hit counter script

أحلام سياحية... ولكن

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٠ - 06:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لم نكن نرغب، بالمطلق، بإثارة ملفات اقتصادية تقض مضاجع اللبنانيين، من باب الحرص على انقاذ ما يمكن أن يشد أزر السياحة في موسم الصيف، لكن لم يكن هناك من باب مساعد لتنشيط السياحة، وقد شارف موسم الاصطياف على نهايته في حين لا يزال بعض المسؤولين يدلون بتصريحات، وكأن لبنان اليوم أشبه "بموناكو" أو "كان"  أو "نيس"، متناسين أن لبنان بات مصبّاً لمشاكل منطقة الشرق الاوسط بأسرها.كيف لنا أن نحفز الاستثمارات وندعم الموسم السياحي اذا لم يعد اللبنانيون يتكلمون عن تقنين في الكهرباء، بل عن بضع ساعات تغذى خلالها مناطقهم والباقي على ذمة المولدات الخاصة أم الشموع أم الظلمة الدامسة؟وكيف لنا أن نحمَل ضميرنا وندعو السياح والمغتربين الى المجيء الى لبنان وقضاء فصل الصيف اذا كانت بيروت شهدت هذا الذي أطلق عليه البعض تسمية "إشكال فردي" بين شخصين فتحولت مناطق العاصمة من رأس بيروت الى الاشرفية فالضاحية الجنوبية الى ساحة حرب حقيقية لجأ خلالها  بعض الاهالي الى الملاجىء ووقع عدد من القتلى والجرحى وخلص الاشتباك الفردي هذا الى التسبب، عدا عن الهلع، بالملايين من الخسائر المادية والى شل الحركة الاقتصادية في المنطقة التي وقع فيها؟وكيف لنا أن نقنع أهلنا وزائرينا أن المياه لا تنقطع في لبنان، صاحب الثروة المائية وفق ما عرف عنه وما روته كتب الجغرافيا، لكن المواطنين ما زالوا حتى في المناطق التي تضم الينابيع العذبة يعانون من شح المياه وثمّة مناطق لم تر مياهاً للشفة منذ ثمانية اشهر؟وكيف لنا أن نكذب على أهلنا بأن نقول أنّ الامن مستتب ولا جزر امنية في لبنان ولم ترتفع نسب الجرائم بينما وسائل الاعلام  تنقل يومياً وقائع الاحداث الاليمة خصوصاً ما حصل في العديسة وكاد أن يتسبب بوقوع حرب مدمرة على غرار حرب العام 2006؟وكيف لنا أن نقنع هؤلاء بأنّ أجواء الوئام والمحبة والتفاهم والود تسود سائر الفرقاء، بينما وسائل الاعلام، وخصوصاً المرئية منها والتي تغطي أصقاع العالم بكاملها، تبث بغالبيتها سموم الحقد والضغينة من دون رادع، وتنذر بانفجار الوضع؟ وكيف لنا أن نبشر باصطياف زاهر في حين أن طرقاتنا تحولت الى مواقف للسيارات تنال منها أشعة شمس آب مما يعيق حركة التنقل والتواصل بين المناطق؟وكيف لنا  ندعو القادمين الى المجيء والتنعم بخيرات لبنان طالما بانتظارهم المئات من المحتالين والسارقين يدخلون السجون ويخرجون لاحقاً ويعيثون الارض فساداً وينهبون ضيوفنا، بينما عدد كبير من المؤسسات السياحية يستغل الموسم السياحي لفرض اسعار باهظة وخيالية وكأنها فرصة للانقضاض على هؤلاء توصلاً لابتزازهم؟ وكيف لنا أن نبشّر بصيف واعد في وقت تفتقر المراكز الحدودية لأبسط وسائل الراحة للعابرين؟ وكيف يطمئن السائح اذا أراد التنقل بين المناطق في حين أن سلب السيارات بات ظاهرة يومية متفشية في وضح النهار وبقوة السلاح  ولا أحد بإمكانه لجمها رغم كل الوعود التي قطعت على هذا الصعيد؟ وكيف لنا أن ننشر صورأً لاكبر المعالم السياحية عظمة وحضارة في محيطنا في وقت تشكو معظم القلاع في لبنان من الانارة ومن الدليل السياحي ومن الحد الادنى من النظافة والارشاد؟ وكيف نطمئن السائح الى حسن معاملته والدوائر الحكومية تعج بأخبار الرشوة والفساد لتصل الى مناصب رفيعة من دون هوادة ومن دون محاسبة بينما المحاكم تعج بعشرات الآلآف من الدعاوى التي لم يفصل بها منذ عقود، كما أن أحكاماً كثيرة لم تصدر منذ أعوام، ولا مساءلة في هذا الصدد رغم عشرات الشكاوى التي يتقدم بها محامون لدى دوائر التفتيش القضائي  والعدلي ووزارة العدل؟ بل أكثر من ذلك، كيف ندعو المغتربين الى عشق لبنان والاستثمار فيه بينما نحن ننكر لهؤلاء حق استعادة الجنسية اللبنانية؟ وكيف لنا أن ندعوهم الى حب الوطن والتردد اليه بينما نحجب عنهم حق التصويت في الاستحقاقات المصيرية والانتخابية وكأننا نقول لهم : "استثمروا في لبنان وابقوا بعيداً عنا"... آخر الملفات المعقدة والشائكة التي شهدت سجالات في اليومين الاخيرين ملف جعل بيروت منزوعة السلاح، غير أن طرح هذا الملف الجديد خلق أزمة لتضاف الى سلسلة الازمات التي تثقل مشاكل لبنان، ليتحول الى مادة خلافية اضافية، وهو الملف الابرز ضمن مجموعة عقد لبنان بحيث أنّ تعذر جمع السلاح من الاطراف اللبنانية كافة سوف يشلّ الامن والاستقرار ويضع العصي في دواليب الحلول الاقتصادية والخدماتية والانتاجية.هل هذا هو لبنان الذي يريدون، لبنان الفوضى والركود الاقتصادي في حين أننا
  • شارك الخبر