hit counter script

المؤتمر الصحافي للنائب سامي الجميل ليوم الثلاثاء 28 شباط 2012

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٢ - 14:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حذّر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل من عصيان تربوي في حال أقرّ مشروع كتاب التاريخ في مجلس الوزراء وذلك بالتنسيق مع الأطراف المتحفظة عليه أو تلك التي تشاركنا موقفنا.
وتمنّى النائب الجميل في خلال مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي تحت عنوان "اذا اردت التغلب على شعب نسّه تاريخه" إعادة النظر في هذا المشروع والتراجع عن الخطأ ليكون بمثابة مناسبة لكل اللبنانيين من أجل عقد مؤتمر المصارحة والمصالحة لتنقية الذاكرة والاعتراف المتبادل بإنجازات كل طرف لبناني وإخفاقاته بهدف بناء وطن المستقبل إنطلاقًا من كتاب يعلّم الشباب اللبناني تاريخ من سبقهم ونضالهم واستشهادهم في سبيل لبنان.
ورأى أنه في كل مناسبة ونقاش وسجال يفتح موضوع الماضي ويحصل استنساب في طريقة مقاربة التاريخ اللبناني، لأن اللبنانيين لم ينقوا ذاكرتهم بعد، مما يؤدي إلى تربية الجيل الناشئ في منطقة معينة على وجهة نظر واحدة تتناقض مع وجهة نظر من يعيش في منطقة أخرى مما يزيد الشرخ بين الشباب اللبناني الذي يجهل الأخر، ولا يقدر إنجازاته ولم يطلع إلى إخفاقاته.
وأضاف:" من هنا أهمية كتاب التاريخ الذي نطالب بسرده الوقائع كما هي مما يفسح في المجال أمام الطلاب ليحللوا ويستنتجوا بأنفسهم."
ولفت إلى أن الأفكار اللبنانية ايديولوجية، كونها لا تفسح في المجال أمام الطالب لنقد التجربة والتحليل فتأتي أرائه معلّبة ظانًا أنه الطرف المحقّ والآخر على خطأ.


وإعتبر أن الشعب الذي لا يقرأ تاريخه لا يمكن أن يبني المستقبل، إذ إن الإعتراف بالآخر يبدأ بتاريخ موّحد إنطلاقًا من طريقتين، إمّا مجرّد سرد الوقائع، والإفساح في المجال أمام الطالب للتحليل وإبداء الرأي في الأحداث. أو سرد الوقائع مع إضافة وجهات نظر الأفرقاء المتصارعة ليتمكن الطالب من التحليل إنطلاقًا منها.
واشار النائب الجميل إلى أن المنهج الذي أحالته اللجنة الوزارية إلى مجلس الوزراء لم يعتمد أيّا من هاتين الطريقتين، بل جاء استنسابيًا في إختيار الأحداث والمصطلاحات المستخدمة في شكل مزوّر أحيانًا من دون ورود اي تعريف لها.
وشدد على أننا نعيش في وطن متعدد وحر وديمقراطي لذلك لا بد من إعطاء الحرية للطالب ليحلل ويقوّم الأحداث خصوصًا أن لبنان شكّل ملجأ لكثير من المضطهدين في البلدان المحيطة وبالتالي وجب المحافظة على تاريخ هؤلاء وحضارتهم وثقافتهم عبر سردها في كتاب التاريخ، مستغربًا سكوت المسؤولين عن الطائفة الأرمنية في لبنان عن تغيب تاريخ طائفتهم.
ولفت إلى أن الموضوع الأخطر والاساس هو تغييب نضال شريحة كبيرة من اللبنانيين وشهدائهم الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان، واصفًا هذا الأمر بالخط الأحمر، إذ من غير المقبول التحدث عن فئة واحدة وكأن من إستشهد من الفئات الاخرى دفاعًا عن لبنان مات في حادث سير.
وجدد التأكيد على أن تغييب المقاومة اللبنانية عن كتاب التاريخ أمر لن يمرّ، لافتًا إلى أن الهدف من ذلك ليس نكء الجراح وإنما التذكير بأن ثمة لبنانيين قاوموا الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان والإحتلال السوري وهؤلاء هم مقاومة لبنانية تشكلت من أحزاب عدّة بأكثرية مسيحية دافعت عن لبنان كله، ولولا شبابها لخضع لبنان لمشروع الوطن البديل أو لمشروع ضم لبنان إلى سوريا وقد عبّر عن هذا الأمر مسؤولون في النظام السوري مرارًا وفي شكل واضح. وسأل:"كيف نشجّع الشباب على التضحية في سبيل لبنان اذا تنكرنا لمن سبقهم؟ وماذا نقول لأمهات الشهداء؟ ولماذا هذه الانتقائية؟


