hit counter script

كلمة العماد عون خلال تدشين محطة الكهرباء في فيطرون

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٢ - 12:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إخواني وأحبّائي،

جئت إليكم اليوم بمناسبة تدشين هذه المحطّة، وسمعت شكواكم وهمومكم، وحتّى لو لم آتِ إلى هنا، أطمئنكم بأنّ شكواكم وهمومكم تصل إلى منزلي، الأمر سيّان هنا أو في المنزل، لأنّ وزراءنا يهتمّون بالمشاريع الإنمائيّة والأمور التّقنيّة. نحن متفرّغون لتوفير الأموال اللاّزمة لإنجاز هذه المشاريع. موضوعنا اليوم هو عن الكهرباء، وللكهرباء في لبنان قصة تستطيعون إخبارها لمن تشاؤون؛ فبناءً على دراسةٍ قمنا بها، وجدنا أنّ مصلحة كهرباء لبنان فقدت التّوازن بين المدخول والمصروف إعتباراً من العام 1993. شاءت الصّدف أن تبدأ هذه المصلحة بالتّفليس على عهد الحريري. ارتفعت الخسارة من عامٍ إلى آخر، كما ازدادت الأعطال في الشّبكة. قمنا بالحسابات ووجدنا أنّ فرق الخسارة الذي دفعته الدّولة من خزينتها هو 11 مليار دولار، وذلك كي تسدّد النّقص في كهرباء لبنان. وزير الطذاقة موجودٌ هنا وكذلك مدير مصلحة كهرباء لبنان ويستطيعان أن يؤكّدا هذه الأرقام. إذا احتسبنا الفائدة والتي تحتسب 9% نجد أنّ الخسارة تصل إلى 17 مليار دولار في مصلحة كهرباء لبنان. السّببب يعود إلى أنّه لم يكن هناك من تخطيطٍ للدّولة، وعلى الأصحّ الدّولة الفعلية لم تكن موجودة، وهذا الوضع استمرّ إلى العام 2009 عندما استلمنا الوزارة فعليّاً، ومن هنا بدأت الصّدامات معهم. لا نستطيع أن نعمل على هذا الموضوع بالتّجزئة، إذ يجب أن تغطّي الكهرباء كلّ لبنان ليستفيد منها جميع اللّبنانيّين، وهي بحاجة لشبكات واسعة وللكثير من الدّراسات. مصادر الطّاقة متنوّعة، فمنها ما يأتي من المياه ومنها من الهواء ومنها من الشّمس والأهمّ ما يأتي من الحرارة. إنطلاقاً من هنا تمّ وضع خطّة، وتكلفة هذه الخطّة هي حوالي أربع مليارات دولار نحصل بموجبها على أربعة آلاف ميغاواط من الطّاقة. هذه الأربعة آلاف ميغاواط تؤمّن لنا الوفر في المستقبل إذ في حال تعطّلت أيّ محطّة، نستطيع أن نصلحها من دون أن ينقطع التيّار الكهربائي. ما من أحد يسأل عن مبلغ السبعة عشر مليار ولا أحد يتكلّم عنه في حين أنّهم وجدوا انّ مبلغ الأربعة مليار دولار هو مبلغ ضخم جدّاً وبدأوا يعيّروننا به قائلين أنّنا لزّمنا وقبضنا الأموال مع العلم أنّنا لم نلزّم بعد ولم نقبض. لم نمرّ كما يمرّ وزير الأشغال عند تزفيت الطّرقات، أي من خارج المراقبة الماليّة، إذ أنّ قراراته بالتّلزيم لا تتّبع أيّ جهاز مراقبة في الدّولة!!

