hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي: هل من العدل تسمية النازحين عن الجنوب بالعملاء؟

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٢ - 16:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إلتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، طلابا من المدارس الكاثوليكية في لبنان لمناسبة العيد العشرين لتأسيس مجلة "هللويا" الصادرة عن مركز الدراسات والأبحاث المشرقية للرهبانية الأنطونية.

وكان حوار إستهله غبطته بكلمة ترحيبية شدد في خلالها على أن طلاب لبنان هم الربيع المسيحي في العالم العربي وقال: "أنتم الربيع المسيحي في الكنيسة والعالم العربي. وهذه الكنيسة مؤتمنة على نشر إنجيل السلام والأخوة والمحبة. نحن نرفض العنف والقتل والدمار، ولا نقبل بأي مسيحي يدعو إلى العنف والكره والبغض. ومن يدعو إلى ذلك يكون غير مسيحي. نحن جماعة الحب والسلام واحترام كل إنسان. ننبذ الحرب والعنف. وأقول لكم اليوم: أنتم ربيعنا المسيحي. وبكركي هي ربيع المسيحية المشرقية. إنها بيت الإنسان والحب والسلام. إنها بيت الشركة والمحبة. إنها أنتم أيها الأطفال الحاضرون معنا. لقد منحتموها هذا الوجه الجميل" .

بعدها أجاب الراعي على عدد من الأسئلة أكد فيها "أن الأطفال هم في قلب الكنيسة وتوجهاتها. وأنهم غرساتها ومستقبلها، وهي تحتضنهم بمختلف دياناتهم ليكونوا الأفضل ليس في لبنان وحسب وإنما في العالم أجمع" .

وعن سؤال عن إمكانية الله الواحد، الإهتمام بكل خلقه قال: "الله هو كالشمس يرسل أشعته إلى العالم ولا يستثني أحدا. ولقد وصل إلى كل واحد منا من خلال يسوع المسيح ابنه الذي تجسد وصار إنسانا لأجلنا. يسوع هو هذا الشعاع الذي ينير دربنا. وتماما كشعاع الشمس الذي يكشف الظلمة من أمام أعيننا، يسوع يكشف الظلمة عن قلوبنا وأفكارنا وعقولنا. إنه مع كل واحد منا في مسيرة حياته، ومعنا أيضا كجماعة" .

وتابع: "لكي تتذكرونه دائما أنظروا إلى الشمس. أنه نور السلام والحب والعطاء وهو كل ما نحتاج إليه. الله غير مرتبط بمكان أو زمان، إنه رفيق درب كل إنسان في الوجود، ورفيق كل البشرية. نحن نتكل على عنايته وهو يلهمنا في حياتنا اليومية. وأطلب منكم أن تقولوا كل يوم: يا رب أنت كالشمس، نورني من محبتك وإلهاماتك. وأنتم كالنجوم التي تعكس أشعة الشمس تعكسون نور الله أينما كنتم" .

واعتبر الراعي ردا على سؤال عن تفعيل التنشئة المسيحية في حياة الطلاب أن هذه التنشئة التي تنقل كلمة الله مهمة جدا فهي "تجدد عقلنا وإرادتنا وقلبنا، ونحن بحاجة إلى كلمة الله لكي نولد من خلالها من جديد" .

وسألت طالبة من بلدة دبل الجنوبية عن وضع المبعدين إلى إسرائيل، مشيرة إلى أنها لم تلتق أهلها منذ العام 2000. فأجاب البطريرك: "أوجه تحية لبلدة دبل وإلى كل المبعدين في إسرائيل. نحن نعمل كثيرا مع الدولة اللبنانية والبرلمان لحل هذه المشكلة الإنسانية وإصدار تشريع يميز بين الناس. هناك العديد منهم ممن لم يرتكبوا أي شيء بل هربوا بسبب الخوف. نأمل أن يحل هذا الموضوع الذي هو وللأسف سياسي بامتياز. هناك استغلال سياسي كبير له. وأنا من هنا أناشد الدولة اللبنانية وأقول لها أنه لا يمكننا أن نستمر بتسييس كل الأمور على هذا الشكل. علينا أن نرى الواقع الذي نعيشه، وعلى الدولة ان تتحمل المسؤولية. لقد كانت غائبة عن أهل الجنوب، وهم بقيوا في أرضهم ولم يتخلوا عنها. فهل من العدل تسميتهم بالعملاء؟ نصلي لأن ينتهي هذا الموضوع لكي تعود العائلات وتلتقي مع بعضها البعض وتلتقي هذه الطالبة مع أهلها الذين لا تعرف عنهم شيئا. إنها مأساة إنسانية بسبب السياسة اللبنانية المغرضة" .

