hit counter script
شريط الأحداث

لماذا التهرب من مواجهة شهود "الزور"؟

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٠ - 06:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
تبدو تداعيات المرحلة الراهنة اشبه بسحب من الغيوم السوداء التي تحتقن في سماء المنطقة وهي تنذر بعاصفة هوجاء قد تشبه أحداث 7 ايار وقد لا تشبهها بعدما وصل التوتر السياسي العالي الى ذروته. فبالرغم من اسراع حكّام الدول الثلاث مؤخراً الى محاولة استيعاب الاحتقان ووقف امتداده، فان عدداً كبيراً من المسؤولين لم يبالِ بالنصائح التي اسديت اليه حقناً للدماء وما زال يطلق العناء لحملات التهديد والتخوين يميناً ويساراً، لا بل ازدادت وتيرة التهديدات وتصاعدت الى حد بات يوصف الوضع وكأنه اشبه ببرميل بارود على أهبة الانفجار. واذا كانت المحكمة الدولية هي المادة الدسمة التي تسعر نار الصراع وتؤججه، فان محاولات رأب الصدع من قبل البعض، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، لم تعط ثمارها نسبة لان بعض القادة مضوا في حساباتهم الظرفية وكل بات يعمل لحساباته ومصالحه الضيقة في اتجاه يحاول من خلاله تدارك خسارة ما أم تحسين وضع ما أو خشية من أن يذهب "فرق عملة" لكون الحديث اليوم لم يعد يتناول منع العاصفة من الوصول الى شواطىء لبنان بل كيفية التعاطي معها وتحصين المواقع درءاً لنتائجها لانه كما يبدو يتعامل البعض مع هذا الملف وكأن ما كتب قد كتب وهو محسوم سلفاً والمطلوب ابعاد الكأس المر، بينما فريق آخر يعد العدة للدعوة الى استحضاره مع التعامل واياه على اساس نتيجة وضعية وطبيعية لثمرة جهود دولية لكشف من قتل الرئيس رفيق الحريري .ما يقلق البال على هذا الصعيد، وفي مفارقة ربما لم تشهد لها اي من ساحات الصراع في العالم، مشاهد سلخ الدب لا قبل أن يقتل فحسب بل قبل ان يولد أو يعرف جنسه، مع التذكير هنا، وعلى سبيل الطرفة لا أكثر، ان ثمة أنواعاً من الدببة " البندا " تعمل دول العالم على بذل المستحيل للحفاظ على جنسها خشية انقراضها ...ومن المفارقات التي تمّ استخراجها من تصريحات بعض المسؤولين، ما قاله أحدهم إن المحكمة الدولية ماتت، وما وجّهه آخر الى أركانها بشرب "زومها" بعد غلي ماء محاضرها، وآخر أنها دفنت، وآخر أنها اسرائيلية، في وقت لم نشهد انعقاد اي جلسة لها ما عدا جلسة فرعية للبت بطلب اللواء جميل السيد كما لم تتبلغ حتى اليوم صدور أي قرار اتهامي بخصوص الجريمة وما تقتصر عليه التعليقات في المضمون هو افادات بعض الشهود ممن اعتبرهم البعض شهود زور بينما المطلوب من المحكمة نفسها تصنيفهم كذلك إن تبين حقيقة أنهم أدلوا بمعلومات مغلوطة وضللوا القضاء بهدف تحوير مسار التحقيق، وهذا ما سوف يعتبر أبشع جريمة في عصرنا لكونها اذ ذاك قد حرفت مسار التحقيقات لأهداف مشبوهة قد تأتي اذا كشف النقاب عنها بكشف الفاعل الحقيقي وعن طريق هؤلاء الشهود بالذات .وعلى هذا الاساس، وانطلاقاً ممّا تقدم، أبلغ القول إن من له مصلحة لكشف القتلة الحقيقيين ما عليه إلا الطلب بمتابعة سير الدعوى لدى المحكمة الدولية حتى النهاية وتكليف محامين يتمتعون بالجدارة والكفاءة المطلوبة لمواجهة الشهود ومن بينهم من اتهم بالادلاء بشهادات الزور، وإماطة اللثام على النحو الذي تقدم ذكره عن جريمة القرن الواحد والعشرين التي هزت مشاعر الانسانية والعالم، وربما سيقتنع من يطالب اليوم عن خطأ بمقاطعة المحكمة الدولية ووقف سيرها، بأن متابعة المحاكمة حتى النهاية ومواجهة بعض الشهود الذين اصبحوا هم القضية بحد ذاتها، وبالتالي كشف الحقائق عن طريق التوسع معهم بما أدلوا به من اعترافات لأن هؤلاء قد يشكلون فعلاً الممرّ الضيّق والمظلم انما الحتمي، إما عن صدقهم في ما أدلوا به، وإما عن خداعهم ورياقهم. وهنا قد يكشف الخداع نفسه وجه المؤامرة والقتلى في آن معاً، وينبلج فجر الحق من جديد بعدما شغل اللبنانيون ودول العالم لخمس سنوات مضت في أكبر ملحمة شهدها لبنان.
  • شارك الخبر