hit counter script

لا لوم ولا عتب

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٠ - 06:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لا لوم على السياسيين الذين تحكّموا بالشعب اللبناني، والذين نجحوا ولن يفشلوا، ولا عتب عليهم طالما أن الشعب ما يزال متعامياً "طائفياً" عن حقوقه الدستورية، التي لو مارسها لاستفاد منها وانتقل من حال إلى حال.لمَ لا، إذا كان السياسيون وببراعة مجنونة يحكمون:شعباً، سماواته ملونة، جنّاته مضمونة ولا جهنم تعنيه.شعباً، بمعظمه يفكر سرّاً، يعيش صبراً، يهوى ألماً، يسمع تضليلاً، يرى وهماً، ينتخب سمعاً، يتغذى تحريضاً، يشرب سراباً، يمشي خلفاً، يظلم محباً، يحتضن لصاً، يمتدح ثعلباً، يرثي ذئباً ويُعاني إنفصاماً.شعباً، غضّ معظم أبنائه النظر عن احترامهم لمواطنيتهم ولإنتمائهم اللبناني إلى حدّ "إهمال الهوية"، إذ أن الرمز أو اللون أو الخطاب هو ما يميز واحدهم عن الآخر، حتى الأسماء فقدت وظيفتها، وضاعت الحرية الفردية والذاتية المستقلة.شعباً، استسلمت معظم مكوناته لسياسيين "ربما" يجهلون أن التمادي في الحكم بالتحكّم وفي السعي إلى تحقيق مصالحهم الشخصية والطائفية الضيقة المباشرة هي، في الوقت نفسه، خدمة مجانية غير مباشرة لأعداء الوطن. وكل واحد منهم يعتبر نفسه قوة لا تقهر، له رؤيته الخاصة وأهدافه غير المعلنة، إلى درجة أن محاورته أو مشاركته تعتبر خطراً عليه. وليس من ضمان لبقاء هؤلاء السياسيين سوى الإمعان في ما هم به مُمعِنون طالما هناك هكذا شعب.ويبقى الأمل في أن يدرك اللبنانيون - قريباً - أن معيار الوعي الوطني إنما يكمن في الإقدام على ممارسة حقهم في المسائلة والمحاسبة، وعدم التجاوب مع كبس الأزرار على كافة الأوتار في الانتخابات البلدية اليوم أو في الانتخابات النيابية قريباً.وإلى حينه ... لا لوم ولا عتب.

  • شارك الخبر