وردا على سؤال عن ضرورة الإعتراف للكاهن وليس لله مباشرة، أوضح أن "الله كنور الشمس. وصل إلينا من خلال شعاعه يسوع المسيح الذي أوكل بدوره إلى تلامذته متابعة مسيرته ومغفرة خطايا الناس" . وأكد أنه لا يمكن الإعتراف الى الله إلا بواسطة يسوع المتمثل بالكاهن الذي يحمل السلطان الذي حمله يسوع المسيح. ونحن لا يمكننا الوصول إلى الله إلا من خلال يسوع المسيح الحاضر عبر كل كاهن يكون مؤتمنا على السر الإلهي" .

وعما اذا كان هناك أي تغيير قد طرأ على حياة غبطته بعد انتخابه بطريركا قال:
"اليوم يسمى البطريرك رأس الكنيسة وأبيها. الرأس بحاجة إلى الجسم، كذلك الجسم يحتاج للرأس وإلا لا منفعة من وجودهما منفصلين. أنا رأس الكنيسة نعم، ولكنني بحاجة اليكم، فأنتم جسمها لكي نعيش في انسجام ونتمم عمل الله. ومنذ أن انتخبت بطريركا وأنا أعيش بفرح واستقرار وسلام داخلي لأن الكنيسة جمعاء تصلي للبطريرك. وأنا أعرف هذا الشعور بالسلام، بفضلكم وبفضل صلواتكم. أما كوني أبا لكنيسة فهذا يحتم علي عيش الأبوة الشاملة على الرغم من وجود بعض المشاكل. نعم مسؤوليتي كبيرة ولكن أشكر الرب عليكم أنتم المسيحيون وكذلك إخوتنا المسلمون لأن صلواتكم تعطينا الفرح والقوة والطمأنينة" .

ثم ترأس الراعي الذبيحة الإلهية، وبعد قراءة نص من الإنجيل ألقى عظة جاء فيها:
" منذ 2000 سنة أرسل يسوع المسيح الكنيسة المتمثلة بالرسل لتعلن إنجيل الحقيقة والخلاص والمحبة والمصالحة والأخوة والسلام للعالم كله. واليوم يرسلنا من جديد نحن الكنيسة الحاضرة في إنجيل اليوم "إذهبوا في الأرض كلها وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين.
يسعدنا تواجدكم معنا اليوم بدعوة من مجلة "هللويا" التي يصدرها مركز الدراسات للأبحاث، وتوزع في مدارسنا وبعض مدارس العالم العربي. أوجه لها تحية لمناسبة مرور 20 سنة على تأسيسها وكلكم مدعوون لتكونوا كلمة الله.
مجلة "هللويا" هي الإنجيل الذي يصل إلى بيوتكم ومدارسكم. وأقول لكم ان مجد الله هو كل إنسان يعكس وجه الله من دون كذب ويصنع الخير ويحب في قلبه ويعطف ويعيش في عدل وسلام إنه "هللويا" أي مجد الله. وأجدد شكري لهذه المجلة لأنها أوصلت كلمة الله إلى كل بيت، وأشكر القيمين عليها من خلال المواضيع التي طرحتها في أعدادها وساهمت بنشر كلمة الله وقيم الحياة المسيحية" .

اضاف: "نصلي لك يا رب لكي تتجدد كلمتك فينا. ولكي تبقى النور الذي يحرك قلوبنا وعقولنا لأنها لا تتحرك من دون نور المسيح. ونحن بحاجة إليها يوميا لتجددنا وتغذينا وتدفعنا إلى الأمام. ونحن اليوم نسمع منك الكلمة ونقول: "نحن حاضرون للذهاب وإعلان الإنجيل لكل الناس" .

وفي ختام القداس، عبر رئيس مركز الدراسات والأبحاث المشرقية الأب مارون عون عن الفرحة لمشاركة البطريرك الراعي في عيد المجلة واجتماعهم حوله، كما الرسل حول الرب يسوع في عظة الجبل. وقال: "أتينا لنسمع منكم كلمة الحياة، تنقلونها لنا كمرآة صافية للرب يسوع. إنكم كالدرة التي تكلم عنها مار أفرام والتي في صفائها نبصر الصافي الذي لا عكر فيه... وفي تماسكها نرى الحقيقة التي لا تنقسم. فأرسلنا يا راعينا كما أرسل الرب تلاميذه لنذهب ونثمر ثمار الملكوت والقداسة ونصبح للمسيح شهود الشركة والمحبة حتى أقاصي الأرض" .

  • شارك الخبر