hit counter script
شريط الأحداث

أمورٌ تزعجني...

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٠ - 07:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
إذا كنت على شاطئ البحر، واستلقيت على الرمل لتنعم بأشعة الشمس وأنت تقرأ رواية مثيرة، ثمّ رأيت أمامك بنيامين نتنياهو وهو يغرق في الماء، هل تقفز لإنقاذه؟ هل تنبّه حارس الإنقاذ؟ هل تتصل على هاتفك بالإسعاف؟ أو هل تستمرّ في قراءة الرواية؟الحياة ليست بجمال أن نرى نتنياهو يغرق، لذا أعد القارئ ألا أذكر نتنياهو حتى نهاية هذه السطور، فقد تذكرته، وأنا أسجّل ما يزعج في هذه الحياة.حين نكون صغاراً نخاف من حبّ الشباب، وحين تذهب تلك البثور في الوجه يصير الخوف أن يشيب الشعر ويسقط، ثمّ نحصي عدد التجاعيد في الوجه وهي تزيد مع كلّ سنة مثل الحلقات التي تدلّ الى عمر الشجرة. وينتهي أكثرنا مثل شجرة زيتون نخرها السوس.ويزعجني راديو السيّارة بقوّة مائتي واط، وجهاز التحذير من السرقة الذي ينطلق تحت نافذة غرفة النوم، وزحمة المرور ومواقف السيّارات التي لا تتّسع لأصغر سيّارة كوريّة.وسيلة النقل الأخرى، الطائرة، أكثر إزعاجاً، مع التأخير في المطارات، وهذا زاد أضعافاً بعد الإرهاب. ثمّ هناك طعام الطائرات المصنوع من بلاستيك مستهلك، ويقدّم في صحون من البلاستيك مع شوكة وسكّين من البلاستيك أيضاً وأيضاً. وبعد هذا كلّه تضيع الحقيبة، وعندي حقيبة زارت بلاداً لم أزرها.هل حاول القارئ يوماً أن يفتح خريطة مطويّة؟ إذا فعل فلا بدّ أنّه واجه إزعاجاً أنّ هذه الخرائط لا يمكن أن تعود الى الشكل الأصلي لها، مهما حاول.وأزيد، من دون حاجة الى تفصيل كبير، بعض الأمور التي تزعجني:- العطر، والمقصود من يغتسل بالعطر ليخفي حقيقة أنّه لا يستحمّ.- الزكام، وقد وجد علاج لبعض أنواع السرطان، ولم يكتشف بعد علاج للزكام.- السعال، خصوصاً أنّ من يعاني منه لا يخلد الى سريره وإنّما يصرّ على الذهاب الى المطعم أو السينما أو المسرح ويسعل في أذنك.- الوقوف في الصفّ، خصوصاً إذا أصرّ الواقف أن يلتصق بك، وهو إذا لم يكن شاذاً فرائحته تقتل.يزعجني أيضاً من بلغ خريف العمر، ومع ذلك لا يزال يحتفل بعيد ميلاده، مع أنّ ثمن الشمع على قالب الحلوى يفوق ثمن القالب نفسه.وأختتم كلماتي عن الأمور المزعجة بالحديث عن العلكة. فقد ازعجتني دائماً فرقعة العلكة في الفم، خصوصاً إذا كان مفتوحاً ينثر الرذاذ على الحاضرين.غير أنّني عندما لم أبتلِ بواحدٍ، أو واحدة، يفرقع العلكة في أذني، دست على علكة في الطريق والتصقت بحذائي وجعلتني أفكّر بذاك الذي بدأت به المقالة، ووعدت ألا أعود الى ذكر اسمه.


  • شارك الخبر