hit counter script

- ريبيكا بو طايع

ثورة... فعدوى

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٢ - 07:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"الشعب يريد اسقاط النظام" عبارة أشعلت نار الثورة في معظم البلدان العربية، حيث أعلن الثوار رفضهم للنظام "المستبد" الذي يحكمهم، مسقطين "الذلّ المسيطر" ، مطالبين بنظام يشبه عصرنا اليوم، مطالبين بالتقدم والانفتاح والحرية والعدالة.
بدايةً الثورة التونسيّة والتي سمّيت بثورة الكرامة والحرية حيث أشعل 3000 مواطن الثورة ضد النظام الفاسد، من ثمّ الثورة المصريّة التي سمّيت بثورة الشباب حيث دعت المظاهرات بشكل أساس إلى إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك الذي تولى السلطة لأكثر من ٣٠ عاماً.
انتقلت العدوى الى ليبيا، حيث قامت الثورة التي سمّيت بثورة الشبّان الليبين الذين طالبوا باصلاحات سياسيّة، اقتصاديّة واجتماعيّة كما لا يمكننا غضّ النظر عمّا يحصل في اليمن، البحرين، الأردن، السعودية... واليوم استقرّت في سوريا.
مع اندلاع الثورات العربيّة، بدا أنّ المنطقة العربيّة مقبلة على زلزال شديد لم يكن حتى أكبر مراكز الرصد والدراسات يتوقعه، ولم يمض وقت طويل حتى تحوّلت الثورة التي انطلقت من تونس إلى كرة ناريّة عملاقة جرفت وهدّدت عروشاً مهيبة، وفتحت أبواباً واسعة من الأمل لشعوب المنطقة، منهم من أحرقت عروشهم ومنهم ما زالوا متمسكين بها.
قساوة المعيشة، سوء الأوضاع الاقتصاديّة، سوء الحالة الإجتماعيّة، التشبّث بمقعد الرئاسة، انتهاك حقوق الإنسان، المطالب غير المسموعة، الحكم الظالم، القمع السياسي، الفقر، البطالة، الفساد، الاحتكار... جميعها أسباب أجبرت شعوب الدول العربيّة المنتفضة على التحرّك ضدّ نظامهم وحكّامهم.
الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو اسوأ، فهل يجوز أن ينحلّ النظام بعد أن يعرّض الشعب نفسه للموت؟ وقد أحرق ثائر نفسه ليشعل نار الفتنة ضد نظامه الطاغي، وهل يعقل أن يتحمّل شعب بكامله معاناته أكثر من ٣٠ عاماً؟ وقد تحمّل شعب مصر ٣٠ عاماً من حكم رئيسهم السابق حسني مبارك، حيث كان يسود العوز والجوع لدى فئات عدّة، وكأنما مطالبهم بركان من نار تحمّل حرارته حتى انفجر.
ليس هناك أدنى شك في أنّ هذه الثورات التي قامت بداية في كل من تونس ومصر والتي أزالت انظمتها الطاغية الفاسدة، والثورات الأخرى التي ما زالت مشتعلة دلّت على أنّ هذه الأمّة حيّة، وأنها ما زالت تتطلع إلى ما هو أفضل، وأكدت أنّ الأنظمة الموجودة لم تنل شرعيّتها.
إنّ شعوبنا تتطلع إلى الديمقراطية باعتبارها أداة لتحقيق العدل وازالة الاستبداد والتسلط، كمشروع مطلوب دائماً وأبداً ويجب أن نحرص عليه لأنّ الفرد هو الأصل في الحياة والمجتمع والكون، ويجب إعطاؤه حريّته من دون قيود.
ولكن، هل يعقل بعد هذه الثورات التي قادتها بعض الدول العربيّة أن تقع مجدّداً تحت سيطرة الديكتاتورية، وإن كانت من نوعٍ اّخر؟
 

  • شارك الخبر