hit counter script
شريط الأحداث

بئر الناقورة النفطي: مورد اقتصادي أم أزمة تضاف الى أزمات الجوّ واليابسة؟

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٠ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
منذ أيام، هدّد وزير البنية التحتيّة الاسرائيلي عوزي لانداو بأنّ اسرائيل ستستخدم القوة لحماية حقول الغاز الطبيعي التي عثر عليها في البحر المتوسط بعدما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان الحقول تمتد الى المياه الاقليمية اللبنانية. ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن لانداو في مقابلة له مع شبكة "بلومبرغ" الاميركيّة رداً على كلام بري عن حقّ لبنان في الحقول: "لن نتردّد في استخدام القوة ليس لحماية حكم القانون فحسب بل لصون القانون الدولي البحري ايضاً". واعتبر ان "هذه المناطق تقع ضمن المياه الاقتصادية لاسرائيل".هذا الخبر لا يجب بطبيعة الحال أن يمر مرور الكرام ليس لكونه صادرأً عن بلد عدو للبنان له أطماع فيه فحسب، بل لأنه جاء على اثر صدور تقرير عن شركة نوبل للطاقة، التي تتخذ الولايات المتحدة مقراً لها، كانت أعلنت خلاله في 2 حزيران عن اكتشاف حقل هائل للغاز في منطقة امتياز لها في البحر المتوسط يحوي 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و1,7 مليار برميل نفط. وعلى رغم أن أكثر هذه الاكتشافات تقع في المياه الدولية، الا ان اسرائيل اعلنت انها عائدة اليها.والاشد خطراً من كل ما صدر، تذكير أن الخرائط الإسرائيلية تصر على التعامل مع المنطقة المائية في خط هوائي يمتد من المطلة غرباً خلافا للرؤية اللبنانيّة التي تمدّ الخط من رأس الناقورة. وعمليّاً فإن إسرائيل تضم في خرائطها قسماً من المياه اللبنانيّة لأنها تقول بأن خط رأس الناقورة يجب أن يميل شمالاً .وبالعودة الى الحروب التي عصفت بمنطقة الشرق الاوسط منذ عقود وحتى تاريخه، فغني القول إنها بمجملها عائدة الى سببين رئيسين هما، نكبة فلسطين والنفط .فالاولى ولَدت قضية لا تزال سبباً لمعاناة شعوب المنطقة بدءاً بلبنان وامتداداً الى العراق وايران ومصر، فترخي بثقلها ونكباتها وآثارها المدمرة، بينما الثانية ناتجة عن الأطماع بما عرف بالذهب الاسود الذي كان يستقطب الحروب كالمغنطيس حالما كانت التقارير تفيد عن وجوده في مكان ما امتداداً من أفغانستان مروراً بالعراق وسواها .وفي حين كان في أواخر القرن التاسع عشر يطفو على سطح الارض في الصحاري العربية ولم تكن شعوبها تدري قيمتها الاقتصادية الحقيقية ومخاطر هذا الوجود اذ كان يقتصر استعمال النفط على انتاج بعض الادوية أو مواد التنظيف من دون معرفة جدواه الاقتصادية وتحوله الى عصب الحياة الاقتصادية العالمية ومحركها، فان ثبوت توفر بئر نفطي على الحدود الفاصلة بين دولتين متخاصمتين وشموله بقعة تقع في المياه الدولية (أي شموله مثلثاً في آن معاً) يؤشر الى خطر تمركز صراع جديد دولي سوف يستقطب دول قرار سوف تصبّ مخططاتها واستراتيجيّاتها ان لم نقل تعديلها باتجاه محاولة السيطرة سياسياً وعسكرياً على بقعة محمية تكون بمنأى عن صواريخ حزب الله وهذا ما يتطلب سعياً لضرب هذا الحزب وإضعافه أم الى محاولة فرض سلام مع اسرائيل بشتى الطرق لتمكينها من اقامة منشآت التنقيب عن النفط والغاز حيث هو . حتماً إنها مهمة صعبة للغاية ومعقدة لمن يسعى الى وضع يده على هذا الشريان النابض الحيوي الذي لا يمكن شفط أي برميل منه طالما لحزب الله صواريخ تطال العمق الاسرائيلي فكيف بها لا تتمكن من تعطيل أي مسعى لوضع آلية واحدة للشروع في تركيب منشآت وسحب ملايين البراميل من نقطة تشكل اليوم احدى أشد البقع العالمية سخونة أمنية وصراعاً أضيف اليه منذ ايام مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل وهي على نحو ما تشهده الاطماع الاسرائيلية تبعاً لاكتشاف النفط سوف تضاف الى سلسلة الملفات المعقدة التي ستضرب الاستقرار في المنطقة وتبعدها أكثر عن السلام، وحتى عن أية هدنة متاحة .في المحصلة، لم يعد الاضطراب يشمل اليابسة والجو، بل ثمة غلياناً يشبه بركاناً يشتعل قبالة الناقورة ليضاف الى عوامل تلهب الملفات الامنية والسياسية الساخنة في المنطقة. فهل يخمد البركان أم ينفجر في لحظة ما، أم أن أعجوبة الهية ستمكّن لبنان من الاستفادة من استخراج ذهب من لون آخر طالما لم يستفد يوماً لا من طاقته المائية ولا من تخصيص قطاعات أخرى لسدّ عجزه المالي .
  • شارك الخبر