في يوم الثلاثاء 18 أيار، تلقى اللبنانيون "العيديّة" الرسمية الأولى، وهي وضع متاحف لبنان السبعة عشر مجاناً أمام الزائرين في اليوم العالمي للمتاحف.ومن ثم تلقى "العيديّة" الثانية، والتوأم للأولى، وتمثلت في إعلان وزير الثقافة العشرين من هذا الشهر (الخميس 20 أيار) يوماً وطنيّاً للتراث، داعياً المتاحف والمواقع الأثريّة إلى استقبال الزائرين مجّاناً.مما لا شك فيه أن الهدف من "العيديتين" الرسميتين رائع وقيّم جداً ويستحق الثناء.لكن، وبعد التأكيد على حُسن النيات، نلفت إنتباه معالي وزير الثقافة والمعنيين إلى ما يلي:أولاً: أن يومي الثلاثاء والخميس هما يوما عمل عاديان.ثانياً: أن يومي الثلاثاء والخميس هما يومان دراسيان كاملان في المؤسسات التربوية كافة.ثالثاً: أن تاريخ هذين اليومين في هذا الشهر يقعان في نهايات العام الدراسي، أي في فترة الاستعداد للامتحانات الجامعية، المدرسية والرسمية.ولهذه الاعتبارات، فإن المُرتجى من هاتين "العيديتين" لن يكون مثمراً على صعيد الثقافة التراثية إذا لم تراعي الظروف الاجتماعية والعملية، وإذا لم تشمل الأجيال كافة من اللبنانيين قبل السائحين.ومن هنا نسأل، لماذا لم يتم اعتماد يومي السبت والأحد، حيث أنهما يومي راحة للجميع، وحيث إمكانية مرافقة الأهل لأبنائهم متاحة ومفيدة؟ فيوم تراثي مجاني مع زوّار أفضل من عشرة أيام مجانيّة من دون زوّار.ثم، ألا تشكل قيمة الضريبة المفروضة على البنزين - الذي يحتاجه المواطن للإنتقال إلى المناطق الأثرية - بديلاً كافياً عن قيمة ثمن تذاكر الدخول لمرة أو مرتين في السنة؟مع الأمل بأن يُعاد النظر في تحديد تاريخ جديد لـ: "يوم التراث الوطني" وليكن مجانياً - مثلاً - في الأحد الأول، الثاني، الثالث أو الرابع من شهر ما في منتصف العام الدراسي، حيث يمكن للمدارس أن تنظم رحلات ثقافية تراثية مجانية للطلاب وأهاليهم إذا أمكن، وكذلك الجامعات، ويمكّن الجمعيات المدنية المعنية بالشأن التراثي أن تنظم نشاطات جاذبة لهذا النوع من الثقافة.ويهمني أن أذكر أنني وفي يوم أحد من صيف مضى، زرت وعائلتي قلعة عنجر، ولم يكن هناك أحد غيرنا (نحن والقلعة والتراث اليتيم).يعني باللبناني المشبرح "إذا بدّها الدولة تعزم الشعب ببلاش.. خليها تعزمو يوم بيكون قادر يلبّي العزيمة.. بيوم عطلتو مش يترك شغلو.. حتى يكون إلها بالجميل".