hit counter script

أخبار محليّة

الراعي ترأس رتبة دفن المسيح في بكركي وعقد خلوة مع عون

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٢ - 14:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، رتبة دفن السيد المسيح ورتبة سجدة الصليب، على مذبح "كابيلا القيامة" في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة الكاردينال مار نصر الله صفير، المطارنة: بولس الصياح، سمير مظلوم، رولان ابو جودة، كميل زيدان، طانيوس الخوري وجورج بو صابر، أمين سر البطريرك الاب نبيه الترس والاب خليل عرب، في حضور رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، الوزيرين فادي عبود وشكيب قرطباوي، النواب: آلان عون، حكمت ديب، فريد الخازن، سيمون ابي رميا، ناجي غاريوس واميل رحمة، النائب السابق سليم عون، المنسق العام ل"التيار الوطني الحر" بيار رفول وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "طعنه واحد من الجنود بحربة في جنبه، فخرج للحال دم وماء"، وقال:
1- في هذه رتبة السجود للمسيح الفادي، المائت على الصليب لفداء الجنس البشري، نحن نكرم جراحه التي بها شفينا ونشفى، كما تنبأ آشعيا. وكان شفاؤنا بدمه الذي سفكه على الصليب طوعا وطاعة لارادة الآب الخلاصية الذي قال عنه يسوع نفسه: "هكذا احب العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد، كي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية". بدمه غسل خطايانا وخطايا كل انسان، وبدمه غذى نفوسنا بشراب المحبة. وكان شفاؤنا بماء المعمودية الذي به ولدنا بفعل الروح لحياة جديدة، واصبحنا ابناء الله، واعضاء في جسد المسيح الواحد الذي هو الكنيسة، وهياكل حية للروح القدس، كما يعلم القديس بولس الرسول في رسائله الراعوية.

الى هذا الدم وهذا الماء رمز الدم والماء اللذان خرجا من جنب يسوع، عندما طعنه احد الجنود بحربة وهو ميت. ومن هذا الجرح ولدنا وولدت الكنيسة. ولهذا نصلي ونهتف: "نسجد لك ايها المسيح ونباركك، لانك بصليبك المقدس خلصت العالم".

2- صليب المسيح تعبير عن حبه الاصيل الذي يعطي ذاته، وعن حياته المكرسة للآخرين. انه حضارة المسيحيين، فبدلا من ان يكفر الانسان عن خطيئته، بحركة تصاعدية من الانسان الى الله، ويرمم بها علاقته معه باعمال تكفيرية واستغفارية، كما هي الحال في جميع الاديان، نرى ان الله نفسه ينحدر نحو الانسان، بمبادرة من عظمة حبه فيشفيهم ويبرره برحمته، ويحيي ما كان ميتا. ان عدالة الله رحمة فاعلة تقوم اعوجاج الانسان وتعيده مستقيما. هذه هي الثورة التي ادخلتها المسيحية في تاريخ الاديان.

ليس الناس هم الذين صالحوا الله، ما داموا هم ارتكبوا الخطأ، بل الله نفسه صالح العالم بالمسيح. ان الله لا ينتظر ان يأتيه المذنبون من تلقاء انفسهم ليصالحوه، بل هو يذهب اليهم بنفسه ليصالحهم، وهو الذي يجتذبهم من الداخل ليتوبوا عن خطاياهم. هكذا يظهر الصليب كحركة انحدارية من اعلى الى اسفل، تعبر عن حب لا يطوله ادراك. ان حركة التجسد الانحدارية تتواصل في حركة الصليب. وتقتضي جواب الايمان من الانسان، فيتوب الى ربه، ويخرج من حالة الخطيئة، ويبدأ بدوره حركة تصاعدية نحو الله وقمم الروح.
هنا يتضح لنا جوهر العبادة المسيحية، والوجود المسيحي وفضيلة التعبد، وهو ان نستقبل بعرفان كلي عمل الله الخلاصي. ولذا قمة العبادة المسيحية هي سر القربان الافخارستيا اي فعل الشكر، الذي يجعلنا نقول "نعم" لارادة الله، من دون شرط.

3- صليب المسيح هو مدرستنا. فالمعلم الالهي واصل تعليمه من على الصليب بسبع كلمات اخيرة قالها، وسمعناها من الاناجيل التي تلوناها. نأخذ من بينها ما يحتاج اليه عالم اليوم، ويختص بالغفران والمصالحة وضمانتهما.

كان الغفران لكل الذين قرروا صلب يسوع ونفذوه. انه غفران محب بدون حدوده لخطايا جسيمة وفظيعة، بررها بالجهل وسترها بالحب: "يا أبتي، أغفر لهم لانهم لا يدرون ما يفعلون".
وكانت المصالحة مع اللص الذي أعرب عن توبته: "اذكرني، يا رب، عندما تأتي في ملكوتك". فكان الجواب: "اليوم، تكون معي في الفردوس".
وكانت ضمانة الغفران والمصالحة ان أعطى البشرية امه، لتكون اما تسهر على كل انسان، وتقوده الى ابنها فادي الانسان: "يا امرأة هذا ابنك! ويا يوحنا هذه امك!".

4- ثقافتنا الغفران والمصالحة فالمسيح الذي صالحنا مع الله بموته على الصليب، وأقامنا لحياة الاخوة والسلام، يأتمننا عليها، كان يقول بولس الرسول: "الاشياء القديمة مضت، وكل شيء صار جديدا من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح، ووهبنا خدمة المصالحة، فنحن سفراء المسيح، وكأن الله يدعوكم على يدنا. فنسألكم، باسم المسيح، ان تصالحوا مع الله، ذاك الذي لم يعرف الخطيئة، جعله الله خطيئة لاجلنا، لنصير نحن به بر الله".

بهذه الروح وبهذا العزم والقصد، نسجد للمسيح فادينا وللآب مرسله وللروح القدس المتمم فينا ثمار الفداء، رافعين للثالوث المجيد كل شكر وتسبيح الآن، والى الابد، آمين.

بعد الرتبة استقبل الراعي في صالون الصرح عون واعضاء كتلته، وعقدت خلوة بينه وعون، في مكتبه الخاص، استمرت نصف ساعة وتناولت مواضيع الساعة.
وقال عون بعد الخلوة: "اليوم هو يوم الفداء عند المسيحيين، وطبعا مع الفداء هناك تأمل وهدوء ورجاء حيث يرجع كل واحد الى داخله، وكما غفر المسيح لمن صلبوه نحن ايضا على صورته ومثاله نغفر لمن يسيئون الينا، فهو القدوة الاعلى بالنسبة لنا، والمكان هنا يسمح لنا ان نعيش هذه اللحظات التي فيها تأمل وخشوع".
 

  • شارك الخبر