hit counter script

كلمة العماد ميشال عون في ذكرى 14 آذار مع طلاب الجامعات

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٢ - 23:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون لمناسبة الذكرى الـ 23 لـ14 آذار 1989، لقاء مع طلاب الجامعات في المناطق وشباب التيار الوطني الحر، بدعوة من لجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار، في دير مار انطونيوس التابع للرهبانية الأنطونية في بعبدا في حضور نواب التكتل: ناجي غاريس، آلان عون، ابراهيم كنعان، ادغار معلوف، فادي الاعور، حكمت ديب، رئيس بلدية الحدث جورج عون واعضاء المجلس البلدي، منسق قضاء بعبدا في التيار ربيع طراف، مسؤول لجنة الطلاب والشباب انطون سعيد، رئيس الديرالأب المدبر جورج صدقة، اللجان المركزية وحشد من المحازبين والمناصرين.

بداية النشيد الوطني، وبعد تعريف وترحيب، القى العماد عون كلمة جاء فيها:
"نود منكم أن تستمعوا جيدا وبهدوء لأن الكلام اليوم ليس لاثارة الحماس بل لفهم مجرى الأحداث. وبداية نشكر رئيس الدير على استضافته لنا ونشكرالمعهد والآباء الأجلاء الذين يقدمون لنا المساعدة دائما، وأنا سعيد خصوصا وانني أحد أبناء الرهبنة، ويعود تاريخهم معنا للأيام الصعبة فنحن كنا مع الآباء لطيف وأبو فاضل وجميع الذين ترأسوا هذه الرهبنة، لقد كنا وسنبقى على علاقة جيدة معهم وقد رافقوننا مدى الأزمات الصعبة. والآن لكي نفهم 14 آذار علينا أن نفهم مكونات الأزمة التي أوصلت إلى 14 آذار وما هي الأجواء الأمنية التي شكلت 14 آذار والتي كانت ممرا اجباريا للأحداث اللبنانية. لقد توليت مهام رئاسة الحكومة في 23 أيلول 1988 وكنت وريثا لاحداث دامية بدأت في الـ 75 - 76. هذه الأحداث فرقت اللبنانيين لخمس حالات غريبة عن لبنان، كان هناك الحالة الفلسطينية، السورية، الاسلامية، الاسرائيلية والحالة التقليدية المرتبطة بدول الغرب. وتجاه هذه الحالات لم يجد وقتها الجيش اللبناني نفسه، وإذا نفذ عملية في مكان ما تكون لصالح هذه الفئة أو لصالح فئة أخرى، ولكن لبنان لم يكن يستفيد من أي عملية يقوم بها الجيش اللبناني. كان لزاما علينا أن نقلق على الحالة اللبنانية. وفي جو الانقسام هذا وصلت إلى مركز رئاسة الحكومة الانتقالية في 23 أيلول 1988 وطبعا بدأنا برسالة للبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني مرتكزا على كلمة قلتها لدى تسلمي قيادة الجيش في 25 حزيران 1984 توجهت فيها لرفاقي الضباط وقلت لهم: "أنتم رفاق السلاح واياكم علينا أن نختار اما أن نكون مرتزقة للعبة دولية او أن نكون جنود وطن وهوية". وكان خيارنا الوطن والهوية. ولكن هذا الخيار يلزمه استنهاض للهمم ويلزمه توحيد للجهد العسكري والسياسي وهنا بدأت الصعوبات لأن الجو هو انقسامي والصراع أصبح صراعا داخليا ليس فقط بين المذاهب الاسلامية والمسيحية وانما أصبح أيضا بين الشيعة والشيعة وبين المسيحيين والمسيحيين وبين الدروز والدروز وكانت القصة مختلطة وكان الشعب اللبناني يذرف دمه في هذه الظروف. واستلمنا الحكم وكان علينا أن نتسلم كرة النار ولم يكن لنا أي خيار لأن السلطة القائمة لم تستطع تشكيل حكومة انتقالية من المدنيين، وصلنا الى الحكم وكان هناك فراغ مريع في القيادات المسيحية، بيار الجميل كان توفي، كميل شمعون كان توفي، ريمون اده نفى نفسه، امين الجميل ترك الحكم وسافر، فرغت الساحة واصبحت مطوقة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وماليا، وكانت الضغوط علي حتى أسلم لبنان دون قيد أو شرط. في هذه الاجواء بدأت المعركة وقسموا المؤسسات الرسمية وعينوا قائدا ثانيا للجيش في المنطقة الثانية وأقفلوا المنافذ اللبنانية ومنعوا الاتصالات، ومنعوا الجنود من العودة الى وحداتهم وصاروا يتحدثون عن انقسام للجيش، لكن الجيش لم ينقسم يوما وهو رفض التدخل في العام 1990عندما هاجموا بعبدا. وعلى الرغم من الضغوط في ذلك اليوم فقد بقي الطيارون في مطار القليعات ورفضوا ان يقصفوا القصر الجمهوري في بعبدا. فاذا جيشنا لم يكن مقسوما يوما بالرغم من كل الشائعات، وهنا لا اود ان اذكر بالاسماء عدد الضباط السنة والشيعة الذين ظلوا معنا في القصر الجمهوري وفي الوحدات الاخرى. ولكن على اثر حوادث كانت دامية مميتة باعتداءات على دوريات الشرطة العسكرية انفجر الوضع داخل المنطقة الحرة ووقع تصادم مع "القوات اللبنانية" ولكننا انهينا هذا التصادم في اربعة او خمسة ايام وعادت الحالة الى طبيعتها، ولكن الآخرين لم يرتاحوا وبدأوا القصف على مرافىء الدولة، ولكننا اخذنا القرار بأن نرجع المرافىء ونفتح المعابر بين المنطقتين، وكل الشعب هلل بمن فيهم رئيس الحكومة في حينه الذي كان بقوة الاستمرار دولة الرئيس سليم الحص، ولكن التعليمات هي التي اقفلت المعابر واعادت الحالة الى سابق عهدها".

