hit counter script

أنا وصندوق اقتراع ورجل أمن... نُهَروِل معاً

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٠ - 05:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أمس الأحد، وككثير من الـ80% من أهالي الاشرفية الذين لم يقترعوا، رأيت أن ممارسة رياضة العدو أفضل وسيلة لي للاستفادة من يومي وللهرب من الجوّ السياسي المذري السائد في المنطقة.في تمام الساعة الثامنة والخمس دقائق، حين وصلت بي رجلاي الى منطقة مار مخايل- الجميزة، وقبل أن أصل الى شركة كهرباء لبنان التي كانت مركزا للاقتراع، رأيت مشهدا مخجلا، جعلني أهزأ وأسخر على المجريات اللوجستية والامنية العظيمة التي تفاخر بها المسؤولون من جهة، وجعلني من جهة ثانية أضحك وأضحك للمهزلة التي لو استطعت تصويرها، لتصدرت المشاهد الهزلية على البرامج الفكاهية على برامج التلفزة، وكم أتأسف لأن الكاميرا لم تكن بحوزتي!أمس، رأيت رجلا يحمل الصندوق البلاستيكيّ الشفاق اللون والمخصص للاقتراع مليئا بالمغلفات الانتخابية، ألا وهي أصوات المئات من أهالي الاشرفية، ويتبعه رجل أمن واحد وحيد وأوحد... وسط الظلمة. نعم، إذ انه وإن كان بالقرب من شركة كهرباء لبنان، عواميد كهرباء البلدية كانت مطفأة...في تلك اللحظة، إستعدت لمدة ثوان قليلة شعورا طفوليا غريبا قد فقدته منذ سنوات طويلة، ولا أدري ما الذي جعلني أفكر بالاقتراب من رجل الامن وغدره بأي طريقة من الطرق لسرقة الصندوق.مشهدٌ مزرٍ فعلا، ولا أفهم كيف يمكن لرجل أمن واحد ان يحمي ويواكب مندوبا واحدا يحمل صندوقا مليئا بأصوات المقترعين. لست خبيرة بالخطوات اللوجستية والامنية، ولا تعنيني القوانين المرعية الاجراء، لكن جلّ ما خطر في بالي في تلك الثواني القليلة هو ما الذي يمنع ان ينقضّ أحد "الزعران" على الرجلين وسط الظلمة على الطريق ويسرق الصندوق، أو على الأقل، ما الذي يؤكد لي بأن ذاك الرجلين لم يتفقا مع أحد "الزعران" للالتقاء في إحدى الشوارع الضيقة المظلمة في تلك المنطقة واستبدال الصندوق بآخر؟ما الذي يمنع جملة من الاسئلة والافكار من أن تحضر في بالي؟جدير بالذكر أنه وعلى مسافة لا تتجاوز الـ200 متر، تتمركز ملاّلة للجيش اللبناني أمام شركة كهرباء لبنان، وحولها العشرات من عناصر الجيش اللبناني، فهل كان من الصعب أن يرافق بعضا منهم الرجلين درءا لأي خطأ أو غدر!تباهوا منذ الاسبوع الماضي بالاجراءات الامنية المتّزنة التي جعلت العملية الانتخابية نزيهة ومشرفّة، وأكدوا منذ صباح اليوم على إتمام الاجراءات اللوجستية بكل دقّة وجهوزية، فهل هذه هي الجهوزية التي يتكلمون عنها؟أنا التي كنت أمارس الرياضة على ذلك الطريق الطويل لأنسى الاجواء القبيحة التي تشوب منطقتي، ولأبتعد عن شاشة التلفاز وعن نشرات الاخبار التي خيّبت ظني مرّة أخرى بساسة تذرّعوا بالمنافسة الشريفة وبالاستفتاء الشعبي وبمعركة الاحجام، وجدت نفسي أمام مشهد أقبح على طريق الصدفة "طريق مار مخايل-الجميزة"، فصدمت وتعبت وأنا لا زلت في أوّل الطريق. ومن الآن فصاعدا، ستصبح طريق مار مخايل التي أقصدها للهرولة، طريق للسخرية، أمضي عليها لتذكر ذاك المشهد المزري!
  • شارك الخبر