hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي: الشعب يريد العيش المشترك خارج الإنقسامات الطائفية

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٢ - 21:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفود المهنئين بعيد قيامة السيد المسيح، فالتقى النائب الرسولي في الكويت والخليج وشبه الجزيرة العربية المطران كاميللو بيلليني وكان اتفاق على "التعاون في خدمة الجاليات المارونية في نيابته من خلال ارسال كهنة موارنة اليها".

ثم استقبل مطران بيروت للسريان الأرثوذكس دانيال كورية الذي هنأه بالعيد معتبرا إياه "أبا لجميع مسيحيي لبنان والشرق"، وقال: "هو المثل الأعلى والقدوة التي علينا الإقتداء بها". أضاف: "رافقني اليوم الآباء الافاضل من أبرشية السريان الأرثوذكس لمعايدة غبطته والتماس بركته ونأمل قيامة جديدة للبنان بفضل حكمته وعمله الدؤوب لتوحيد المسيحيين بهدف أن يكونوا يدا واحدة وفكرا واحدا ويعملوا على ثباتهم في هذه النقطة المقدسة في العالم وعلى الأرض التي ولد وعاش عليها السيد المسيح متمما سر الفداء والخلاص. لذلك نحن نور للعالم في هذه المنطقة ووجودنا أساسي ومهم ونحن من أساس منطقة الشرق الأوسط".

وتابع: "هذا هو فكر أبينا غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي يسعى من دون كلل لتثبيت هذا الأمر ورص الصفوف، ونتمنى لغبطته ولأعضاء مجمع السينودس الماروني ولكل المسيحيين أعيادا مباركة".

ومن زوار الصرح البطريركي، عميد السلك القنصلي الفخري جوزيف حبيس مترئسا وفدا ضم ثلاثة وعشرين قنصلا قدموا التهاني بالعيد، وأثنوا على "المساعي الحثيثة التي يقوم بها البطريرك الراعي والرامية إلى تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها".

وتحدث حبيس فلفت إلى "التحرك الميداني لغبطة البطريرك منذ انتخابه ليس على صعيد لبنان وحسب وإنما على صعيد المنتشرين في معظم بلدان الإغتراب. فقابل رؤساء جمهوريات ومسؤولين في تلك الدول متفقدا أبناء رعيته".

واستقبل الراعي الوزير السابق الياس سكاف مترئسا وفدا من "الكتلة الشعبية" ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير وفاعليات من مدينة زحلة، في زيارة للتهنئة بالأعياد.

وألقى سكاف كلمة أشار فيها إلى أن الزيارة للمعايدة، وقال: "لا أحد يحب سماع الحقيقة وهنا تكمن المشكلة، والمسيح صلب لأنه كان ينطق بالحقيقة. لذلك نحن نعي تماما ما يعانيه صاحب الغبطة. ونحن نؤيد كل المواقف التي يطلقها لأنها صادقة كما نجدد وقوفنا إلى جانب هذا الصرح الكبير والمرجعية المسيحية الهامة، التي تمكننا من الحصول على حقوقنا وتثبيت وجودنا وحماية هذا البلد وتحصين أنفسنا من المؤامرات المتربصة بنا وخلق توازنات واستقرار في المنطقة".

أضاف: "غبطتكم شخص مميز جدا، والرهان عليكم كبير جدا".

بدوره رد الراعي بالقول: "وجودكم معنا اليوم هو بحد ذاته تشجيع وفرحة كبيرة لنا، لأن كل فرد منكم هو قيمة في مجتمعنا، ونحن حريصون على منطقة زحلة والبقاع بجميع بلداته لما يمثله من قيم في مجتمعنا اللبناني".

أضاف: "نتمنى أن يكون هذا العيد مشرقا علينا بالسلام والمحبة والشركة والتعاون، ونؤكد ضرورة أن يضطلع لبنان بالدور المنتظر منه. ونحن من خلال زياراتنا الراعوية إلى مختلف المناطق اللبنانية شعرنا كم تختلف تطلعات الشعب اللبناني عن تطلعات بعض السياسيين من حيث الوحدة والتلاقي. هذا الشعب سئم الخلافات والإنقسامات وهو يريد العيش المشترك خارج الإنقسامات الطائفية".