اضاف: "وصار هناك تدخلات كثيرة حتى نرجع الحالة الى ما كانت عليه، لكن لم يقتنع احد، فاقفلنا المرافىء غير الشرعية، وهنا كان التحدي من قبل الدول الكبرى ان نقفل المعابر غير الشرعية، فاقفلناها واعتقدنا انهم سيدعمون هذا التدبير، لكن الصحف والخارجية الاميركية قالت ان العماد عون اقفل المرافىء الاسلامية ولكن المرافىء التي بقيت مفتوحة هي الرسمية في طرابلس، صيدا، صور وفتحنا مرفأ بيروت الذي هو مرفأ لبنان لا اسلامي ولا مسيحي وكذلك مرفأ جونيه. ونسأل كيف ااقفلناها ، فقد اقفلنا الدخول غير الشرعي اليها واقمنا نقطة جمارك وامن عام ولم تكن ابدا مقفلة، بل اقفلنا العمل غير الشرعي فيها، وهنا بدأت الحرب وبدأ القصف على مرفأ بيروت ليقفلوه، ولغاية التفاصيل العسكرية التي سأعفيكم منها واقول لكم في 14 آذار قصف المرفأ من قبل المراكز السورية وقصفت ايضا منطقة الاونيسكو وفي حينه طلب الرئيس سليم الحص ان يجرى تحقيقا عربيا فيها، وطلبنا تحقيقا عربيا فوريا وعلمت ان هذا الموضوع ضدنا ويريدون الباسنا جريمة الاونيسكو حتى يبرروا اعمالا عنفية ولكن فورا وعند الساعة الواحدة قصفت اليرزة ودمر مكتب قائد الجيش فاخذنا عندها القرار كحكومة واعلنا حرب التحرير".