وأضاف:"صحيح أن المسيحيين خسروا الحرب في 1990 ولكنهم استعادوا موقعهم وهم يريدون أن يكونوا شركاء حقيقيين، وهذه الشراكة لا تكون في ظل تغييب تاريخهم عن كتاب التاريخ."
وفي إطار التزوير، أشار إلى تسمية حرب المئة يوم في الأشرفية وحصار زحلة في الكتاب المرفوع إلى مجلس الوزراء، بالأحداث، مطالبًا بإنصاف الوقائع وتسمية الأمور بأسمائها. وكذلك بالنسبة إلى 13 تشرين الأول 1990 يوم دخول القوات السورية إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع، والذي يعتبر حدثًا أسود إنهزم فيه الجيش اللبناني وإنكسر ورفع الجيش السوري علمه في القصر الجمهوري اللبناني.
واضاف:"أما حقبة ما بين 1990 و2005، اتفاق الطائف ومسيرة الاستقرار والعمران، فهي بالنسبة إلى جزء من اللبنانيين مرحلة الاحتلال السوري والذل ونفي النائب ميشال عون والرئيس أمين الجميل وسجن الدكتور سمير جعجع والقمع في الجامعات وإقفال الوسائل الإعلامية والحواجز السورية في داخل المناطق اللبنانية وحل الأحزاب والقاء القبض على بطرس خوند وسجنه في السجون السورية." سائلا:"ألا يحق للبنانيين أن يكتبوا مرحلة مجيدة من كتاب التاريخ حين أخرجوا الجيش السوري في نيسان 2006."
وأكدّ أنه لا يمكن تخطي الموضوعية وانصاف الأحداث وإحترام اللبنانيين في مقاربة كتاب التاريخ لأنه إذا أردنا بناء المستقبل وجب الإعتراف المتبادل بالإخر. ووصف مرحلة كتابة التاريخ، بالمحطة، من ضمن المنطق السائد منذ 70 سنة الذي يقوم على فرض الفريق الممسك بالسلطة وجهة نظره على الآخر لذلك حان الوقت لمقاربة موضوع التعايش بين اللبنانيين بطريقة مختلفة وبناء لبنان على أسس الإعتراف بخصوصية بعضنا البعض والإحترام والمشاركة بدلا من الإنصهار برأي الفريق الحاكم.
وإنطلق النائب الجميل من موقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي أعلن أن كتاب التاريخ لا يُكتب من طرف واحد، ليحمّله مسؤولية ضبط هذا الموضوع وإعادة النظر فيه.


وردًا عن سؤال، أوضح أن الصراع الداخلي في كل البلدان ينتهي بعقد مؤتمر المصارحة والمصالحة، الذي يجب أن يعالج في لبنان بطريقة علمية في مجلس النواب استنادًا إلى تجارب الدول الأخرى التي مرت بأحداث مماثلة.
وردًا على موقف الوزير غابي ليون في ما يتعلق بثورة الأرز، قال:"هو حر بتسميتها كما يشاء ولكن هذه الانتفاضة شارك فيها مليون ونصف لبناني لذلك يجب إحترامهم والشهداء خصوصًا أن جزءًا ممن شارك في هذه الثورة ينتمي إلى التيار الوطني الحر."
ودعا النائب الجميل إلى بناء عقل اللبناني ليعترف بالآخر ويتقرّب منه فنعالج المشكلات جذريًا وليس عبر الترقيع والمساومات. مشيرًا إلى ضرورة ذكر الصراعات الاخوية التي حصلت في لبنان للتعلم من الأخطاء والمجازر التي ارتكبها اللبنانيون بحق بعضهم البعض للإستنتاج منها وتجنبها في المراحل المقبلة.
وختم قائلا:" حان وقت الخروج من الماضي لتنقية الذاكرة وذكر الأحداث لئلا تنعاد."
 

  • شارك الخبر