hit counter script
شريط الأحداث

حكّام... لكن مرضى

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١١ - 07:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
كان هذا اسم برنامج إذاعيّ تتحدّث فيه معدّته عن حكّام العالم المشاهير في التاريخ وعن أمراضهم العضويّة التي كانوا يعانون منها وكيف كانت تؤثر في حياتهم الشخصيّة والعامّة و قراراتهم مهما عظمت.   ربما لم تتناول المذيعة ذات الصوت المميّز من كان حيّاً من عظماء الأرض وربما أيضاً لم تتناول الأمراض النفسيّة التي ساهمت (ولا تزال) في الكثير من تحوّلات التاريخ. لا أعتقد أنّه سيأتي أحد ليفعل ما لم تفعل وردة المذياع، ولكن لم لا ننوّه بوجود الكثير من الأمراض العضويّة والحالات النفسيّة (المرضيّة في الكثير منها) لدى من يحكمون حاضراً؟ أليس من الصواب أن نذكّرهم بأنّهم مهما فعلوا فهم يتشاركون مع أبناء جنسهم بالمرض والشيخوخة والموت، حتى لا يظنّوا أنّهم وصلوا الى مرتبة الألوهيّة؟  ألا يحقّ للشعب، وهو أصلاً صاحب القرار، أن يقول لهم ماذا نفعل بكم بدل أن يفعلوا هم من دون أن يقولوا؟ربما لا. فمن ذا الذي كان ينتقد حسني مبارك في مصر قبل الثورة؟ أو إذا فعل ذلك أحدهم ماذا كان يحلّ به؟لا شكّ أنّ تغييراً ملحوظاً بدأ في مكان ما، إذ تجد صفحة تنتقد أحد القادة العرب بلغةٍ لاذعة (تخطّت الحدود أحياناً) على الفايسبوك، و ما أدراك ما الفايسبوك! تقنيّة حديثة لها مساوئها و فوائدها.فأن تجد هكذا انتقادات موجّهة لدكتاتور حصل على التقرّب من القطب الأوحد منذ العام 2003، لهو أمر مطمئن. ولكن لا شك أنّ من ينتقدوا (وخصوصاً من يشتموا، و ليس هذا المطلوب) لا يعيشوا تحت حكم القائد الإفريقي.هل علينا إذاً أن ننتظر الشعوب الأخرى حتى تتكلّم عن حكّام العالم الثالث (وما أكثرهم) وماذا يعيثوا من دمارٍ اجتماعيّ، اقتصاديّ، ونفسيّ بسبب أمراضهم؟ أو علينا أن ننفى أو ننتظر فرصة الذهاب إلى مكانٍ ما من دون عودة لنشكو؟في العام 2008، ابتدع الفرنسيّون دميةً لرئيس جمهوريّتهم أثناء ولايته، كانت تباع في كل الأنحاء الباريسيّة. وكان الهدف من هذه البدعة أن يتمكّن الفرنسيّون غير المؤيّدين للرئيس من التعبير عن غضبٍ أو استياءٍ أو غير ذلك من خلال "الانتقام" من الدمية "المستنسخة" ساعة وكيفما شاؤوا.ما هذه الديمقراطيّة الغربيّة الغريبة؟و في الجهة المقابلة من البحر المتوسط تستشرس الدكتاتوريّات و تقتل شعوبها المكبوتة.ماذا استنبط في مصر للرئيس المخلوع؟ وفي العراق كيف أهينت التماثيل بعد سقوط صدام؟ إنّه تعبير عن غضب.ماذا سيحصل في بلادٍ أخرى كثيرة يصدف أنّها ذكرت في مشروع الشرق الأوسط الكبير العام 2004؟و بعد الغضب والتعبير هل سيكون هناك حقاً من تغيير؟كيف ذلك وما تفعله شعوب العالم الثالث هو إلقاء الملامة على الحكّام لتفادي لوم النفس على الانقياد غير الموزون.من خصائصنا العربيّة العاطفيّة أنّنا نخلط العلاقة بالنقاش حول المضمون. فبدل أن تكون العلاقة مرنة والمضمون ثابت، يضيع "الحابل بالنابل"، فتذوب القاعدة الشعبيّة بالقيادة وتتشرّب ادّعاءاتها ماحية كينونتها الخاصة. عندها ترفض القاعدة النقد (حتى البنّاء منه) وتتشبّه بالقائد لدرجة استنساخه.هكذا بدل أن يُطبّب المرض يزداد المرض مرضاً ومرضى.


  • شارك الخبر