hit counter script

حوادث الموت... ووزارة السير

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٠ - 08:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
استوقفتي في الايام الاخيرة حوادث السير المتكررة، وكان آخرها وفاة تلميذٍ من مدرسة الـ "آي سي" بعد أن صدمته سيّارة. والمخذي أنه لا يكاد يهبط الظلام على لبنان وإلا تكون إحدى قرانا أو مدننا تستقبل أحد أبنائها من ضحايا حوادث السير... ما يثبت انتماءنا الى بلدان العالم الثالث، بحيث بتنا نستحق هذا اللقب عن جدارة ما بعدها جدارة.وفي ما يلي نبذة عن حوادث السير في الأيام الاربعة الاخيرة، والتي أخافتني أكثر ممّا تخيفني المشادات السياسيّة في هذه الايام، والتي تنبئ بالويل والثبور وعظائم الامور:
19 تشرين الاول: مقتل الطالب في مدرسة الـ "آي سي" طلال قاسم (17 عاماً) بعدما اجتاحته سيارة مقابل فندق "موفنبيك".18 تشرين الاول: مقتل شاب صدماً على اوتوستراد جبيل.18 تشرين الاول: نهاية الاسبوع ثلاثة قتلى و20 جريحاً على الطرقات اللبنانية.17 تشرين الاول: وفاة مواطن في حاصبيا اثر انقلاب الجرار الزراعي الذي كان يقوده.16 تشرين الاول: سيارة تصدم شخصاً على أوتوستراد الكرنتينا فتقتله.16 تشرين الاول: قتيل وعدد من الجرحى في حادث على جسر نهر الكلب.
والمحصلة، ثمانية قتلى في أربعة ايام فقط، وفي مقاربة حسابيّة بسيطة قتيلين كل يوم، هذا ناهيك عن عدد الجرحى والمعوقين، والمصابين بصدمات نفسيّة وارتجاجات بدنيّة وذهنيّة نتيجة لهذه الحوادث. ولا ننسى بالتأكيد الخسائر الماديّة.
أما احصاءات السير، ووفق قوى الامن الداخلي، فأظهرت أنّه بين العامين 1980 والعام 2008 بلغ عدد الحوادث التي سقط بنتيجتها ضحايا 58114 حادثاً، أمّا عدد الضحايا فهو 6906 قتيلاً، و65949 جريحاً.
وهذا ما حصل في مدة ثمانية وعشرين عاماً، واذا طبقنا النسبة نفسها على بلد بحجم الولايات المتحدة الاميركية والبالغ 300 مليون نسمة لكان عدد القتلى في هذا البلد بلغ خلال خلال 18 عاماً 517950 نسمة وهو أمر لا يصدق ويؤدي الى كارثة وطنيّة، إنما هو واقع في لبنان.
وبنظرة أخرى الى الاحصاءات، نجد أنّ عدد ضحايا السير في لبنان هو في ارتفاع وتزايد مستمرّين، ففي العام 1980 بلغ عدد القتلى 178 والعام 1981 بلغ 165 والعام 1982 بلغ 199 والعام 1984 بلغ 228 والعام 1991 بلغ 287 وفي العام 2000 بلغ 313 وفي العام 2004 بلغ 397. واستمر تصاعديّاً، ففي العام 2007 بلغ 397 وفي العام 2008 بلغ 478، وهو تفاقم جداً في السنوات الاخيرة غير أنّ الاحصاءات الرسميّة غير متوفرة.
تظهر الارقام المبينة اعلاه، وبدون شك، خصوصاً لخبراء الاحصاء بأن الازمة الى تفاقم وبأن المشكلة الى تصاعد، وكذلك بأن اكبر مشكلة تهدد لبنان واللبنانيين هي مشكلة السير وحوادث السير. من هنا، وجب على المعنيين، الى جانب الاهتمام بالأمن والسياسة، أن يهتمّوا بالسير والسيارات ومتابعة حوادثها، ومحاولة البحث عن قروض خارجيّة لاستحداث طرقات لا تتداخل مع الابنية ومراكز البيع... لست بخبير سير إنما بخبير احصاء، ونظرة رقميّة متقدمة لا تنبئ بالخير، وهذا ما يحتّم استحداث وزارة جديدة هي وزارة السير، تعالج المشكلة المتفاقمة والتي تشكّل أبرز خطر على حياة المواطن اللبناني وعلى استمرار حياته. هذا ما يقتضي لفتة جدية من قبل المعنيين، قبل خسارة المزيد ممن نحبهم.
 
  • شارك الخبر