hit counter script
شريط الأحداث

قبل فوات الأوان...

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١١ - 06:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
"عندي بيت و أرضٌ صغيرة فأنا الآن يسكنني الأمان، لا أبيع أرضي بذهب الأرض تراب بلادي تراب الجنان و فيه ينام الزمان". هكذا كتب الأخوان الرحباني وغنّت السيّدة فيروز قبل عقودٍ من الزمن. إلا أنّ البعض في لبنان يسكنه الأمان في مكانٍ آخر فيلجأ لبيع أرضه من دون حاجة ماديّة لثمنها، بل لمجرّد تحقيق مكسبٍ ماديّ أو، وهنا الأسوأ، سياسيّ.تأخّر اللقاء الماروني عن الانعقاد سنواتٍ عدّة كان فيها الصرح منشغلاً بأمورٍ أخرى، خلافيّة في معظم الأحيان، فيما المسيحيّون يتقاتلون في ما بينهم، ويبيعون أراضيهم إمّا لغير المسيحيّين من اللبنانيّين، على اختلاف الطوائف، وإمّا لغير اللبنانيّين، وينحسر حضورهم في إدارات الدولة وفي المؤسّسات الأمنيّة الى مرتبةٍ يندى لها الجبين.تأخّر اللقاء الماروني، ففقد لبنان عائلات ضاقت بها فسحات الأمل في "وطن الرسالة"، وشباباً جلسوا طويلاً على مقاعد البطالة لا حول لهم ولا ساسة يهتمّون...تأخّر اللقاء الذي لن يملك بالتأكيد مفعولاً رجعيّاً، ليستعيد من هاجر ومن باع ومن ضاع حقّه، وربما لن يملك مفعولاً مستقبليّاً، ما دام الموارنة والمسيحيّون كلّهم ضحيّة الانقسامات والسجالات، وكأنّهم بحقّ أحفاد البيزنطيّين يبلغ بهم الخلاف حتى جنس الملائكة...من هنا، يمكن أن يشكّل اللقاء الماروني كوّةً في جدارٍ سميك نشأ على مرّ السنوات  بين المسيحيّين وحقوقهم في هذا البلد، والتي أضاعوا معظمها بأيديهم، إلا أنّه سيعجز بالتأكيد عن هدم الجدار بكامله، وقد بلغ طوله مسافةً تحتاج الى بعد نظر، وهو أمرٌ مفقود، للأسف.على أمل أن يعي سياسيّو لبنان وكنيسته خصوصاً المسؤوليّة الملقاة على عاتقهم كي لا يأتي يومٌ ننشد فيه مع السيّدة فيروز أيضاً "خدني زرعني بأرض لبنان"... ننشد ونبكي كالنساء على أرضٍ لم نحافظ عليها كالرجال.


  • شارك الخبر