً بالممثلين وصولاً الى مدير الانتاج والمخرج، وهذا الفريق يجب أن يكون وحدة حال تعمل كأنّها خليّة واحدة، إضافة الى التحلّي بالمحبة اللازمة لإعطاء العمل ما يستحقّ. وأودّ أن أشكر هنا الثقة التي أولتنا إيّاها محطة "او.تي.في." وأعطتنا الفرصة لتقديم عملنا.

انتقلتم الى محطة تعرض برنامجاً كوميديّاً مشابهاً، ألا يشكل ذلك تحدياً إضافيّاً لكم، لأنّ المنافسة ليست فقط مع المحطات الاخرى بل أيضاً داخل المحطة نفسها؟
سبق وعشنا هذا الجوّ في "ال.بي.سي." حيث كان يعرض برنامجان يدخلان ضمن فئة البرامج الكوميديّة الساخرة إضافة الى برنامجنا في الاسبوع الواحد ولكن هذا لا يعني بالضرورة تضارباً في البرامج خصوصاً أنّ كلّ برنامج يعرض في توقيت مختلف ويقدّم مادة مختلفة، وبات الناس في لبنان يحتاجون الى الضحك والمرح والترفيه في ظلّ ما يعانوه من ضغوط اجتماعيّة وسياسيّة يوميّة. نحاول تأدية عملنا على أكمل وجه وهو يتطلّب مسؤوليّة عالية لكنّنا لا نؤثر على أحد.

ما سرّ هذا الثنائي الذي يجمعك مع الممثل ميلاد رزق؟
"كتّر خير الله"، يتحلّى كلّ منّا بالوعي اللازم لإنجاح عملنا والفصل بين صداقتنا وأعمالنا. معرفتي بميلاد رزق تسبق علاقتنا المهنيّة والعمل سويّاً، فعلاقتنا روحيّة حيث شاركت معه في مؤتمر وحدة الكنيسة في العالم وتوطدت علاقتنا العائليّة بعد عملنا سوياً، خصوصاً أنّ هناك اتفاق تام بين عائلتينا وأولادنا. إنّنا نساعد بعضنا دائماً على التطوّر في العمل والتقدم ولا وجود لعامل الغيرة أو المنافسة فنحن وحدة حال.

الى أيّ مدى يستطيع الفنان برأيك المحافظة على موضوعيّته أثناء تأديته أيّ شخصيّة يلعبها؟
لا وجود لعامل السخرية على أيّ مسؤول أو شخصيّة سياسيّة في عملنا كلّه. في أيّ "سكتش" نقدّمه، نعمل على تسليط الضوء على حدثٍ سياسيّ معيّن ثم نقده أو نقد المسؤول السياسي بطريقة محترمة فلا نهدف الى استفزاز أحد، خصوصاً أنّه لا وجود لأي مبرّر لتحقير أحد.
أحترم الرجل السياسي الذي أقوم بتقليده وأتاكد دائماً من أنّني أصوّره ضمن قالب محترم بطريقة كوميديّة تصل الى قلوب المشاهدين، أو بمعنى آخر أقوم بعمليّة "ضبط الايقاع".

ما حقيقة تعرّضك لمحاولة اغتيال؟ ولماذا الاستمرار في عملك طالما أنّه يهدد حياتك؟
تعرّضت، للأسف الشديد، لمحاولة اغتيال منذ أكثر من سنتين من قبل إحدى الشخصيّات التي تدّعي احترام حريّة الرأي والتعبير. فقد أرسلت هذه الشخصيّة رجلاً يعرف بأنّه مسؤول عن القتل لدى هذا الزعيم عندما كنت عند الحلاق وهدّدني بالقتل بسبب بعض الاسكتشات التي أقدّمها عن هذه الشخصيّة، كما تعرّض لي وهدّدني بعائلتي في مرّات أخرى، وقد أبلغت القوى الامنيّة والاجهزة المعنيّة بالموضوع والتي أكدت لي أنّ هذا الشخص معروف بأنّه قاتل وتفاجأت "كيف تركني أعيش"!
ولكن هذا لم يدفعني الى ترك المهنة، ليس فقط لأنّ مهنتي "رسالة"، بل أيضاً لأنّه لديّ عائلة وأريد لها أن تعيش كسائر الناس.
أحبّ أن أذكر هنا أنّني احترم جميع الشخصيّات السياسيّة في لبنان ولديّ علاقة جيّدة مع الكثير منهم، ونحن على ما أظنّ في بلد يحترم الحريّات العامّة وتعدّد الآراء والافكار.

ماذا يمكنك اطلاعنا عن مسرحيّتك الجديدة "خبر عاجل"؟
عنوان المسرحيّة مستوحى من "خدمة الخبر العاجل" الرائجة حاليّاً في الكثير من الدول العربية، ويشارك فيها، إضافةً لي ولميلاد رزق، الممثلون ليليان نمري وجورج دياب وريمون صليبا وحياة بيروتي وجيهان خمّاس. وهي تقدّم ضمن إطار كوميدي انتقادي سياسي اجتماعي فنّي وحياتيّ، عبر مشاهد خفيفة ومسلية على مدى ساعتين من الضحك المتواصل، وذلك عند الساعة الثامنة والنصف من مساء كل خميس وجمعة وسبت وأحد على مسرح "الكومودور" في الحمرا. والعمل من إنتاج شركة "A1 production" التي أسّستها مع الممثل ميلاد رزق.