وتابع: "مسؤوليتنا مشتركة وكبيرة معكم. فنحن على الصعيدين الروحي والراعوي، وأنتم على الصعيد السياسي والإداري والقضائي والعسكري لأن عملنا يتكامل مع بعضنا البعض. وما يجمعنا هو مبدأ كرامة الشخص البشري والثوابت اللبنانية، وأهدافنا هي خدمة المجتمع والمواطن والكيان اللبناني، وانطلاقا من هذا تلعب الكنيسة دورها الراعوي وأنتم كسياسيين وإداريين ومسؤولين في هذا المجتمع تقومون بدوركم على طريقتكم. ولكننا لا نستطيع العيش إذا كان هناك كل يوم تنكر للمبادىء والثوابت ونعجز عن خدمة المواطن والمجتمع اللبناني".

وقال: "وجودكم اليوم هنا، وما عبرتم عنه في الكلام الذي قيل من القلب أقول لكم إننا نضع أيدينا بأيدي بعضنا. وأصبح واضحا ويا للأسف، انه خلافا لما نسمع ونرى، فنحن من خلال زياراتنا الراعوية في الداخل والخارج وأنتم تتابعونها، لا نلمس من المسؤولين في هذه الدول إلا النظرة الكبيرة للبنان ولدوره الذي يلعبه في هذا الشرق من خلال تاريخه وثقافته المنفتحة على شعوب العالم، الكل يبحث عن طريقة العيش معا، وأوروبا تبحث عن كيفية التعايش مع المجموعات الجديدة على أرضها، وهذا الشرق يبحث عن هويته وسبل العيش المشترك بين أبنائه، ولبنان هو حامل لهذا النموذج الذي نؤمن به، ونعيشه، بكل إيمان. لذلك نحن نرفض أي تفرقة أو تقسيم واصطفاف بين اللبنانيين لأنه لا أحد قريب من اللبناني إلا اللبناني. أنا أشعر أن اللبناني إلى أي دين أو ثقافة أو ميل انتمى، يبقى أخي الحقيقي الأقرب إلي، ومعه نعيش سويا بمسؤوليتنا في هذا الوطن".

أضاف: "نأسف لأن هناك أناسا لا يزالون يضللون الرأي العام، ونأسف لأن هناك من يرفض وحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك ومحبتهم لبعضهم البعض ويرفض أن يكون لبنانيا فقط. ولبنان بتنوعه الديني والطائفي والمذهبي والسياسي يشكل فسيفساء جميلة ولكن هناك من لا يريدها. وطبعا وحدة الشعب اللبناني لها ثمنها، ويجب ألا ننسى أننا وسط هذه المعركة منذ 37 سنة إندلعت الحرب وقسمت الشعب وأبعدت الناس عن بعضهم البعض. ولكن الشعب عاد إلى ثقافته ولملم جراحه والحرب لا تزال مستمرة. لسنا ضد أي انسان ولا نحقد على أي إنسان، وعلينا ان نضع ايدينا بأيدي بعضنا البعض لنبني هذا الوطن فوق كل المصالح المالية والسياسية والفئوية".

وختم: "كونوا على ثقة أنه بتعاوننا مع كل الناس ذوي الإرادة الحسنة والطيبة نكمل طريقنا "ويا جبل ما يهزك ريح"، فالأوطان لا تبنى إلا بالتضحيات والسواعد المحبة، وتبقى زحلة والبقاع خزانا كبيرا للوطنية، ولبنان يقوم بقوتكم وبقوة أصحاب الإرادات الطيبة".

والتقى الراعي رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش والأرشمندريت عبد الله عاصي.

بعد اللقاء، تحدث درويش فأشار الى أن "هذه الزيارة هي بمثابة حج"، وقال: "ان غبطته يمثل مرجعا لنا جميعا، فهو مرجع كنسي بداية ومرجع وطني لجميع اللبنانيين ونحن سنسير على خطواته دائما ونتمى له أعيادا مجيدة".

ومن الزوار، رئيس الجامعة اللبنانية الوزير السابق الدكتور عدنان السيد حسين الذي هنأ الراعي بالعيد وأكد على "مواقفه الوطنية الجامعة بهدف قيام لبنان الحضارة والثقافة"، مشيرا إلى "دور الجامعة اللبنانية في تنمية الثقافة والتعليم العالي في لبنان"، مشددا على أن "لبنان هو الوطن النهائي لجميع أبنائه".

