hit counter script
شريط الأحداث

فليذهب هذا النظام العنصري الى الجحيم

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١١ - 12:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
مرة جديدة يستقبل اللبنانيون حكومة جديدة يتقاسمون فيها طوائف واحزاباً وشخصيات المناصب والمقاعد في مجلس وزراء هو مركز السلطة والقرار.لكن ما يحز في نفوس أبناء طوائف ست هي نصف الطوائف المسيحية الاثنتي عشرة يصنفهم النظام أقليات مسيحية وهم السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والاشوريون والكلدان واللاتين والاقباط انهم محرومون من اي تمثيل وزاري منذ الاستقلال، وبالرغم من نضالهم المستميت لحد ادنى من المساواة، ورغم كل عطاءاتهم والشهادة على مذبح لبنان، وبالرغم من الوعود، عوملوا هذه المرة ايضاً بتجاهل  وفوقية.ولذلكَ، وفقط للتاريخ، حتى لا يظن أحدٌ انه يذبحنا فنصفق. يلغينا فنشكر، رسائل قصيرة الى من كانوا وراء انجاز اغتيال الاقليات سياسياً.
الى فخامة الرئيس المؤتمن على الدستور الذي ينص على المساواة التامة بين المواطنين "وعلى تمثيل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة". كان يمكن للرئيس المسيحي الوحيد من باكستان الى المغرب ان يتبنى قضية بحجم دور الاقليات المسيحية ويرفض توقيع مرسوم لا يعطيها حقها فيكون أول عهد ينصف ابناءها. لكن!
الى الرئيس ميقاتي الذي اسمعنا انه يفهم معنى الحضور المسيحي المشرقي وابعاده خصوصاً هذه الطوائف والشعوب المهددة بالاقتلاع والتهجير، والذي نوه امامي ان دور المسيحية المشرقية وبقاءها مسؤولية عربية واسلامية. فهل اقصاؤها عن صناعة القرار الوطني رسالة ان لا مكان لها في لبنان؟ وبماذا يختلف هذا عن اي فكر الغائي اقصائي لا يعترف بالتنوع والتعدد؟ ان الديمقراطية الحديثة ليست كيف  تحكم الاكثرية بل كيف تعامل اقلياتها.
الى الرئيس ميشال عون الذي يحمل عبء إعادة التوازن الوطني وارجاع الحق لاصحابه ومشعل قضية مسيحيي الشرق، والذي وعدنا بانصاف الاقليات المسيحية في هذه الوزارة بالذات. لقد راهنا على نهج آخر معه، لكننا صدمنا بتخليه عن قضيتنا دون اي سبب دون اي تفسير ودون اي مقاومة. هلْ يمكن لمن لا ينصف الشعوب المشرقية هنا في لبنان ان يدافع عنها في بلاد المشرق؟ ان الرئيس بري اعطى أمثولة وطنية في كسر المذهبيات وحصصها ألم يكن من المفيد أن نحتضن الطوائف الصغيرة ونكسر مذهبياتنا قليلاً في سبيل وحدة مسيحية أعمق. أم اننا لسنا مسيحيين!
والى حزب الطاشناق نبض تطلعات الأرمن الذين نتشارك معهم في الدم والتاريخ والجغرافيا والمعاناة، والذي اعتبرناه دائماً حليفاً وصديقاً عبر كل المراحل، والذي وقفنا معه في كل محاولة لضربه او كسر ارادته. ان ما يجمعنا اعمق واخطر وابعد من تنافس على مقعد وزاري. لقد التقينا وتصارحنا. بئس نظام يريد ان يضعنا وجهاً لوجه. على ان عندنا شعوراً غير مريح بدأ عام 92 حين ظننا اننا ربحنا معركة مقعد نيابي ثان للأقليات في زحلة لنكتشف ان المقعد ذهب الى الأرمن. وتنامى في الدوحة حيث فبركوا قانون انتخاب وفيه اما ان يكون مقعد للأرمن او للأقليات في دائرة معينة. حررتم كل مقاعدكم وبقي مقعدنا رهينة. واليوم رفضتم اي تمثيل للأقليات في حكومة ثلاثينية رغم انكم قبلتم 3 مرات بوزير أرمني واحد في حكومات ثلاثينية سابقة.
من المؤسف ان يكون لبنان الذي يدعي حقوق الانسان وكرامته يعامل الاقليات المسيحية بهذا النكران، بينما يتمثل هؤلاء في كل حكومة في العراق قبل وبعد وفي اقليم كردستان وفي سوريا وينتخب مسيحي مشرقي أمس حتى في برلمان تركيا.
انه نظام عنصري بامتياز يصنِّف شعبه درجات. لقد آن الاوان ان نتقيأه هو وأعرافه. فليذهب هذه النظام وشياطينه الى الجحيم.
 
  • شارك الخبر