hit counter script

صحافي ولكن...

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٠ - 05:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
من لذّات مهنة الصحافي أو الكاتب أنّه يستطيع التحدّث عن نفسه من دون أن يوصف بعبارة "شايف حالو". فالصحافي الذي يكتب عن نفسه، يوصف ما يكتبه بـ "معاناة شخصيّة" أو "تجربة خاصّة" أو "سيرة ذاتيّة"... لذلك سأستغلّ هذه المفارقة العجيبة لكي أتكلّم قليلاً عن نفسي!كان من بين احلامي أن أكتب في الأدب، رواية أو قصّة أو أن أرتقي الى مصاف الشعراء، ثمّ ألزمني النقص في الموهبة بأن أكتفي بمقعدٍ في صفوف القرّاء المتذوّقين، ولو أنّني أتورّط أحياناً كثيرة ببعض "التجارب".ولعلّ بين ما يخفّف عنّي العقاب، وإن لم يغفر لي، أنّه قلّ في هذه الأيّام من يشتغل شغله الأصلي، فالمهرّب سياسي، ورجل الدين يصارع السياسيّين في ملاعبهم، والتشريع لجمهوريّة الوحدة الوطنيّة في أيدي الطائفيّين والمذهبيّين، والتخطيط في أيدي المقاولين...أمّا بعد، فإنّ مهنتي، الصحافة، تحكمني بالمتابعة. ليس من حقّ من يمارس الصحافة أن يقول إنّه لا يعرف، أو إنّه لم يقرأ، أو إنّه لم يسمع بالخبر، بل عليه أن يرويه كاملاً بالأسرار والأسماء المكشوفة كالخطيئة.وتحكمنا الصحافة بالإطلاع "الأفقي"، وإن ضاق وقتنا معها عن القراءة المتأنية، خصوصاً لنتاج المبدعين من صنّاع الوجدان والمطلّين على فجر الغد.لقد خرّبت السياسة كلّ شيء في حياتنا. بتنا نتلهّى بأخبار السياسيّين السخيفة، نتابعها، نسعى الى تصديقها فنكتب عنها لنجعل الآخرين يصدّقونها. أمّا أفكار بداياتنا فاغتيلت كأكمام وردة كانت تهمّ بالتفتّح ثمّ ضربتها ريح فبعثرتها أشلاء معطّرة.كلّ شيء يتهاوى أمامنا وبين أيدينا، بينما الإنسان في العالم يتجاوز ذاته بقوّة اكتشافاته العلميّة، كلّ يوم، فيحرق العصور والقرون وليس المراحل فحسب، متقدّماً الى حيث لم يكن يصل بأحلامه قبل سنوات عدّة.ونحن نجلس على مؤخّراتنا كالبلهاء، نتفرّج على هزائمنا على "الدش"، ونتعرّف الى من يدبّر لنا مستقبلنا على الإنترنت، نقرأ نعينا على الـ "سي أن أن"، فنحزن ونغيّر المحطة نحو مسلسلٍ تركي مدبلج أو برنامج من تلفزيون الواقع... وكفى الله المؤمنين شرّ القتال!

  • شارك الخبر