hit counter script

إلا إسرائيل...

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٠ - 08:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
ربما يكون الإختلاف بين اللبنانيّين، المنتمين الى طوائف وأحزاب ندر أن تتمثّل في مثل هذه المساحة الجغرافيّة التي تشكّل هذه الجمهوريّة "العجيبة"، أمراً طبيعيّاً خصوصاً في ظلّ استباحة الساحة السياسيّة اللبنانيّة للتدخلات، قريبة وبعيدة. ولكن ثمّة قاسم مشترك يجب ألا يتمّ تخطّيه وهو العداء لإسرائيل. ولعلّ أخبار إلقاء القبض على المتعاملين مع إسرائيل، خصوصاً أولئك المنتمين الى المؤسّسات العسكريّة، تدعو الى الإشمئزاز من أشخاصٍ يتحمّلون، مباشرةً أو غير مباشرة، مسؤوليّة موت الكثير من اللبنانيّين واستباحة قتلهم، عبر تقديمهم معلومات عن بلدهم الى العدو مقابل مبالغ ماليّة يبدو، وفق معلومات التحقيق، أنّها لم تكن مغرية جدّاً.ربما يحقّ لبعض اللبنانيّين أن يدافع عن سوريا، وأن يحمل آخرون لواء المملكة العربيّة السعوديّة وأن يجد البعض في النظام الإيراني مثالاً يحتذى، وأن يدغدغ "الحلم الأميركي" مشاعر البعض، وأن يتذكّر لبنانيّون "أمّهم الحنون" فرنسا... إلا أنّ ما لا يحقّ لأحدٍ منهم، شعباً وسياسيّين، أن يجد في إسرائيل مخلّصاً وأن يظنّ لوهلة أنّه سيجد في سلطتها السياسيّة صديقاً، أو أن تغفل عيناه عمّا ارتكبته إسرائيل في لبنان وعمّا ترتكبه يوميّاً في فلسطين المحتلّة، وهو أمر يتجاوز الحدود المقبولة إنسانيّاً ويجعل من قادتها المتعاقبين مجرمين يدخلون التاريخ.وإذا كان لكلّ فريقٍ سياسي في لبنان ما يستحقّه مدحاً وما يستأهله انتقاداً فإنّ ما يُطالب به الجميع هو التوافق على معاداة إسرائيل، ولا نقول خصومة، وعلى نبذ مختلف أساليب التدخل الإسرائيلي في لبنان، سياسةً وأمناً، برّاً وبحراً وجوّاً...وحذار، حذار أن يراهن أحدٌ، مهما بلغت حدّة الخلافات والإنقسامات الداخليّة، على حبل نجاة إسرائيلي.
  • شارك الخبر