hit counter script
شريط الأحداث

المسيحيّون بين الرئيس والزعيم

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٠ - 06:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
في 25 أيار 2008 أصبح للبنان رئيس للجمهورية بعد طول انتظار وفراغ دستوري، بناء على توافق اللبنانيين في مؤتمر الدوحة بعد تطوّرات دراماتيكية أعقبت أحداث السابع من أيّار. اتّخذت التدابير والتحضيرات كافةً في مبنى البرلمان بحضور المسؤولين والقادة اللبنانيين والعرب والاجانب والصحفيين الذين حضروا لتغطية هذا الحدث التاريخي الاستثنائي. فبعد أن ظلّ كرسي الرئاسة شاغراً لمدة 6 أشهر، تولى العماد ميشال سليمان الرئاسة ليصبح الرئيس الثاني عشر للبلاد ليُعرف بالرئيس التوافقي، بعد أن توافق عليه السياسيّون اللبنانيّون في مؤتمر الدوحة ومنهم العماد ميشال عون الزعيم المسيحي الأقوى شعبياً وفق انتخابات 2005.جاء انتخاب الرئيس ميشال سليمان كنتيجة لتفجُّر الأزمة اللبنانيّة بين المعارضة والأكثرية التي أدّت الى أحداث 7 أيار حيث أخذ على العماد سليمان انحيازه في تلك المرحلة الى قوى 8 آذار فأصبح التوافق الذي كان مرفوضاً من قبل، مرغوباً اًو ملزماً بعد ذلك. فكان الرئيس التوافقي.وبصفته رئيساً للبنان تعيّن على العماد سليمان مواجهة عدد من القضايا وأهمّها فرض سلطته واحترام موقعه داخل وخارج الدولة اللبنانية. ومنذ الأشهر الأولى لانتخابه، قام الرئيس ميشال سليمان بأكبر عدد من الزيارات الرسميّة الخارجيّة، فاعتبرها البعض محاولة لتعزيز علاقاته الخارجيّة ليصبح المرجع اللبناني الأول ويستمدّ القوة من الخارج ليعزّز قوته في الداخل، وخصوصاً في الشارع المسيحي، خصوصاً بعد أن انتقده الكثيرون بسبب طريقة وصوله إلى موقع الرئاسة، فمنهم من اعتبر أنّه غير منبثق من القاعدة المسيحيّة لأنه أتى نتيجة اتفاق حصل خارج لبنان، وغيرهم من لجأ الى الطعن بشرعيّة الرئيس المنتخب بسبب الطريقة التي تمّ بها الانتخاب من دون إجراء تعديل في الدستور الذي ينصّ على "عدم السماح لموظفي الدولة من الدرجة الأولى بالترشيح الى منصب الرئاسة ". فكان على الرئيس ميشال سليمان تأكيد شرعيّته والعمل على كسب شعبيته، وهذا ما قد يفسّر "اهتمامه" بالانتخابات النيابيّة والبلديّة . كما يحاول الحفاظ على موقع الرئاسة عبر تحريك القضاء بوجه المتطاولين عليه، حتى عبر شبكة الانترنت وموقع "الفايسبوك"، ولم تزل صورة التطاول على سلفه الرئيس اميل لحود راسخة في ذهنه وهو لا يريد السماح بتكرارها. ويستغرب كيف أن الاطراف نفسها التي انتقدت التطاول على الرئيس لحود تدافع عن منتقديه تحت ستار حريّة التعبير. لا يريد ان يظلِمْ... لكنّه يرفض أن يُظْلَمْ...أما في المقابل، فيظهر العماد ميشال عون الزعيم المسيحي الأكثر شعبيةً، حتى لو ركّز البعض على تراجع شعبيّته، غير أنّه، بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، حافظ على الأكثريّة المسيحيّة ولو خسر بعض المواقع. ويحاول العماد عون، من جهته، ترتيب تحالفاته في الداخل والخارج والقيام بأفضل العلاقات مع الدول المجاورة لتعزيز موقعه. أما سوريا، حتى بعد احتضانها لـ "الجنرال" و ترتيب علاقاتها مع عدد من خصوم الأمس،  فهي لا تفرّط بموقع الرئاسة بل تدعم رئاسة الجمهورية والمؤسسات الدستورية اللبنانية وهذا ما نقله السفير السوري علي عبد الكريم بعد لقائه الرئيس سليمان في بعبدا.من هنا، تبرز الإشكاليّة الكبرى عند المسيحيّين إذ في حين أن الرئيس الشرعي للدولة يهتمّ بالعمل على كسب شعبيّته، يقابله زعيم شعبي يحاول سلبه الشرعيّة الشعبيّة. ولكن، لا مفرّ من ضرورة التنسيق بين الرئيس والزعيم لمصلحة المسيحيّين. ما يعني أنّ الواقع المسيحي، حتى إشعارٍ آخر، يبقى رهن اتفاق سليمان - عون.
  • شارك الخبر