hit counter script
شريط الأحداث

"شجرة العديسة" وأمهات الشهداء

السبت ١٥ آب ٢٠١٠ - 05:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
ربّما يجب أن نطالب باسترجاع "شجرة العديسة" التي قامت القوات الاسرائيلية باقتلاعها بعد الأحداث الحدوديّة الأخيرة التي طالت بمصابها جنديّين لبنانييّن وصحافيّاً.هذه الشجرة، شجرة سنديان تاريخيّة يجب ان نحافظ عليها بموتها ويباسها لتبقى ذكرى تتمسّك بها ثلاث عائلات لبنانية قدّمت أبناءها حملا شريفا على مذبح الوطن.ولربّما كان الأحرى بنا نحت هذه الشجرة تذكاراً خشبيًا فاخراً، يبقى شاهداً على ما حلّ بهؤلاء الشهداء الثلاثة الشرفاء!ثلاث عائلات وثلاث أمهات ربّما يبكين اليوم أبناءهنّ، ويفخرن بهم أبطالاً فداء سيادة الأرض، لكنهنّ في قرارة أنفسهنّ لن يستطعن أن يمنعن أنفسهن من التفكير في جدوى تلك الساعات الخمس من القنص والاشتباكات التي أودت بسنوات وعقود من عمرهنّ، بنينه ثانية بثانية، على آمال أبنائهنّ.وهل نلومهنّ؟ وهل يمنعن أنفسهنّ من السؤال عمّا كانت جدوى تلك الساعة المشؤومة؟وما الذي استفدن منه؟هل عادت أرض لبنان المسلوبة؟ هل صدر قرار بتنفيذ القرار 1701؟ هل دانت الأمم المتحدة إسرائيل على ما فعلت؟ أو على الأقل هل دانها الرأي العام الدولي؟الجواب هو كلا، فهل يكفي بأن يعرفن في قرارة أنفسهنّ بأن أبناءهن دافعوا عن لبنان لأسباب مشرّفة، بينما الأمم المتحدة صرّحت بأن الشجرة كانت في الأراضي الفلسطينيّة وليس على الخط الأزرق التابع للأراضي اللبنانيّة؟ما الذي سيشبع لهيب قلوبهنّ إذا كانت أصابع الاتهام التي يجب أن تدين من رمى هؤلاء الشهداء الثلاثة بنيران الحقد، قد التفّت حول عنوقهنّ إزاء هذا التصريح الغاشم!ماذا سيقلن لصور أبنائهن بين أيديهنّ: يا ولدي إني أفخر بك لكن حقّك رحل معك وليس ما يعيدك أو يأتيني بما يواسي ألمي!كيف يعود حقّ الشهداء المعنويّ وهم "لن يرجعوا يوماً" ولم يتمّ الاعتراف بالخطأ الذي حصل.لربّما كان الحقّ المادّي إكسيراً شافياً، وهو لن يكون تعويضاً ماليّاً أو نقديّاّ ستودعه الجهات الرسميّة في إحدى الحسابات المصرفيّة الخاصة بهم.التعويض هو شجرة... شجرة سنديان العديسة.
  • شارك الخبر