كما التقى الراعي رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف الذي قال: "أتينا لمعايدة غبطته بقيامة السيد المسيح والتمني له مديد العمر. وعرضنا لما يقوم به الإتحاد لجهة العناية بالوادي، من حيث النظافة وتأمين الحراس والنواطير ودعم وجود الراهبات في دير سيدة قنوبين وتسهيل إقامتهم".

واستقبل ايضا مديري مكتب "الأونروا" في بيروت والبقاع محمد خالد وأحمد علي موح.

وعلى الاثر، تحدث خالد معربا عن "التقدير الكبير لشخص غبطة البطريرك الراعي ومواقفه الجامعة". وقال: "جئنا إلى بيتنا الصرح البطريركي الذي لم يعد صوت المسيحيين فقط وإنما صوت العرب وصوتنا نحن الفلسطنيين. نحن في الأونروا، نطلب صوت غبطته للدول المانحة لكي تستمر في دعمها لهذه المنظمة التي تعنى بشؤون الفلسطينيين الإجتماعية والصحية والتربوية. فوضعنا في المخيمات الفلسطينية حرج جدا. وصوت سيدنا البطريرك العالي المسموع والمحترم هو صوت يمثل فلسطين ولبنان والمسيحيين في المشرق. ونطلب منه أن يكون دوما صوت الشعب الفلسطيني وصوت الأونروا".

أضاف: "نتمنى لسيدنا البطريرك الراعي طول العمر وأن يبقى صوته مدويا للحفاظ على مسيحيي ومسلمي المشرق العربي، كي يظل العرب يحبون بعضهم بعضا، لأن الثقافة العربية توزعت على كل العالم، وخروج المسيحيين من المشرق العربي جريمة بحق العرب".

وكان المكتب الإعلامي في بكركي أصدر بيانا أسف فيه لإستشهاد المصور علي شعبان من تلفزيون "الجديد" جاء فيه: "تلقى غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بأسف شديد خبر استشهاد مصور تلفزيون "الجديد" المرحوم الشاب علي شعبان برصاص قنص مصدره الاراضي السورية في جوار وادي خالد في عكار.

يعلن غبطته عن أسفه الكبير لهذه الخسارة ويشجب هذه الحادثة المشؤومة ويرفع الصلاة لراحة نفس شهيد الواجب الاعلامي، متقدما بالتعازي الحارة من اهله وزملائه وادارة محطة تلفزيون "الجديد" واسرتها وسائر الاعلاميين والإعلاميات.

ويضم غبطة البطريرك صوته الى صوت فخامة رئيس الجمهورية والمسؤولين في لبنان لاستنكار الحادثة، والتحقيق فيها واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة والعمل على الحد من مثل هذه الاعتداءات".

وتلقى الراعي اتصالات مهنئة بالأعياد من مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وسفير لبنان في الفاتيكان العميد جورج خوري.

ومساء، التقى الوزير السابق خليل الهراوي الذي هنأ بعيد القيامة، وعبر عن تأييده "التام لمسيرة البطريرك الراعي التي بدأها منذ انتخابه بطريركا، وطروحاته السياسية التي تصب في مصلحة المسيحيين سواء كانوا لبنانيين أم مشرقيين". وقال: "نحن على ثقة بأن صاحب الغبطة قادر على إنقاذ هذا الوجود المسيحي المهدد في الشرق".

كما التقى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي الذي قال بعد التهنئة بالعيد: "هذه الزيارة كانت ضرورية للبحث عميقا في مسألة التأكيد على ضرورة الإستمرار بالعمل لإخراج قانون عام 1960 من حياتنا السياسية نظرا للأضرار الهائلة التي تترتب من جراء تطبيقه وبقائه على الدور المسيحي في النظام السياسي وبالتالي على الوحدة الوطنية في البلد. وهنا يأتي دور البطريرك كراع ليس فقط للمسيرة المسيحية في لبنان بل أيضا كراع للمسيرة الوطنية وكمسؤول عن الوحدة الوطنية وصناعة الوحدة الوطنية في البلد. وكان سبق لصاحب الغبطة أن عبر كما فخامة رئيس الجمهورية، عن الاستياء من قانون ال60 والمطالبة بإيجاد قانون يلحظ إمكان التمثيل العادل والصحيح لكافة مكونات المجتمع اللبناني وخصوصا لتطبيق مبدأ وثابتة دستورية وردت في المادة 24 من الدستور التي تتحدث عن المناصفة الفعلية بين المسلمين والمسيحيين في لبنان. كل هذا بنية هدف واحد ووحيد وهو التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات في لبنان".

