hit counter script
شريط الأحداث

البيان الختامي للقاء التشاوري في بكركي

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٢ - 17:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، في بيان أصدروه بعد اللقاء التشاوري الذي عقدوه في بكركي اليوم، على حق الشعوب في خياراتها، في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة، لكنهم أعربوا في الوقت نفسه عن خشيتهم مما قد يحصل "إذا ما طال الوقت في البحث عن الطريق السليم لإرساء دولة القانون والعدالة والمساواة في المواطنة في تلك المجتمعات".

وشجبوا العنف المتمادي في سوريا، آسفين لاستمرار دوامة العنف والتفجيرات المتكررة في العراق. كما استنكروا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم واعتداءات مستمرة، وطالبوا المجتمع الدولي ب"انهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وتطبيق القرارات الدولية كافة ولا سيما حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم".

في الوضع اللبناني، شددوا على تحصين الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وصونها من أي تأثير للأحداث في المنطقة على خصوصية لبنان. وأبدوا تأييدهم للتدابير التي تتخذها الدولة في سبيل المحافظة على أمن المواطن، وأملوا أن يلقى الملف الاجتماعي الاهتمام اللازم، بعيدا عن التجاذبات السياسية والمصالح الضيقة.

وأكدوا متابعة العمل لأجل عقد قمة روحية مسيحية - إسلامية على مستوى العالم العربي، هدفها تعزيز العيش المشترك الإسلامي - المسيحي، واستلهام تعاليم الديانتين وقيمهما، وخبرات التاريخ المشترك.

اللقاء

وكان اللقاء قد انعقد عند الأولى إلا ربعا من بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وجمع رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية، تلبية لدعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بمناسبة عيد سيدة البشارة وإنقضاء سنة على تولية الراعي، وتم خلاله البحث في المستجدات واستعراض الأوضاع التي يمر بها لبنان والمنطقة، وسبل معالجة تردداتها.

شارك في اللقاء، إلى الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي، بطريرك السريان الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ممثل بطريرك كيليكيا للارمن الكاثوليك نرسيس بيدروس التاسع عشر المطران جان تيروز، ممثل كاثوليكوس الارمن الاورثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول المطران كيغام ختشريان، ممثل كنيسة الاقباط الاورثوذكس الاب رويس الاورشليمي، مطران اللاتين في لبنان بولس دحدح، مطران بيروت للسريان الاورثوذكس دانيال كورية، ممثل متروبوليت بيروت للروم الاورثوذكس الياس عودة الارشمندريت الكسي مفرج وأعضاء اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي - المسيحي.

واستهل الراعي اللقاء بكلمة ترحيبية شدد فيها على أهمية الحوار لحل كل الخلافات التي من الممكن ان تطرأ، نظرا للمستجدات على الساحتين الداخلية والاقليمية، من اجل وحدة لبنان واللبنانيين.

البيان الختامي

وصدر عن اللقاء بيان ختامي، جاء فيه أن المجتمعين أعربوا في بدء اللقاء عن أسفهم الشديد لوفاة البابا شنودة الثالث "الذي يعتبر من الشخصيات الإستثنائية التي تميزت حياتها بنضال طويل من أجل تعزيز العيش الواحد الإسلامي المسيحي، والإلتزام بالقضايا الإنسانية وقضايا الوطن العربي، وفي مقدمها القضية الفلسطينية". وتقدموا بأحر التعازي من مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سائلين الله أن يمن عليها ببطريرك جديد يكون خير خلف لخير سلف.

كذلك توجهوا بالتعزية من سوريا ومن طائفة الموحدين الدروز بوفاة شيخ عقل الموحدين الدروز في سوريا الشيخ احمد سلمان الهجري "رجل الحكمة والحوار"، سائلين الله ان يتغمده بالرحمة.

أضاف البيان أن المجتمعين توقفوا "عند التحولات التي شهدتها المنطقة وأدخلتها مرحلة تاريخية جديدة، أدت إلى سقوط أنظمة سياسية عدة". وأكدوا على "حق الشعوب في خياراتها"، لكنهم أعربوا عن خشيتهم مما قد يحصل "إذا ما طال الوقت في البحث عن الطريق السليم لإرساء دولة القانون والعدالة والمساواة في المواطنة في تلك المجتمعات". وأملوا "أن تتماسك الأسرة العربية بالمحبة والوحدة والتضامن والتنوع، أمام تحديات العولمة، وما يتهدد المنطقة من مخاطر ومخططات، فتستعيد مكانتها ودورها في الأسرة الدولية".

كذلك توقف الحاضرون عند المشهد السوري، فأعربوا عن شجبهم ل"العنف المتمادي" وحزنهم الشديد على الضحايا التي تسقط كل يوم، وهم "يبتهلون الى الله أن يحفظ أمن سوريا ووحدتها وسلامتها ويحقن دماء أبنائها".

