hit counter script

كتاب مفتوح الى وزير السياحة فادي عبود

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٠ - 08:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
من حرصي على الاطلاع على إحدى الانجازات التي يفخر بها لبنان والتي تعطيه مزيداً من الحوافز على المستوى الاقتصادي والسياحي ورغبة منّي في المشاركة في انجاز يعود للقيّمين به بأرفع درجات التقدير وعلى رأس هؤلاء معاليكم. وانطلاقاً من هذا الحرص تحديداً، كمواطن لبناني، بعدما انتهت أعمال معرض السيارات في مجمع "البيال". وكي لا تتكرّر الأخطاء التي ارتكبت خلال المدّة التي نشط  فيها هذا العمل والذي انتهى في 19 الجاري كان لا بدّ لي، وبمحبّة لافتة، من إبداء الملاحظات الآتية :أولاً: على الرغم من ضخامة المساحة التي تحيط بالمجمّع والتي تتسع لآلآف السيارات، كان لا بدّ من انتظار ما يزيد عن نصف ساعة للوافد بسيّارته الى المعرض لركنها في أحد أرجائه.ثانياً: تفاوت بدل إيقاف السيارة الواحدة بين مكان وآخر بين خمسة آلآف في بعض الأمكنة وعشرة آلآف في أخرى من دون أن يزوّد السائق بأي إيصالٍ ممّا أشاع الفوضى التي كان الزائرون بمنأى عنها، ولم يعرف من هو المسؤول عن هذا الخرق الفاضح الذي دفع أشخاصاً ربما لم يكونوا خاضعين للجهات التنظيميّة لفرض تعرفات عدة ضمن المرفق الواحد.ثالثا: طالب عدد من رجال الاعمال الوافدين الذين يرغبون باستلام فواتير عن المصاريف التي يسدّدونها لشركاتهم ومؤسساتهم في الخارج أم في الداخل لحسمها لاحقاً، لكن أجيبوا من قبل الجباة بالرفض بحجّة أنّ أيّة ايصالات لم يتمّ طبعها لهذه الغاية.رابعاً: فرض على مئات السيارات الوافدة سلوك طريق غربيّة وصولاً الى باحة ضخمة ترابيّة تكسوها الحجارة، بمحاذاة البحر، والتوقف في داخلها، حيث يكسوها ظلام دامس والسير ما يناهز مائتي متر تقريباً  على التراب والرمال. خامساً: في وقت كان الدوام الرسمي المعلن في وسائل الاعلام والدعوات الخاصّة والعامّة يستمرّ حتى العاشرة مساء فإن الأبواب كانت تقفل في وجه الزائرين عند التاسعة والنصف بحجة أنّ المعرض تتطلّب زيارته ساعة ونصف الساعة، وهو أمر مثير للعجب ومدعاة للتساؤل.سادساً: فرض على أيّ زائر يدخل من الباب الرئيسي ويرغب لاحقاً بالخروج لسببٍ من الأسباب الطارئة السير في خطّ يرغم خلاله على الانتقال في سائر المسالك التي يتواجد فيها العارضون حتى نهاية المعرض ما يتطلب ما يفوق الربع ساعة في زحمة غير اعتياديّة قبل التمكّن من الخروج وهو يخالف ما كان متبعاً خلال المعارض السابقة. سابعا: اشتكى العشرات من الزائرين الذين أوقفوا سياراتهم في الباحة المحاذية للبحر (الجهة الغربية) من إرغامهم على المغادرة من الباحة نفسها في طريق ترابيّة تشبه طريقاً صحراوية تمتد لكيلومتر تقريباً تحت ظلام دامس، بحيث تبدو السيارات التي سلكتها مكسوّة بالغبار وكأنها خارجة من رالي "داكار" عند تقاطع الاشارة الرئيسة عند المدخل الرئيسي للمجمع، أمّا سبب منعها من سلوك الطريق الرئيسي المؤدّي الى مدخل المجمع فكان وفق أحد الأمنيين وقوف أرتال سيارات أحد المسؤولين في محاذاة الحائط الشمالي للمجمّع، وقد أمر مرافقوه بقطع الممر المحاذي لسيّاراته ولو كان يشكل مدخلاً يربط زاويته بالباحة البحرية.حقاً، تتعالى على الجراح كمواطن لبناني اعتاد الفوضى، لكنّني افترضت أنّني رجل أعمال منتدب من احدى الشركات الكبرى العالميّة ومدعو لزيارة المعرض المذكور فنلت نصيبي من "البهدلة" رغم جني هذا المعرض مداخيل طائلة سواء من العارضين، أم من بدل ايقاف عشرات آلآف السيارات في أرجائه، أم من الزائرين الذين بلغت تعرفة دخول كلّ منهم عشرة آلآف ليرة لبنانية. لكنّ ما سبق ذكره كافٍ يا معالي الوزير لكي يفتح تحقيقاً مفصلاً بما جرى لأنّ المطلوب كان استقبالاً لائقاً ومحترماً للوافدين من الداخل أم من الخارج، أم أكانوا رجال أعمال أم  للزيارة والاطلاع على ما يتضمّنه المعرض المذكور.وإن كان التنظيم داخل أرجائه يتمتّع بنجاح لافت فإن المئات من المواطنين أسيء اليهم خارجه ولم تنجح أعذار انتفاء القدرات الماليّة بعدم تأهيل أرجاء المواقف أم تأمين الانارة اللازمة... ختاماً، كان لا بدّ من إبداء هذه الملاحظات حرصاً على السياحة في لبنان وحرصاً على دخلنا القومي وحرصاً على مسيرتكم بالذات، على أمل أن يكون تنظيم المعارض المقبلة أكثر تشدّداً لجهة احترام الوافدين وتأمين أكبر قدر من الراحة لهم خصوصاً أنّهم لم يأتوا الى مسبح بحري ولا الى معلمٍ سياحي أثري بعيداً عن الطريق العام، بل الى معرض يتطلّب، أولاً تأميناً للامن بقدرٍ كبير لمن يرغب بالقدوم لشراء سيارة جديدة، وثانياً مكاناً لائقاً يركن سيارته فيه ولا يلوّث ثيابه الانيقة التي يرتديها، وثالثاً عدم إرغامه على مغادرة المعرض على طرقات ترابيّة غير معبّدة ومظلمة لا يلفّها ليلاً الا الغبار الكثيف ولا يسمع خلالها الا قرقعة الحجارة تحت سيّارته .
  • شارك الخبر