hit counter script

عذراً منكم لكنّني لم أفهم!

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٠ - 05:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
حتى اليوم لم أفهم كيف أرست زيارة  الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد التهدئة في لبنان حين زارا بيروت في 29 تموز الماضي وكيف كان لهما تاثير على تبديد أجواء الفتنة، ولو الى حين. كما أنّني لم أفهم أيضا لماذا زارنا أمير قطر بعدها بيومٍ واحد وأيضاً تحت شعار "تجديد عهود قمة قطر التاريخية" والتي تهدف أيضا وأيضا للتهدئة، حين كان الوضع السياسي في لبنان يوحي بالانفجار.ولم أفهم ولا زلت أجهل حتى الساعة كيف أن زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان الاسبوع الماضي وبعد شهرين من الزيارات تلك، كرّست ايضا التهدئة، علما انه وقبل أسبوعين فقط كان يتحضر الجميع لفتنة أجهل كيف يستبشرون بها.ربما تتساءلون هل أني جاهلة، لا سمح الله، أو هل أنّي غير مثقفة سياسيا، لكنّ من حقّي ومن حقّ كل لبناني لا يشعر بأن وطنيّته مرتبطة بالحلف السوري- الايراني أو بالحلف السعودي - الاميركي وغيرهما، من حقّنا أن نفهم كيف أن التهدئة في وطننا مرتبطة بقرارات الدول المجاورة والبعيدة التي نكنّ لها كل التقدير ونحمّلها في كل ساعة الفضل في وضعنا الذي "لم يلتهب" بعد.لماذا، وبعد كل ما فعلناه منذ خمس سنوات من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، وبعد مطالبة القسم الاكبر من اللبنانيين بانسحاب الجيش السوري من لبنان، نسأل اليوم السوريين وحلفاءهم وأخصامهم التهدئة على أرضنا؟ما هي هذه العلاقة وما هو هذا اللغز الذي لم ولن أفهمه!! وهل حقاً أنا جاهلة؟لماذا لا يأتون الى لبنان الجميل للسياحة وللاستجمام في ربوعه الخضراء؟ ولمَ زيارتهم مرتبطة بالوحدة الوطنية وبالسلم الاهلي والعيش المشترك وبسياسة اليد الممدودة والتفاهم اللبناني- اللبناني وبالتأكيد على رصّ الصفوف والتشديد على معادلة الشعب والجيش والمقاومة وغيرها من العبارات الفارغة التي لا ينفكون يردّدونها في كل مناسبة وأنا "لا شيء معي إلا كلمات".لم أفهم ما علاقتهم بالتهدئة، وما هو دورهم في هذه التهدئة، وهل القادة اللبنانيون نفسهم يَعون فعلا ما دور "الغرباء" في إتمام أدوارنا نحن؟ ربما لست أفهم ولا علاقة لي بالسياسة، لكن جلّ ما فهمت أنّني الوحيدة التي أفهم، "وفهمكن كفاية".وعذراً على الإزعاج.
  • شارك الخبر