أضاف: "قانون ال60 جريمة كبرى ترتكب بحق بناء المؤسسات الدستورية في لبنان وقد ثبت بما لا يرقى إليه الشك عجز المؤسسات الدستورية عن القيام بواجبها نظرا لإنتاجية الحالة التمثيلية النيابية من جراء قانون ال60 عن تلبية حاجات المجتمع اللبناني، وبالتالي نأمل أن يصار إلى إيجاد قانون آخر يلبي طموحات المجتمع اللبناني".

وأمل "ألا ترمي رموز المؤسسات الدستورية هذا الموضوع خارج إطار الإهتمام الرسمي". وقال: "لا يزال هناك بعض الوقت، ومن الممكن جدا أن يصار إلى صناعة القانون".

وقال: "المناصفة الفعلية هي حق دستوري يجب التمسك به ولا يجوز المساومة عليه لا بل تحميل المسؤولية لأي زعيم سياسي وخصوصا مسيحي إذا ساوم على هذا المبدأ. وأنا أعتقد أنه من واجبات صاحب الغبطة وهو الحريص الأول على دور المسيحيين في لبنان تحت سقف الدستور أن يحافظ على هذه الثابتة الدستورية التي يقال عنها مناصفة فعلية. وأي قانون يحمل في طياته إمكان تحسين ظروف تمثيل المسيحيين في النظام هو قانون مقبول من الجميع. ولكن في حال استمرار التباطؤ في إيجاد القانون المناسب بشكل مقصود عنده يكون هناك حفلة تذاكي عنوانها محاولة إبقاء المسيحيين مستولدين بكنف القيادات المذهبية الأخرى لتعطيل إرادتهم وقدرتهم على حياة مشاركة فعلية في النظام والمسؤول عنها تكون القيادات المسيحية وبشكل خاص المارونية".

واستقبل البطريرك الماروني رئيس جامعة الحكمة الأب كميل مبارك والأب سليم مخلوف.

وعلى الاثر، صرح مبارك: "ان أسرة جامعة الحكمة تتمنى لصاحب الغبطة أعيادا مجيدة آملين أن تكون هذه الأعياد قيامة لكل ضمير لبناني حي وسعي لكل عمل خير من أجل عودة الوطن إلى قلوب أبنائه الذين هجروه وهجروه. هذا الوطن هو ابن بكركي وكل من يعلن حربه على بكركي يعلن حربه على الوطن. لذلك على اللبنانيين أن يعوا تماما دور بكركي العالمي والشرق الأوسطي وليس فقط اللبناني. أملي كبير أن يأتي هؤلاء الذين لا يرضون بالآراء إلى بكركي ويصارحون صاحب الغبطة بما في قلوبهم ونواياهم ويناقشونه علهم يقنعونه وليتركوا الإعلام للأمور الأخرى".

كما التقى الراعي وفدا من بقعاتة كنعان، الفوارة برئاسة كاهن الرعية ورئيس البلدية، ووفدا من قيتوله ضم رئيس النادي ميلاد المسن، إيليا المسن ورجل الأعمال وليد الحاج.

ومن المهنئين بالعيد، وفد من قيادة الجيش ضم قائد منطقة جبل لبنان العميد محمد فهمي ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن ريشار حلو، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر، قائد منطقة جبل لبنان لقوى الأمن الداخلي العميد جوزف الدويهي، منسق عام "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" نوفل الشدرواي الذي عرض لما تقوم به "الرابطة من مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس ومن دعم لتعزيز وجود الراهبات والرهبان في عدد من أديار الوادي المقدس لإعادة إحياء الحياة النسكية".
ومن المهنئين ايضا الوزير السابق فريد هيكل الخازن الذي نوه بموقف الراعي في عظة عيد الفصح، وقال: "ان الكلام الذي أطلقه في عظة عيد الفصح حول تجنيب لبنان الدخول في لعبة المحاور هو موقف وطني، وترجمته في الأداء السياسي تعني النأي بالنفس عن الشأن السوري، لأن لا مصلحة للبنان أو لأي فريق من اللبنانيين بأن يتدخل في الشأن السوري الداخلي أكان هذا التدخل يخدم هذا الفريق أو ذاك داخل سوريا".

  • شارك الخبر