hit counter script

المرشحون مساجين و"دون جوان"!

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٠ - 07:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
اختار أحد المرشحين المنفردين على أحد المقاعد الاختيارية في بيروت أن يتصوّر مفتوح الفاه ليعبّر عن صدمته لأنه لم يجد أيّ فريقٍ سياسيٍّ يدعمه، لا بل وقرّر أن يوفّر من تكاليف حملته الاعلانية وكتب بخطّ اليد تحت صورته اسمه والمقعد الاختياري الذي يترشح عنه بدلا عن طبعه على جهاز الكمبيوتر، وقام بلصق صوره على جدران الشوارع في منطقته.
مرشحة عن المقعد البلدي الارمني في الاشرفية، تصوّرت بتصفيفة شعر بسيطة وبتبرّج ناعم، لكن مهندس الرسم التخطيطي قرر أن يضع فوق رأسها من الجهة الشرقية، رسماً عن خريطة لبنان، ما جعل تلك المرشحة المسكينة تبدو منحنية الرأس لكي لا تقع الخريطة على رأسها.
أما في طرابلس، فلفتت الانتباه صورة لأحد المرشحين وهو يرتدي بذلة رسمية تاريخية تعود لأيام شبابه التي ولّت منذ سنوات طويلة، ما يجعل المراقب يظنّ أن المرشح شديد الفقر، أو غير معاصر للموضة... أو بخيل. علما أن بعض المرشحين وفّروا عناء التصوّر من جديد، وقاموا بطبع وتوزيع إحدى الصور القديمة التي يملكونها منذ زمن، فتارة تظهر الشوارب التي قاموا بحلقها، وطورا يظهرون بتسريحة شعر طويلة وكثيفة، وهم اليوم باتوا أقرب الى الصلع.
هذه عيّنة صغيرة جدّاً من الصور التي يراقبها المواطن اللبناني بملل وكَللٍ وهو يقود سيارته أو يتجوّل على الطرقات، وربما يتمنى ان ينتهي شهر الانتخابات هذا بسرعة كي يتخلص من هذه الصور العشوائية التي تشوّه جدران طرقاتنا المشوّهة أصلا.
ولا يمكن إلا وأن نذكر صور الشباب "الدون جوان" الذين اتقنوا فنّ الصور الفوتوغرافية وأسرارها ومدى تأثيرها على المتلقّي، فمنهم من اختار الجهة الافضل من وجههم وألقوا الضوء عليها كالـ"بروفيل" أي "الوجه الجانبي" أو الوجه المباشر. وكثير منهم اتقنوا أيضا اختيار الصورة الخلفية لهم كالارزة أو الطبيعة الخضراء أو اللون الأزرق الهادئ.
على عكس هؤلاء، شاهدنا بعض صور المرشحين وهم مشدودي الأكتف، متصلّبي الرّأس، كتلك الصور التي تلتقط للمساجين قبل دخولهم الزنزانة من ناحية الوجه المباشر أو من الجانب. يذكر أن غالبيتهم تذرّعوا بضيق الوقت ولذلك لم يستطيعوا التحضير كما يجب لاطلالاتهم الانتخابية.
مجموعات ومجموعات لا تنتهي من الصور الفاشلة أو الناجحة، ولا تحصى الملاحظات حولها بأسطر قليلة، لكن الأهم هو أن تنتهي فترة الانتخابات لكي ننظّف طرقاتنا بالكامل منها، علّها تنظّف من الاحتقان السياسي السائد.
  • شارك الخبر