وقال "الجميع اخذ علينا وقتها كيف نعلن الحرب على سوريا، وانا لم اعلن الحرب على سوريا هكذا ولكن عندما يكون الشخص اضعف من المحتل عليه ان يستعمل اساليبه ووسائله ليحرر ارضه، فنحن لم نقصف دمشق ولم نقصف حمص ولا حلب ولا اي مدينة سورية، وكان السوريون على مسافة 800متر من القصر الجمهوري وجميع من عاش معنا هذه المرحلة شهد على اثر قذائف الدبابات السورية في الحيطان، وفي هذه المرحلة الصعبة كان لا بد من المقاومة وقاومنا لمدة سنتين ولكن الداخل اللبناني لم يصمد، وتفككت القوى السياسية في لبنان وتقريبا بقيت وحيدا بعد وفاة القادة الكبار، وتركنا وهجرنا القادة الصغار لا بل اشتركوا في عمليات ضدنا. وفي هذه المرحلة سمعتم شعار :حرية، سيادة، استقلال، هذه الحرية والسيادة والاستقلال لا يمكن ان تكون موجودة في وطن اذا لم تكن هناك وحدة وطنية، والحرب التي اعلناها او حرب التحرير جمعت القسم الاكبر من اللبنانيين وقد تفاعلت معنا كل المناطق، والبرهان على ذلك عندما اردنا فتح المعابر كان هناك تلاق بين الاحباء الذين لم يتلاقوا منذ زمن طويل ولكن كذلك بعض القوى اللبنانية هي التي اطلقت النار علينا على معبر الدورة وسقط لنا شهداء في حينه، وكل هذه الامور لم تثنينا عن المقاومة، وبقينا على هذا النمط حتى انعقاد الطائف، وبعدها اخذوا الشرعية الدولية والشرعية العربية منا، وكذلك اجبرنا على المقاومة لمدة سنة بعدها حدث 13 تشرين الاول".

وتابع "سئلنا لماذا قاومت في 13 تشرين وانت تعلم انك ستخسر، فكان الجواب القوة فرضت علينا امرا واقعا معينا، ولكن المقاومة حافظت لنا على حقوقنا حتى نطالب باستقلالنا وسيادتنا بعد حين. وبعدها خرجنا من لبنان وغبنا لمدة 15 عاما، وفي خلال هذه الاعوام كنا في جهاد متواصل في المراجع الدولية، واعتقد انكم جميعكم من الجيل الذي سمع باستعادة السيادة اللبنانية التي صدرت عن الكونغرس الاميركي وقتها والانسحاب السوري من لبنان، وبعد الانسحاب وقبل عودتي بأايام كنت اقول لكل من يتصل بي من لبنان ومن كل المناطق: لقد حصلنا الآن على السيادة والحرية والاستقلال ولكن الحفاظ عليها اصعب بكثير من الحصول عليها وسنبقى كل يوم ندافع حتى نحافظ عليها لأنها دائما في خطر. صحيح ان "التيار الوطني الحر" ولد ولا يتأثر بالضغوطات وان صوته من رأسه وليس من رأس احد مقابل لبنانيين لديهم علاقات مع كل السفارات ويعملون بتوجيهاتهم، وعلى مدى السبع سنوات التي عشناها معكم كنا نقوم بالسياسات الصالحة والخيارات الصحيحة، وحرب تموز خاف منها الجميع واعتقدوا ان اسرائيل ستقضي على لبنان، وقد طمأناكم بأن الحرب لن تهدم لبنان ولبنان لن يحتل وقلنا لكم ايضا ان سنوات من الحرب مع الخارج ولا ساعات من الحرب في الداخل، وتجاوب الجميع معنا وفهموا ان كل واحد ملتزم بالآخر وواجه لبنان الاجتياح الاسرائيلي موحدا وبقلب واحد وانتصرنا. بالامس كان هناك خيارات، منذ عام تماما بدأت الاحداث في سوريا، والذين ايدوا حرب اسرائيل على لبنان في العام 2006 هم انفسهم الذين يؤيدون الحرب على سوريا من الداخل وكانت قاسية اكثر لأنهم وجدوا قاعدة سورية لضرب النظام السوري، وهنا علينا ان نفكر بحسن الجوار وبأمن الجوار لأننا سنعيش معهم ولا يمكن ان نعيش مع فئات تكفيرية على حدودنا وتتفاعل ايضا مع الداخل اللبناني الذي يتفاعل معها، لذلك عندما تكلمنا عن سوريا في بدء الحرب الداخلية السورية كنا نقول نحن مع الاصلاحات الدستورية ومع الديمقراطية في سوريا، ولكن على ان تصل بطريقة سلمية ولا نريد ان يكون التطرف على حدودنا وهذا حقنا لأنه لا يمكن ان نقبل بناس يصلون باسم الديمقراطية وحقوق الانسان ويجدون في النهاية انه لا يوجد ديمقراطية ولا حقوق للانسان ولا عودة الى الديمقراطية لأن نظامهم ومعتقدهم والشريعة عندهم ضد الديمقراطية، وعليكم الانتباه فعندما نتكلم على الذي يحدث في سوريا علينا ان نفهم سياسة الاخوان وما هي شرعتهم حتى نتمكن من الاختيار الصحيح، ولو افترضنا ان النظام السوري انتهى فما هو البديل؟ وانتم ترون ما هو البديل، سواء احببتم النظام السوري ام لم تحبوه، فهناك سلامتكم على المحك لأن الحرب ستصل اليكم بعد ذلك، ولا نريد ان نغمض اعيننا ونقول: فليحكم الاخوان، اين؟ في كسروان؟ اذن يجب ان نحقق شعار: حرية، سيادة، استقلال، ليس بالشكل انما علينا ان نعيشه بالمعاني وهذا ما يجب ان نفرضه على سلوكنا الشخصي وسلوكنا الوطني المسؤول في الحكم وفي المجتمع. وماذا تعني لنا كلمة حرية؟ ولست ارى الكثيرين الذين يفهمونها بمعناها الحقيقي، فالحرية تنعكس علينا من حرية الذي في المقابل، بمقدار ما يمكنك ان تتقبل حرية الآخر فهو يتقبل بالتالي ان تتمتع انت بالحرية، اذن حرية الآخر تعكس حريتك انت، والحرية لا حدود لها ولا يحدها الا حرية الآخر، والتبادل في القبول هو الحرية".

