hit counter script

لتبقى بكركي فوق الشبهات والمحاصصات

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١١ - 08:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
"طاولة حوار" لكن "مسيحية الطابع والصبغة" تنطلق هذه المرة من صرح بكركي لتضمّ قادة أربعة لعبوا دوراً هاماً في الحياة السياسية اللبنانية، على أنّ أعمال هذا الحوار و"أجندته" تبدو مجهولة الزمان والمصير نظراً لحجم الاحباط الذي اصاب المجتمع المسيحي الذي طالما اصيب بنكسات وخيبات أمل بدءاً من العام 1975 وانتهاءً باختلال موازين القوى مؤخرأً بين القوى المتناحرة على الساحة اللبنانية.هذه المرة، عهدنا أنفسنا بل نذرنا انفسنا ألا نقول الا الحق وبجرأة لافتة، من دون مواربة، ومن دون خوف أو وجل من أيّ كان لأن التجربة علمتنا أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة، ونحن نعرف تمام المعرفة أننا سنلام في بعض الجوانب على خلفية قول الحقيقة، لكن لم يعد مسموحاً بعد اليوم أن نحجب أيّ رأي فيما يعود الى كل ما يؤثر سلباً على مصير المسيحيين تحديداً، رغم أن هذه الحقيقة قد تجرح أحياناً، لكن قوتها تكمن في أن دقائقها في التاريخ والجغرافيا يعرفها اللبنانيون تمام المعرفة، وهنا يكمن مدى اختراقها الضمائر.لم ننس صراعات القادة المسيحيين ولا سيما من بينهم الموارنة، كما لم ننس معارك  الكتائب والقوات، ومعارك الكتائب والاحرار، ومعارك وحدات الجيش والقوات،هذا من الجوانب العسكرية والميدانية التي سبقت 13 تشرين 1990.لكن، ومن دون الغوص في تفاصيلها، نود أن نتوقف عند سلسلة محطات كان فيها الزعماء المسيحيون يغرقون حتى الاذنين في صراعات سياسيّة وأحياناً عسكريّة فيما بينهم. وهنا لا بد من تذكير بعضهم بمحطات اليمة ربما نسوها أم تناسوها لكن شعب لبنان لم ينسها حتماً:لماذا حارب العماد عون العماد اميل لحود قبل وبعد انتهاء الحرب في لبنان قبل عودته من المنفى في العام 2005؟ ومن كان مخطئاً في تصدّيه للآخر ومن يتحمل مسؤولية المجازر التي ذهبت ضحية هذا الصراع الاليم ؟من كان مخطئاً يوم استعرت حرب التحرير بين العماد عون ووحدات الجيش السوري التي كانت ترابض في مناطق جبل لبنان وبيروت، ومن كان مخطئاً يومها، ومن يتحمل مسؤولية الضحايا التي سقطت؟من يتحمل مسؤولية الضحايا التي سقطت خلال حرب الالغاء، ومن يتحمل مسؤولية القتلى والجرحى والمعاقين الذين سقطوا اثناءها في مختلف المناطق التي تعرضت للقصف المدمر والقنص؟نطرح اسئلة وجيهة ومعبرة، وقد شئنا توجيهها اليوم بالذات الى السادة القادة والزعماء المسيحيين الذي التقوا في بكركي، لنذكّر فقط هؤلاء بأن الكل أخطأ، أخطأ عندما كان يقصف ويدمر، وأخطأ عندما كان ايضاً يصافح، قبل أن تغيب شمس المساء ليعود بعد أن يكذب، ليشنّ أعنف هجوم على خصومه، فيستخرج من أرشيف وسائل اعلامه أقبح واشنع ما يمكن أن يخدش الحياء والاحساس، فلا يعرف كيف يخاصم، كما لا يعرف كيف يصفح، اذ انه كان يكذب عندما يصفح، وهو يخطط لما بعد الصفح أن يكون خصمه جنديّاً في جيشه وخاتماً في اصبعه.نورد هذه الحقائق بجرأة لان زعماء لبنان لم يكونوا يوماً ورثة لنضال أجدادنا، بل أن تراثنا وحضارتنا وتضحية أجدادنا هي منبع لتراثنا ومبعث لمستقبلنا الذي كان رأسماله ألفاً وستمائة سنة من الكفاح والدم والاضطهاد، من جبال طوروس الى مكة حيث كانت مطرانية تقوم في الصحراء يوماً الى فلسطين حيث ما زال اليهود منذ قتل المسيح حتى تاريخ التنكيل بدور العبادة، الى وادي قنوبين مجد لا يزول وتاريخ حافل بالمذابح.من هنا دور بكركي اليوم في استعادة دور كان متميّزاً ايام المتصرفية اثناء الحكم العثماني وفي أوجه، لان التجربة برهنت على أنه لا يمكن للمحاصصة أن تأكل من رصيد المسيحيين، ولا يمكن لمن زعم وقف الهجرة واصلاح الخلل في النظام والانتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية واعادة التوازن الى المؤسسات وفشل في تحقيق هدفه أن يحلّ مكان بكركي، وهي تبقى الجامع الضامن والملاذ الاخير للمسيحيين، وفرصة سانحة لاستعادة القرار في زمن كثر فيه الدجالون والوصوليون ومنتحلو صفة الحريصين على مصلحة المسيحيين، وقد اثبتت التجربة زيف طروحاتهم ومشاريعهم التي لم تنتج الا المصالح الشخصية فيما مجتمعنا يفرغ من العناصر الشابة ويضاعف من أعداد المهاجرين الى أصقاع الارض.انها أمانة بيد غبطة البطريرك الماروني الذي يفترض به أن يأخذ ممّا افشل طاولة الحوار الوطني عبرة، ولا يدع ايّاً كان مهما علا شأنه أن ينقل مساوىء طاولة الحوار التي أفشلتها الى داخل الصرح البطريركي، لانه، وبصراحة وتجرّد، ثمّة ما  أحدث "نقزة" من عبارة "تنظيم الخلاف" التي توّجت لقاء بكركي الاول بين الاقطاب المسيحيين، على أمل أنّ بكركي يجب أن تفرض تنظيم التوافق بين من فرض نفسه مؤتمناً على مصالح المسيحيين وأهدافهم وليس "تنظيم الخلاف"، والا، بحال تمكن أي من القادة المسيحيين من تحويل بكركي الى ادارة  لخلافات المسيحيين فعلى الدنيا السلام.وعلى هذا الاساس، مطلوب من الصرح البطريركي اليوم موقف واضح يعكس نتائج المشاورات بين الاقطاب الاربعة، والا، وفي حال الفشل، من مصلحة بكركي أن ترفع يدها عن المساعي الخيّرة التي قامت بها، خشية منّا على دورها الوطني والروحي الكبير الذي يبقى لاجيال وأجيال اسمى من أن ينحدر به البعض الى حساباته الضيّقة ومحاصصاته وأطماعه الرخيصة.
  • شارك الخبر