hit counter script

كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 24/2/2012

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٢ - 17:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 استهل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمته التي القاها في ذكرى السنوية للقادة الشهداء وذكرى اسبوع والد الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي بالقول:""الموت واعظ ويعيد كل واحد منا الى حجمه وحقيقته، الموت يعيد انسان الى حجمه الطبيعي، لأكثر من مرة كان السيد علي الموسوي يطلب ان يقاتل ويقاوم ليستشهد، كان يشعر انه يريد القيام بشيء للمقاومة، السيد علي كان صلبا في التزامه بالدفاع عن المقاومة ولم تكن لديه اي توقعات او طلبات، كان حاضرا دائما ليقدم مصلحة المقاومة على اي اعتبار".

اضاف: "علينا في ذكرى القادة الشهداء ان نحفظ لهؤلاء فضلهم العظيم ونحن عندما نحيي ذكراهم نتذكر فضلهم ويجب ان ندرك اهمية وعظمة وخطورة الامانة التي خلفوها في عهدتنا جميعا، وهي امانة المقاومة التي عاشوا واستشهدوا من اجلها، فبهذه المقاومة حررنا ارضنا عام 2000 واستعدنا اسرانا وحققنا لشعبنا الامن والاستقرار والطمأننية وحطمنا اخطر المشاريع الاميركية والاسرائيلية خصوصا عام 2006 ومشروع الشرق الاوسط الجديد،الذي كان يعني تقسيم المنطقة على اساس تفجيري وتدميري لتبقى اسرائيل الدولة الاقوى، وبهذه المقاومة حمينا بلدنا واهلنا ومازلنا ونواجه كل التحديات".

وتابع: "يجب ان نفتش عن هذا العقل الاسرائيلي وهذه الايادي الاسرائيلية التي تقف خلف الكثير من الممارسات في العالم، على سبيل المثال حرق المصاحف سواء في اميركا او في افغانستان وعندما تظاهر الناس احتجاجا اطلق النار عليهم وسقط عشرات الشهداء، هذا النوع من السلوك والاعتداء على الأنبياء وحرمات الآخرين سلوك يهودي، القرآن الكريم اخبرنا عن هؤلاء كيف قتلوا انبياءهم، وهذا النمط الذي اسمه الاعتداء على المقدسات هي عقليتهم وربما الدفع نحو صراع ديني في العالم، اذا احتل الاميركيون اي بلد وقاتله شعب هذا البلد كان القتال على اساس قاعدة سياسية وليس قتال المسيحيين مع المسلمين لكن المشروع الصهويني يريد تحويل الصراع الى مسيحي-اسلامي وصراع طائفي، ونحن كمسلمين علينا ان نكون حذرين عندما ندافع عن أنبيائنا يجب ان لا نمس انبياء الآخرين، ويجب ان نفتش عن الايادي الاسرائيلية في الفوضى بمنطقتنا".

واردف: "بالأمس سمعنا كلاما نقل عن نتانياهو يهدد بضرب لبنان وتدميره وينكر وجود لبنان، لا اعلم هل فعلا نتانياهو قال الكلام ام لا، وسواء قاله ام لم يقله فهو منسجم مع العقلية الاسرائيلية، هذه العقلية هي عقلية تهديد دائم بشطب الآخرين وتدمير الآخرين والغائهم، لاسيما ان هذا الكيان قام على القتل والترهيب واغتصاب المقدسات والاعتداء على الشعوب العربية وما زال.اليوم في فلسطين يستمر عمل هذا العدو وتقتطع الاراضي الفلسطينية وهناك المزيد من السيطرة على الاراضي وقتل الفلسطينيين والاحتفاظ بآلاف الاسرى في ظروف قاسية، والاعتداء على حرمة المقدسات المسيحية والاسلامية".

وفي الشأن الداخلي شدد نصرالله على "اهمية الحفاظ على الحكومة الحالية للاستقرار، لكن هذا لا يجوز ان يكون حجة لدى مكونات الحكومة لعدم الانتاجية، اي ان عذرهم ان الحكومة محافظة على الاستقرار في البلد هذا امر غير صحيح، عندما تكون حكومة تتحمل مسؤولية البلد امنيا سياسيا اقتصاديا اداريا، يجب ان تكون فاعلة، هناك من يريد ان يعطل الحكومة ويسقطها.اليوم انا اجدد الدعوة والحرص والتأكيد على وجوب ان تبادر الحكومة الى عقد اجتماعات جديدة. جماعة 14 آذار يقولون ان الحكومة حكومة حزب الله كلام فارغ، لكن سموها كذلك لتحريض الاميركيين والاسرائيليين عليها ولكي تقاطعها الدول الغربية، ولكن يعرفون انها ليست كذلك، ونحن في هذه الحكومة اكثر المكونات تواضعا اواستفادة منها، نبذل كل جهد ونؤجل ملفات لمصلحة بقاء الحكومة واستمرارها، ولكن هذه الحكومة يجب ان تتحمل مسؤوليتها".

وعن الوضع الاقليمي قال: "نحن كبشر ومنتمين الى الديانة الابراهيمية، ولاننا اهل الرأفة فاننا نحزن لكل دم يسفك في اي مكان، نحن نتألم لأي طفل يصاب باليتم او امرأة تصاب بالثكل، لأي الم يدخل الى اي بيت او عائلة، ولكن لا يكفي ان نتألم يجب ان نبحث عن الاداء الذي يسد ابواب الصراع".

