hit counter script
شريط الأحداث

شرعيّة دوليّة حياديّة؟!

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١١ - 08:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
أتجرّد من حسّي الصحافي لدقائق معدودة، أتمنّى ألا أكون ابن طائفة معيّنة، وألا أكون ابن الجنوب (الذي إن كان لي فخر في الدنيا، فهو فخر الانتماء اليه)، لأقيّم حقيقة المشاعر في قضيّة لا أرى أقدس وأنبل منها، وحتى لا يقول لي قائل إنّك تتبنّى قضيّة مقاومة اسرائيل من أيّ طائفة أو حزب كان لأنّك مِن ومِن...أصغي الى مشروع "14 آذار" فأجد فيه ما هو مقنع في جوانب عدّة منه، إلا أنّني أحدّق جنوباً، تخرج من أرشيف ذاكرتي صور شهداء عجنوا دماءهم بتراب الوطن حتى أزهر حريّة وكرامة، وفجّرت خبطات أقدامهم ينابيع طهّرت لبنان من دنس المحتلّ.أسمع سعد الحريري الابن، فيعتصر قلبي على ولد همّه الاساس أن يعرف من قتل والده. أَنجرف في المشاعر، أتمسّك بمحكمة تكشف هويّة القتلة، مؤكداً على أن لا مساومة في حقّ أيّ مواطن لبناني يقتل أو يتمّ التعرّض له، وأشدّد على أن ينال الفاعل عقابه التام حتى لو كان أخي أو أبي (لا سمح الله).أستذكر خطاب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي كان يؤكّد دوماً على أن لا أحد أكبر من وطنه، وأتأكّد أن الشيخ سعد كرّرها مراراً، فأتساءل هل تصحّ الاستنسابيّة في الوصيّة، فيكون الثمن "حقيقة على حساب وطن بأكمله"؟لا أحد يدعو الى اسقاط الحقيقة، إلا أنّ السؤال هو عن أيّ محكمة دوليّة نتكلّم، وتحت أيّ شرعيّة دوليّة نستظلّ؟ هل نتناسى أم لا نقرأ، أم أنّنا نقرأ ولا نفقه؟ أليست الشرعيّة الدوليّة من سلبت الفلسطينيّين أرضهم لبناء وطن للصهاينة، أوليست الشرعيّة ذاتها هي التي كانت تراقب الأطفال اللبنانيّين يتساقطون تحت مرمى النيران الاسرائيليّة المتوحّشة في مروحين والمنصوريّة وقانا؟ أليست باسم الشرعيّة الدوليّة، أًحرقت مكتبة بغداد يا أهل العلم والثقافة؟ أوليس في أدراجك يا مجلس الأمن آلاف القرارات المهملة والمنسيّة لأنّها لا تصبّ في خانة المصلحة الأميركّية - الاسرائيليّة المشتركة؟ أليس باسم الحريّات والديموقراطيّات وبغطاء من الشرعيّة الدوليّة المزعومة تنشئ الولايات المتحدة المحاكم العرفيّة؟ فمن الذي أعطاها الحقّ بقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن من دون أيّ محاكمة، وغزو باكستان وتأليب الشارع العربي وتخبّطه فيما بينه؟ليس الوقت للعودة الى الاغتيال وظروفه وتوقيته، والاهداف المتوخّاة منه، إلا أنّ فريق الرابع عشر من آذار ينسى أنّه، بغضّ النظر عن تأييد الشعب لسياسة حزب الله، يشعر أولئك المؤمنون بالمشروع المقاوم أنّ هناك من يؤمّن للاسرائيلي ما عجز عن نيله في حرب تموز، فكيف يمكنهم أن يؤمنوا بتلك الشرعيّة في وقت كانوا ينتظرون منها أن تتحرّك أثناء الاعتداءات المتكرّرة الاسرائيليّة لكي تنقذ أبناءهم من قذائف وصواريخ عمياء؟ثم يأتي البعض ليقول إنّ هناك آلاف المراقبين حول العالم لعمل المحكمة الدوليّة، فأين هم هؤلاء الحقوقيّون من عمليّة تهويد القدس، وتصفية الشعبين العراقي والفلسطيني؟ أين الضمانات البديلة؟ فمن حُرم من الحقّ، من المفترض أنّه بات يشعر بضعف قيمته، وأنّه بات من المفترض أن يخشى من أن يسقي غيره من الكأس نفسه التي شربها.ليس في كلامي تبرئةً لأحد، ولا كتابتي هي تهجّم على الحقيقة التي أجزم أنّ 75 بالمئة على استعداد لبذل الغالي والنفيس لأجل معرفتها وتحديد من يلعب على عصب مشاعره، بصفتي مواطناً لبنانيّاً أطالب بمعرفة الحقيقة، وإنّما لن أقبل بأن تتكرّر مجازر المنصوريّة ومروحين وقانا بعباءة شرعيّة هزيلة.
  • شارك الخبر