hit counter script
شريط الأحداث

مصائب "الكهرباء" عن قوم فوائد!

الخميس ١٥ آب ٢٠١٠ - 08:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لا يحلو لوالدي ترك منزلنا في قريتنا الجنوبية والبقاء في بيروت أكثر من يومين أو ثلاثة أيام وفق المهمات التي يحضر لانجازها. ومهما حاولنا اشغاله بأمورنا وطلباتنا، فلا شيء يثنيه عن العودة أدراجه في الصباح الباكر الى الجنوب.
يكره والدي الجلوس بين أربعة جدران في بيروت، وعلى الرغم من وجود غرف عدة في المنزل، إلا أن الجلوس على الشرفة هو الأحب الى قلبه حتى ساعات متأخرة من الليل. ويكاد الحي يعلم بقدوم والدي من انارة الشرفات حتى ساعات متأخرة.
وإذا كان الدفء مفقوداً في بيروت في الشتاء وفق والدي، وهو المعتاد على قضاء شتائه أمام "وجاق الحطب" الذي يهدر صبيحة كل يوم، فإن صيف العاصمة لا يطاق بالنسبة إليه بسبب الحر الشديد والرطوبة وزحمة السير. ولم تكن المكيفات التي تعمل ليلاً نهاراً في المنزل تشفي غليله في الأعوام الفائتة.
إلا أن هذا الصيف يبدو مختلفاً عما سبقه، فبعد قضاء والديّ معظم شهر تموز في ربوعنا البيروتية، عادا الينا مجدداً في الأسبوعين الماضيين هرباً من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وارتفاع درجات الحرارة، التي لا تجد ما يخفف من حدتها في الجنوب.
أمام مصيبة الكهرباء، باتت بيروت أشبه بـ"جنة" للكثير من أبناء القرى الذين يفضلون هذه الأيام البقاء في المدينة بدل الصعود الى القرى الجبلية، والمعاناة جراء الحرارة المرتفعة والظلام. 
وعلى الرغم من الاعتصامات العفوية التي ينفذها كثر من اللبنانيين في بيروت والمناطق والتي تصل الى حد إقفال الطرق بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة، إلا أنني لا أستطيع أن أنكر أن مصيبة "الكهرباء" تلك تمنحني متعة الوصول الى المنزل ووجود من ينتظرني وقد أعد لي أطباقي المفضلة، فضلاً عن الاستيقاظ صباحاً على رائحة "الهال" والجلوس على الشرفة مع والدي لاحتساء فنجان القهوة
  • شارك الخبر