اضاف: " ما هي السيادة؟ ومنهم من يخلط بين السيادة والاستقلال فهما لا يتناقضان انما يكملان بعضهما كالحرية والمساواة او العدالة والمساواة، فالمساواة هي باعطاء الحظ المتعادل للجميع انما العدالة فيها فروقات. السيادة هي تطبيق القوانين على ارض الوطن والمسؤول عنها الدولة اللبنانية ولكن كيف يعتدى على السيادة؟ يُعتدى على السيادة باغتصاب من الخارج او بتنازل من الداخل وهذا الامر الذي كنا نعيشه مع سوريا عندما كانت في لبنان، وهناك اعتداء على السيادة عندما يكون هناك اعتداء على القانون الذي تمثله الحكومة وهذا اخطر انواع الاعتداء على السيادة لما نراه من مخالفات في الدولة على الدستور وعلى القانون لأن السيادة تتمثل بتنفيذ القانون فاصبحت القصة اخطر بكثير، والمسؤولون عنها والذين اقسموا للمحافظة عليها هم من يعتدون عليها وهذا ما عليكم الانتباه له ومقاومته".

واردف "وعن الاستقلال فهو ليس ان يتصرف اي شخص على مزاجه، وطبعا الاستقلال هو عندما يأخذ الشخص قراره بذاته ولكن ان يعلم ان عنده جيران وهناك اناس بعيدون وآخرون قريبون وعليه ان يحترم ايضا استقلالهم ولا يكون في قراره اعتداء على الآخر او على دولة اخرى. وعليه ان يأخذ بالاعتبار المصالح الحيوية للآخرين. الاستقلال لا يعني ان نترك حدودنا "فالتة" لأننا نريد ان ندخل السلاح والمقاتلين الى سوريا. نحن ملتزمون بحسن الجوار من ضمن العلاقات الدولية ان يكون أمننا من سوريا على مسؤولية سوريا وأمن سوريا من ارض لبنان مسؤولية لبنانية ولا يمكننا ان نخل فيها لأن بعض الاحزاب تريد ان تحارب في سوريا وتغير النظام، والذي يحدث في سوريا هو اعتداء دولي وليس ثورة داخلية، فعندما يدربون ويرسلون المقاتلين والاسلحة ويدفعون الاموال الطائلة لقلب النظام فهذا ليس ثورة داخلية، لذلك نحن ملزمون ان لا ندع الامور "فالتة" على الحدود".

