hit counter script

تمساح وحصان و... مجتمع

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٠ - 06:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
تشعر أحياناً عند زيارة أحد المجمّعات التجاريّة  الفخمة بأنّك في حديقة للحيوان. لن تجد في أيٍّ من تلك المجمّعات نمرة أو أسوداً أو سعادين، بل أنّ الحضور  "الحيواني" يقتصر هناك على صنفين فقط، هما التماسيح والأحصنة.فالجلوس في أحد مقاهي تلك المجمّعات ومراقبة الناس، من دون الموت همّاً، يتيح لك أن تجري إحصاءً سريعاً على عدد المارّة من "عشّاق" التماسيح والأحصنة. فيكاد لا يمرّ خمسة أشخاص من دون أن نجد بينهم تمساحاً أو حصاناً. وكي لا يسيء القارئ فهمنا، نشير الى أنّ المقصود بالتماسيح هو شعار ملابس "لا كوست"، والمقصود بالأحصنة هو شعار ملابس "رالف لورين". والاسم التجاري الأخير دخل بقوّة الى السوق اللبناني في العامين الأخيرين حيث انتشرت القمصان من تلك "الماركة" بكثافة، صغاراً وكباراً، شبّاناً وفتيات، إذ بدا واضحاً أنّ ارتفاع سعر هذه القمصان، بفعل وجود الحصان الشهير عليها، شكّل العامل المساعد على الانتشار!ولأنّنا في لبنان، حيث الاهتمام بالمظاهر الاجتماعيّة يشكّل إحدى سمات فئة كبيرة من الشعب اللبناني، فإنّ التماسيح والأحصنة، مطبوعةً على قمصان من مختلف الألوان، شكّلت إحدى وسائل التباهي الاجتماعي، يرتديها البعض القليل على سبيل الذوق ويرتديها الكثيرون على سبيل ما يسمّى، بالتعبير اللبناني، بـ "التفشيخ". من هنا، ينتشر لابسو هذه القمصان في المجمعات التجاريّة والمطاعم، حيث يتيح الموقع فرصة للتباهي أمام أعداد كبيرة من الناس، خصوصاً من المعجبين بالتمساح الشهير وبالحصان الذي يمتطيه فارس "رالف لورين".ومن هنا أيضاً، يمكن الاستنتاج بأنّ فئة غير قليلة من الشعب اللبناني تعاني من أمراض تعبّر عنها عبر تعمّد شراء الملابس الباهظة الثمن، لمجرّد أنّها كذلك وتتيح للابسها أن يظهر "تفوّقاً" ما على الآخرين، مع التأكيد على عدم تعميم هذا "المرض" على جميع لابسي منتجات هاتين الماركتين الشهيرتين.على أمل أن يأتي يوم يكون فيه المجتمع اللبناني أقلّ "حيوانيّة"!
  • شارك الخبر