"الاحتياط واجب مدام". بهذا الشعار، رعى الفنان زياد الرحباني حملة إعلانيّة جديدة لأحد المشروبات الكحوليّة المعروفة في لبنان، عبر شاشات التّلفزة، بعد غياب طويل عن وسائل الإعلام.يغيب ويعود، هذا هو زياد. لكن، مهما طال غيابه، فبصماته في العالم الفنّي أشهر من أن تنسى ولو طال ابتعاده عن الإعلام، علماً أنّ المرة الاخيرة التي تمّ التداول باسمه فيها كانت منذ أشهرٍ عدة، وذلك خلال تلقّيه إحدى الجوائز المهمّة في مهرجان القاهرة الدولي الثاني لموسيقى الجاز. من لا يعرف أسلوب زياد الرحباني الفنّي المتميّز بالفرادة، والذي لم يستطع أحد أن يقلّده حتى اليوم، ولو حاول كثيرون، إن من حيث جنون ألحانه وكلماته، وعباراته الاستثنائيّة ومصطلحاته الغريبة. هذا هو زياد الرحباني وهذا ما فعله في سيناريو الاعلان الذي صوّره مؤخرا والمتصل بالمونديال.ليست المرة الأولى التي يصوّر فيها زياد إعلاناً تلفزيونيّاً، ومع ذلك يجوز السؤال: هل يعاني زياد من أزمة مادية فالتجأ الى تصوير هذا الاعلان التسويقي، في وقتٍ ما تزال قصّة الألبوم الجديد الذي سيطلقه لوالدته السيدة فيروز طيّ الكتمان. ونسأل: هل يحتاج زياد الى هذا الاعلان؟ وما هي الرسالة التي يريد توجيهها الى جمهوره الكبير؟كثيرون من الفنانين الذين مرّوا بأزمات مادية، التجأوا الى الاعلانات أو لإطلاق"ديو" مع فنان مبتدئ للترويج له وللانطلاق مجدّداً على الساحة الفنيّة، نذكر مادونا التي غنّت مع الفنان بشير، والسيّدة صباح التي غنّت مع الفنانة رولا سعد.لا شكّ  أنّ الاعلان وصل الى جميع اللبنانيّين، كما أنّ عبارة "الاحتياط واجب مدام" أصبحت واحدة من عبارات زياد الفريدة التي يردّدها اللبنانيّون، ولكن نعود لنسأل: هل يحتاج زياد لهذا الاعلان؟ هل هو مجرد وسيلة ليذكّر الناس به ويعود بعملٍ فنّي في القريب العاجل، على أن يكون هذا الاعلان وسيلة تحضيريّة؟إحتياطك واجب... وحضورك واجب يا زياد، لأنّك لو كنت تعلم عدد الناس الذين ينتظرون أعمالك  لكنت أدركت أن غيابك خسارة وعودتك واجب.