وقال "انها في النهاية معاني 14 آذار،اما الاحداث العسكرية فاصبحت وراءنا ولكي نبني الوطن ونحافظ على وحدته ويكون مطمئنا للمجتمع علينا ان نفهم معاني الحرية والسيادة والاستقلال الذين لن يستمروا في ظل فساد يتآكلهم لأن الشعوب المنهارة بمراحل الانحطاط يرافقها دائما الفساد الذي ينهش كل قيمها الاجتماعية وكل المعايير القانونية والاخلاقية فيها. اذن في الحرية والسيادة والاستقلال جهد يومي واستنهاض للقيم. هل نحن نحافظ على ايماننا وارضنا وقيمنا؟ انه سؤال يجب ان يوقظ الضمائر وهكذا نقول اليوم وغدا ودائما سنبقى نستنهض شعبنا ونقاوم الفساد ونفرض الاصلاح لأن الاصلاح لم يعد كلمة في خطاب سياسي بل اصبح واقعا وان شاء الله سنتكلم في لقاءات اخرى عما انجزناه في القانون وما فرضناه للسير على الطرق السليمة في ادارة الدولة. وهناك امور كثيرة سنعمل عليها ولكن البداية كانت جيدة وقد بدأنا من فوق كما ترون. عشتم وعاش لبنان.

سئل: ما موقف التيار من الضجة التي أثيرت حول كتاب التاريخ وهل سيقر كما هو؟
أجاب: "من عليه أن يكتب التاريخ حاليا ربما لم يولد بعد، والسبب اننا نستطيع أن نروي الأحداث لكن لا يمكن ان نعطي الحكم التاريخي على سلوكنا وعلى تصرفاتنا. والتاريخ الذي سيدون حاليا لا يجب أن يتخطى سرد الأحداث التي حصلت وعلى كل من يطالب في كتابة التاريخ أن يفهم أن التاريخ ليس لهم بل يأتي بعدهم وإلا يكون قصة يكتبونها، وعلى الذين سيكتبون التاريخ أن يتناولوه من جميع الجهات ولا يعطون حكما به".
وعن الأحداث السلفية والتكفيرية قال: "لا شك ان الذي حدث كان وثبة ولكن نحو الماضي وهذا شيء خطر جدا لأن الذي يقوم بثورة يتلاقى مع المستقبل وليس مع الماضي. الذي يحدث حاليا أناس يفكرون بحلول لمشاكل معقدة باختيار الماضي، والذين يحدثون المشاكل هم تكفيريون وليسوا اصوليين يحبون ديانتهم ويمارسونها. فهذه الوثبة نحو الماضي هي الفشل بحد ذاته ولا تستمر لأن حلول الماضي لو كانت صالحة لما تغيرت. الفكر الذي سيبقى ويعم الشرق الأوسط هو الفكر المشرقي القائم على تزاوج الحضارات والثقافات المسيحية والاسلامية ولا يمكننا استثناء اليهودية منها لأنها نشأت في الشرق الاوسط، لكن اليهودية تعزل نفسها وتأخذ خصوصية الله ولا تشاركنا الفكر الكوني الموجود في الاسلام والمسيحية اللتين تزاوجتا وتعايشتا سويا".

وعن احداث الشرق الاوسط قال: "لقد لمسنا ارتفاع الحرارة التي نعيشها اليوم منذ أواخر العام 2005 ولبنان يتفاعل وينفعل مع أحداث الشرق الأوسط وقد تأتي أيام وتكون الحرارة مرتفعة جدا وعلينا أن نحد منها لكي لا تصل الى درجة يندلع معها الحريق. وقد اعتمدنا من وقتها سياسة الانفتاح والتفاهم على نقاط الخلاف واعني بذلك التفاهم مع حزب الله الذي جعل الصدام في لبنان سياسيا وليس طائفيا، ونحن نعتز به بكل فخر. ومنذ ذلك الوقت لا يوجد صدامات قوية داخلية نسبة للحريق الذي يطوقنا، هناك وجهة نظر سياسية تحمى احيانا وتبرد احيانا اخرى ولكن كل الناس تمارس حياتها اليومية العادية".

وفي الختام، قدمت المجموعة الناشطة للتيار الوطني الحر في الجامعة الأنطونية ومسؤول الشباب في هيئة قضاء بعبدا ايلي الهبر دروعا تقديرية للعماد عون.
واولم رئيس الدير والرهبان على شرف العماد عون والوفد المرافق. 

  • شارك الخبر