وأعربوا عن أسفهم العميق لاستمرار دوامة العنف والتفجيرات المتكررة في العراق، والتي تسقط العديد من الضحايا البريئة، وأملوا "أن يستعيد هذا البلد الشقيق وحدته الداخلية في تنوعه، ويقوم بدوره الحضاري ضمن الأسرتين العربية والدولية".

واستنكر المجتمعون ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم واعتداءات مستمرة على الارواح والمقدسات والممتلكات وطالبوا المجتمع الدولي ب"انهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وتطبيق القرارات الدولية كافة ولا سيما حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم".

كما تباحث المجتمعون بالوضع الداخلي اللبناني، فشددوا على "تحصين الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وصونها من أي تأثير للأحداث في المنطقة على خصوصية لبنان، ونبذ التفرقة والفتنة"، مؤكدين على "خيار اللبنانيين الأساسي أن يكونوا معا في كيان ارتضوه وطنا نهائيا مستقلا موحدا". وأسفوا ل"حال التفسخ السياسي الذي يصيب الساحة الداخلية"، وأكدوا "أن لبنان لا يستطيع مواجهته إلا بالحوار الجاد والمعمق في المسائل الخلافية، والتضامن والمسؤولية الوطنية، التي هي الأسس الناجعة للوقوف بوجه كل ما يعصف بالوطن".

وتوقفوا عند الوضع الأمني معربين عن تأييدهم للتدابير التي تتخذها الدولة في سبيل المحافظة على أمن المواطن، ودعوا الى المزيد من هذه التدابير. ورأوا ايضا أن الملف الاجتماعي الناتج عن الأزمة الإقتصادية "التي تنذر بأوخم العواقب"، يجب أن يلقى الاهتمام اللازم، "بعيدا عن التجاذبات السياسية والمصالح الضيقة، لتأمين العدالة الاجتماعية والحقوق الخاصة بالمواطنين، ولا سيما تحصين سلامة الغذاء".

وفي الختام أعلن المجتمعون "متابعة العمل لأجل عقد قمة روحية مسيحية إسلامية على مستوى العالم العربي، هدفها تعزيز العيش المشترك الإسلامي - المسيحي، و استلهام تعاليم الديانتين وقيمهما، وخبرات التاريخ المشترك".

مواقف

وقد وصف البطريرك الماروني اللقاء التشاوري بالجيد،آملا من السياسيين ان "يلتقوا الى طاولة الحوار كما فعلنا نحن، اذ لا أجمل من مثل هذا اللقاء، بدلا من تراشق السياسيين لبعضهم البعض عبر وسائل الاعلام، فاللقاء يحل كافة الامور".

وأكد ان "لا انقسام بيننا"، مضيفا "انا ضد كل ما يسمى بالتقسيم، انا أحب كل الناس كما هم".

قباني

ورأى مفتي الجمهورية في الحوار "السبيل الوحيد لحل كل القضايا السياسية أيا كانت، وعدم الحوار يجعل اللبنانيين عامة في حيرة من أمرهم. وعلى القادة السياسيين في لبنان ان يبادروا الى جلسات الحوار في مقر رئاسة الجمهورية اللبنانية وبرئاسة فخامة الرئيس".

وأضاف: "بالنسبة للاوضاع العربية، كل الرؤساء الروحيون أسفوا للارواح البريئة التي تسقط كل يوم وتخلف أيتاما وأرامل وجرحى وقتلى وشهداء"، سائلا الله تعالى "ان يحفظ لبنان والمنطقة العربية مما هو غير معروف حتى الآن، وكيف سيكون المآل والمصير".

وعن الوضع في سوريا والمنطقة ولبنان قال قباني: "حتى الآن وبحسب ما نرى وترون الامور ليست جارية الى الاستقرار، في اي بلد عربي" مضيفا:"هناك تخوف من المآل والمصير مما يجري في بلداننا العربية فنحن مع الشعوب العربية والى جانبها، ونحن ايضا مع الشعب السوري والى جانبه في مطالبه المحقة والمشروعة".

قبلان

وأمل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ان "يتحول اللقاء المسيحي - الاسلامي الى لقاء شامل في العالم العربي"، متمنيا الخير لكل اللبنانيين و"ان تسير الشعوب العربية تبعا لعلمائها الاتقياء"، ورأى في البيان "الكثير من النصائح والحكمة، وفيه موقف حسن"، متمنيا الخير للجميع.

وعما اذا كان متخوفا من التقلبات في العالم العربي، قال قبلان: "هناك انقلاب عام على الساحة العربية وعلينا ان نكون في لبنان دائما في موقف ثابت وحكيم، ورصين حتى تنجو الأمة العربية من مخاطر التقسيم والفتن".

وردا على سؤال، تمنى قبلان "ان يكون الشعب العربي كالشعب اللبناني"، معتبرا ان "القيادات الروحية اللبنانية هي الأساس وهي موحدة ومتعاونة".

وعن مواقف السياسيين، اكتفى بالقول: "الله يهديهم".

وقال عن الاوضاع في سوريا: "تمنينا ان تحقن الدماء في سوريا والعالم العربي"، مكررا القول ان "الحوار هو الاساس في حل كل القضايا العالقة".

  • شارك الخبر