hit counter script
شريط الأحداث

"نهر الباصات"!

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٠ - 05:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لعلّ الكثير من القرّاء اختبروا في مرحلة معينة من حياتهم "نهر الموت" او جسر "الدورة" وزحمة وفوضى "الباصات" الى جبيل وطرابلس.ولعل الجميع ممن عاش هذه التجربة "الشاقة" يدرك الفوضى التي تعمّ "الباصات" والسائقين الذين لا يحترم معظمهم شروط القيادة والراكبين.فالسائق يريد راكباً حتى ولو أدّى ذلك الى حادث سير أو زحمة سير خانقة، فلا مشكلة، بل المهمّ هو الحصول على هذا الراكب... وحتى لو كان الباص ممتلئاً فلا مشكلة في أن يجلس راكبٌ على شبه حافة بجانب السائق أو أن يقف، ممّا يؤدّي الى حمولة زائدة للحافلة من دون أن ننسى الحقائب الموضوعة فيها وعلى سطحها!والاهم من ذلك غياب أدنى شروط احترام السائقين لبعضهم البعض، حتى تشعر في مرحلة معيّنة بأنّ شرعة الغاب تحكمهم، فالأقوى هو المسيطر على "حلبة" الباصات. ولعلّ خبرتي المتواضعة معهم، والمقتصرة على خمس سنوات، شهدت على أكثر من عشرين حالة شغب وتعدٍّ على الآخر جسديّاً من دون إغفال التعدّي الكلامي (الذي نسمعه يوميّا لدرجة أنّه أصبح من المسلمات اليوميّة) في غياب أيّ احترام لمشاعر الناس وإغفال أي رقابة أمنيّة على هذا الموضوع.فالقوى الأمنيّة موجودة فقط لتنظيم ركن الباصات في محطة نهر الموت والتأكد من عدم وقوف أي باص أكثر من خمسة دقائق إفساحاً في المجال للباصات الأخرى... ولكن، للأسف، لا يشمل ذلك ما يحصل على الطرقات والتي كان آخرها يوم السبت الماضي حين توقف أحد الباصات فجاة وترجل منه السائق ومعاونه ليدخلا في عراك كلامي مع سائق باص آخر. وتكرر هذا الموقف أكثر من ثلاث مرات حتى استسلم السائق الآخر خوفاً من تعرضه أو تعريض الركاب للخطر أو التأخير...فمن المسؤول هنا؟ ومن يتحمل مسؤولية تأخر الناس عن أعمالهم أو منازلهم واضطرارهم لعيش خوفٍ يومي والتعرض لمواقف غير محبّذة؟والأخطر من ذلك أنّ قضيّة الباصات قديمة الطرح والمؤسف أنه حتى اليوم لم يتمّ اتخاذ أيّ تدبير فعلي للحد من "انفلاتها" والتأكد من الحفاظ على سلامة الراكبين، وغالبيّتهم من طلاب الجامعات والعاملين الكادحين.
  • شارك الخبر