يقومون بهذه الأمور كي لا نستطيع إنجاز أيّ شيء للوطن ولكي نبقى في تراجع دائمٍ وقد تكون النيّة "شفط" الكهرباء بدولارٍ رمزيّ لتخصيصها في ما بعد تماماً كما سبق وفعلوا بموضوع الهاتف الخليوي، الذي ارادوا بيعه بثلاثة مليارات دولار وهو يجني الآن في العام الواحد ملياري دولار. كانت نسبة الإستفادة منه قبل أن نستلمه مليون ومئتي ألف مشترك، وارتفعت إلى ثلاثة ملايين ومئتي ألف بعد أن استلمناه. الإشتراكات ازدادت وارتفعت الأرباح فيما انخفضت التّكلفة على المواطن. هناك عرقلة مستمرة لكلّ هذه المشاريع لأنّ هناك نيّة بإيقافها. سلطات غير منسجمة تتنازع في ما بينها، لأنّ لبنان وكما أردّد دائماً، هو منهوب وليس مكسوراً، والبرهان على ذلك هو وصول هبات إلى لبنان بقيمة خمسة مليارات دولار، تبيّن أنّ 5% منها فقط دخلت إلى خزينة الدّولة و95% خارج الخزينة. يجب أن تنتبهوا عندما نكلّمكم عن المال لأنّ هذا المال يعود لكم، والضّريبة ليست خوّة، الضّريبة هي مساهمة منكم تدخل إلى صندوق الدّولة لتصرفها بعد ذلك على التّربية والإستشفاء والطّرقات ومحطّات الكهرباء... المؤسف هو أنّنا لا نرى ردّة الفعل المناسبة من اللّبنانيّين على هذا الموضوع، وكأنّ الفساد بات جزءاً من طريقة حياتنا. لم يعد هناك من ردة فعل لدى الناس على أخبار الفساد والسرقات، فإن قلنا عن أحدهم إنّه سرق خمسة مليارات دولار يهزأون ولا يهتمون وكأنّ الأمر طبيعيّ. يجب أن تتنبّهوا لهذا الموضوع وتتفاعلوا مع ما نقول. يجب أن تبرهنوا أنّكم واعون لهذا الموضوع. الضّريبة ليست بخوّة تدفعونها وتنسونها إنّما هي أموال توظّفونها لكي تتحوّل إلى طرقات ومياه وكهرباء. لماذا يقولون دائماً إنّنا نفتقر للأموال؟ لأنّهم يهدرون الأموال. لم يتمّ إنجاز أيّ سدّ في لبنان منذ الخمسينيات إلى أن تمّ إنجاز سدّ شبروح مؤخراً، وأرجو أن تنتشر السّدود في كلّ لبنان الذي يُعتبر خزان المياه في الشّرق الأوسط. خزان المياه الأوّل هو صنّين الأرز والثّاني هو جبل الشّيخ، فهل يعقل أن يعطش وتنقطع عنه المياه في فصل الصّيف؟؟ وهل يعقل أن ندفع ثلاث فواتير للمياه: فاتورة لمياه لبنان، وثانية للصّهريج وثالثة للشرب؟؟. أمن المعقول أن ندفع ثلاث فواتير للمياه والشّعب صامت وموافق على الموضوع؟ كلاّ. إنتبهوا!! حرّكوا ضمائركم وفكركم.

يجب أن تتنبّهوا لمن يديرون شؤون الدّولة. نسمع كثيرون من يقولون إن جميع السياسيين يشبهون بعضهم.. من أساؤوا إلى لبنان ومن سرقوا لبنان ومن أوصلوا لبنان إلى هذه الحالة يقولون إنّ جميع السّياسيّين يشبهون بعضهم البعض. لماذا؟ لأنّهم لا يستطيعون الوصول الى القمة، فيحاولون سحب غيرهم إلى مستوياتهم، فيصدّق المواطن عندئذٍ إنّ الجميع يشبهون بعضهم. ألا ترون ذلك على شاشات التّلفزة؟!! لا يمكن القول إنّ جميع السّياسيّين يشبهون بعضهم بعضاً. إذا كان الله قد أعطانا موهبة الحسّ النّقدي فإننا لا نستطيع القول إنّ الجميع متشابهون. هناك الصّالحون وهناك الطّالحون. هناك السّارقون وهناك الشرفاء الذين يعطون من ذاتهم ومن وقتهم ومن حياتهم لوطنهم. فمن يقول إنّ الجميع متشابهون، أيّاً يكن، يكون هو السّيّء ويعمل على إسقاط الآخرين إلى مستواه.

نتأمّل منكم أن تشاركونا هذه الحالة التي نعاني منها على جميع الأراضي اللّبنانيّة، من عكّار إلى النّاقورة مروراً بالعريضة ووصولاً إلى المصنع. كلّ لبنان يعاني اليوم، ولا أريد أن أقول لكم إنّ وضع كسروان سيكون الأفضل، مع تفهمي الكامل لمطالبكم. مطالبكم ضروريّة ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، ولكن هناك أماكن جدّ تعيسة في لبنان، ولبنان هو وطنٌ بكامل أراضيه ولا يمكن تقسيمه. لا يستطيع المرء أن يعيش مرتاحاً إذا كان جاره متعباً. إذا كانت الضّجيج يأتي من المنزل المجاور لمنزلنا لا نستطيع أن ننام مرتاحين في منزلنا. هذا هو لبنان، كسروان هي بالقرب من جبيل، وجبيل بالقرب من البترون والبترون هي بالقرب من الكورة وزغرتا. كلّ قضاء يقع بالقرب من قضاء آخر، وهذه الموجة تاتي مثل "الأكورديون" ويستفيد منها الجميع إذا حصلت.

نتأمّل أن تكونوا واعين للوضع الذي نعيشه، وأن تقدّموا جهودكم معنا. نحبّ ان نسمع جميع مطالبكم وان نسعى لتنفيذها ولكن عليكم أن تبذلوا جهداً لتوعية المواطنين، وتذكّروا أنه لا يمكن أن يكون جميع السّياسيّن متشابهين.

عشتم وعاش لبنان.

  • شارك الخبر