hit counter script

مع كل هدف... أستيقظ

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٠ - 06:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أيقظوني ثلاث مرات فأدركت أن الاهداف انتهت بثلاثة. أما في الاسبوع الماضي فأيقظوني مرتين وأيقنت أنهم ختموا فوزهم بهدفين.هذا هو حال الشارع الذي أعيش فيه، أو بالأحرى الغالبية الساحقة للشوارع اللبنانية، التي ومهما تنوّعت انتماءاتها "الموندياليّة"، يبقى الانتماء الى فريق البرازيل في كأس العالم هو الأكبر بين مجموعة الفرق المشاركة في هذا الحدث العالمي.كلّ ليلة مباراة جديدة تجمع فريقين مختلفين، لكن في الليلة التي يتبارى فيها فريق البرازيل مع أي فريق آخر، يعلو صراخ الجيران ويتعالى صوت الزمامير والطبول وحتى أصوات المفرقعات التي يجهّزها مناصرو البرازيل حتى تسديد أول هدف، ليطلقوا الالعاب الناريّة في ساعة الفوز وبأقصى سرعة.أما أنا، المسكينة التي تحبّ النوم، فليس بيدها إلا أن تبقى مواكبة لكل التطورات "الاقليميّة" ومهما كانت الساعة متأخرة، ومهما كنت تعبة من ضوضاء النهار.كثيرون ربما لا يوافقوني الرأي بسبب تشجيعهم لفريق آخر، وخصوصاً مناصري منتخب ألمانيا، الذي، ومنذ نعومة أظافري، أتذكر أنه المنافس الاكبر للبرازيل والفريق الذي يليه شعبيّة بحسب إستطلاعات الرأي العالمية الأخيرة.لكن استطلاع الرأي الأقوى هو إستطلاع رأي الشارع... لذلك أتأسف من كل من لا يوافقني الرأي، لأن شارعي لا يوقظني إلا حين تسدّد البرازيل هدفاً، ولا يستخفنّ أحد بأهمية ثباتي العميق الذي لا يتزعزع، فالنوم من أهم قواعد حياتي.أعترف بأني أناصر فريق البرازيل، وإن سألني أحدهم عن السبب فسأجيب وبصراحة بأني اعتدت ذلك منذ طفولتي. أما عن سبب عدم متابعتي للمباراة، فببساطة لأنني أستطيع أن أنتظر حتى صباح اليوم الثاني لأعرف النتيجة... لكن النوم لا ينتظر...الشكر لله بأن ليس جميع المناصرين مثلي وإلا لكانت معظم المطاعم والمقاهي التي تجني الملايين منذ بداية المونديال فارغة، ولكانت مقاعد ملاعب كرة القدم فارغة أيضاً.ولكن يا ليت مناصري السياسيين مثلي، لا يصفقون لأي زعيم، ولا يسهرون لسماع خطاب أي زعيم، ولا ينزلون الى أي ملعب وساحة ليصيحوا بشعارات أي زعيم. فعلى الأقل نومهم سيكون هادئاً وبلدي سيكون مستقرّاً وحالتنا الطائفيّة العصبيّة ببساطة لن تكون...وإذا كانت الرياضة غير مؤذية، فمهما نادى المشجعون وصاحوا ومهما أيقظوني من نومي، سأعود للنّوم وبهدوء، فإنّ جلّ ما تفعل هتافات الشوارع من أجل زعيمٍ سياسي هي أن تجعل الكوابيس مثواي.
  • شارك الخبر