hit counter script
شريط الأحداث

مسيحيّو لبنان وسينودوس الفاتيكان

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٠ - 06:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
يصعب أن تجد في لبنان من يأمل نتائج عمليّة للسينودوس الخاص بالشرق الأوسط على صعيد الحضور المسيحي في لبنان خصوصاً والشرق الأوسط عموماً، لا بل أنّك تجد من يذكّرك بأنّ السينودوس الخاص بلبنان والذي مرّ عقد ونصف على انعقاده، لم يأتِ بنتائج بل أنّ "أولويّاء تنفيذه" قصّروا عن تنفيذ الحدّ الأدنى ممّا تضمّنه على الصعيدين الاجتماعي والتربوي.إلا أنّ انعقاد السينودوس يدعونا الى تناول موضوع الحضور المسيحي في لبنان، من وجهة نظر خاصة.خطير أن يعتقد مسيحيّو لبنان بأنّ استمرار حضورهم فيه أمر ثابت نهائيّ، مهما تقلّبت الظروف أو ساءت ومهما كثرت المخاطر والأخطاء.والأخطر أن يعتقد مسيحيّو لبنان بأنّ زوال المسيحيّين في لبنان أمر يمكن التعايش معه أو العيش بعده. فالوهم الكبير عند مسيحيّي لبنان أنّ روحاً قدساً ما ميّزهم عن الجماعات المسيحيّة الشرقيّة الأخرى التي انقرضت، فغفا عن هؤلاء ليسهر دوماً علينا. والوهم الكبير عند بعض مسيحيّي العالم أنّ مسيحيّي لبنان تماماً مثل تلك الجماعات البائدة يحضرون معاً من دون فائدة ويزولون معاً من دون ضرر.وبين الواهمين عندنا أنّ زوال المسيحيّين هنا مستحيل، والواهمين هناك أنّ حضور المسيحيّين هنا عرض طارئ، المطلوب من السينودوس المنعقد في الفاتيكان ألا يسكت عمّا قد يأتي أو يحضّر، وأن يدرك أنّ موت مسيحيّي لبنان ممكن، وأنّ بقاءهم ضرورة تتعاظم وتتأكد ساعة فساعة.قد يكون رجال السياسة المسيحيّون في لبنان دون المستوى المطلوب من حيث الثقافة الدينيّة ومن حيث العمل بموجب معتقدهم ودينهم. وقد تكون الأحزاب المسيحيّة ذات اسم وإطار مسيحيّين وحسب، لأنّها غالباً ما تتحوّل الى مطايا للسيطرة على الحكم، لا بل تتحوّل الى عبادة الشخص، تزول هي بزواله وتضعف بضعفه.من هنا، تتبلبل الأوضاع المسيحيّة وعجز رجال السياسة عن توحيد الصفوف بل انصراف أكثريّتهم الى الانزواء في حصنٍ أمين وتأمين مصالحهم الخاصة. ومن هنا اهتزاز صورة رجال الدين حين راحوا يحاولون ملء الفراغ والاهتمام برعاياهم مكان السياسيّين وإخفاقهم في ذلك. وإذا تساءلنا عن المحبّة وعن مدى التزام مسيحيّي لبنان بها، لوجدنا أنّ هنالك ما يندى له الجبين خجلاً.وماذا نقول عن التعصّب الطائفي الزميم وعن ازدراء المسيحيّين بعضهم لبعض بسبب اختلاف طوائفهم، وعن امتناع ومنع متبادل عن الاشتراك في الصلوات بين طائفة مسيحيّة وأخرى، وعن الاختلاف حول توقيت عيد الفصح...؟مرّة اخرى، الفاتيكان، ومعه كنيسة لبنان، أمام امتحانٍ عسير. أي مرّة أخرى، قول الشاعر "لا خيل عندي أهديك ولا مال..." ولا أفعال، خصوصاً لا أفعال، "فليسعد النطق إن لم تسعد الحال".
  • شارك الخبر