وتابع: "يمكن لكل واحد ان يعبر عن مواقفه وكلنا يستطيع ان يعبر عن موقفه من الاحداث في سوريا على تباين المواقف دون ان يلجأ الى لغة التحريض، لانه يجب ابعاد لبنان عن هذا الامر. وبشأن ما يجري في المنطقة استطاع اللبنانيون ان يحفظوا الاستقرار الامني والسياسي في بلدهم بشكل عام، وهذا ما يجب ان نحرص عليه. وامام محاولات احداث فتنة في منطقتنا، يجب ان تبقى منهجية التعاطي في محاصرة الفتنة في كل بلد والعمل على منع امتدادها واخمادها في ساحتها".

اضاف: "في مثل هذا الوضع الموجود في هذه المنطقة ومن موقع اولوية مواجهة التهديد الاسرائيلي نتشدد في حرصنا على الاستقرار الامني والسياسي في لبنان، ومن يريد الفوضى في المنطقة يريد الفوضى في لبنان، من يريد اخذ العراق وسوريا الى حرب اهلية او ليبيا الى حرب قبلية، هؤلاء مصممون على نشر الفوضى بالمنطقة ومنها لبنان، وبالتالي ما يساعد على الفتنة او يدفع اليها يجب تجنبه في القول والعمل".

وقال: "حكاية النأي بالنفس تسوية معمولة لتستمر الحكومة والا اين النأي بالنفس؟ يجب ان نعي ونلتفت الى ما يجري في المنطقة، بناء عليه ما زلنا على نفس القناعات السابقة، والتهديد الاكبر هو الاسرائيلي والاولوية لمواجهة هذا التهديد، ويجب ان نكون يقيظين لما يجري حولنا في داخل الكيان وفي منطقتنا وبلدنا، المنطقة تمر بمرحلة حساسة واعادة صياغة لها، لا احد يستطيع التعاطي مع موضوع لبنان بأنه جزيرة، نحن جزء من هذه المنطقة ودولها، وامننا من امن المنطقة وما يخطط للمنطقة يخطط لبلدنا، نؤثر فيها ونتأثر بها، دائما لبنان كان بلدا يتأثر ولا يؤثر في المنطقة وكان في موضع المنفعل لا في موقع الفاعل، لذلك عندما يخطط شيء للمنطقة لا يستطيعون ان يتجاهلوا دور لبنان بفعل وجود المقاومة والمعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".

وتابع:"نحن نقول ان المشروع الاميركي الاسرائيلي هو تدمير المنطقة وايجاد صراع طائفي. مهما اختلفنا هناك حقيقة على امتداد العالم العربي هي الوعي تجاه المشاريع الاميركية والاسرائيلية، اميركا لا تستطيع الدخول الى عقول الناس وقلوبهم، طالما الغرب يتبنى اسرائيل التي تدمر المساجد والكنائس وتقتل، لن تكون اسرائيل ولا اميركا مقبولة، وبالتالي يريدون اخذ المنطقة الى الصراع.العقد الماضي من ال 2000 الى 2010 كان خطيرا على المنطقة وكان مطلوبا تصفية القضية الفلسطينية وخلق شرق اوسط جديد، ولكن المؤمنين الواثقين المضحين في اكثر من منطقة استطاعوا ان يدفعوا هذه العاصفة بالتوكل على الله والتضحية، ونحن قادرون على مواجهتها لنحقق آمال الشهداء في الحرية والامن والاستقرار والطمأنينة".

وعن الوضع في سوريا قال:" هناك اصرار على انهم يرفضون الحل السياسي في سوريا، مبادرة السلام العربية التي اطلقت بعد سنة 2000 قيل انها لن تبقى طويلا على الطاولة، لكن مع سوريا لا مكان لاي حل سياسي، من يتحمل مسؤولية القتال والخراب؟ هناك طرفان يتقاتلان ولكن لنرى من يرفض اي حوار ومن الذي يدفع باتجاه المزيد من القتال، لا حزب الناتو ولا اميركا مستعدان لارسال قوات الى سوريا، يحرضون ويرسلون سلاحا بمقابل ايصاد الابواب في اي مكان لحل سياسي كالبحرين. نقول في أي مكان يجب البحث عن حل سياسي ورأب الصدع، حتى لو ارادت الحكومة في البحرين الوصول لحل سياسي ممنوع ذلك، كيف يرد على الناس في القطيف والعوامية؟ الناس لا يطالبون باسقاط النظام بل بعض الحقوق والانماء.هناك منطقة من اشد مناطق السعودية فقرا في سكانها وغنى فيما تحت الارض ويتم الرد على هؤلاء الناس بالرصاص وبالأمس يقول المفتي انهم فئة ضالة ومجرمون".

وجدد نصرالله "الدعوة الى حل المشكلات بطريقة الحلول السياسية، لا بالتنظير كما حصل في لبنان من العرب. سنبقى نحذر حول الشائعات والتشويهات خصوصا ما يعني المقاومة وحزب الله، هذا التشويه يجب ان ننتبه اليه، آخره ما اعلنه وزير داخلية حسني مبارك الذي يحاكم قال: ان عناصر حزب الله وحماس هم من اطلقوا النار على المتظاهرن، يعني بعد ما خلصنا من خلية حزب الله يقول اننا قتلنا متظاهرين في مصر ولا علم لنا. ثم تقول اميركا ان حزب الله يقيم قواعد في افريقيا واذربيجان، ياليتنا كذلك، هذا اتهام لا يزعل ولكن ليست هذه الحقيقة، الحمدلله انهم لم يتهمونا حتى الآن بمنظمة "بوكو حرام". يجب ان لا نتأثر بما يقال على هذا الصعيد ونحترم كل هذه الشعوب ولا نتدخل بمواقف الآخرين".

وذكر بضرورة ان "تعود الحكومة للانتاج بملف النفط وغيره، لأن البلد لا يمكن ان يعيش على العجز والدين الذي سيزيد، الله اعطانا نعمة واودعها في بحرنا، نتانياهو يعمل ليلا ونهار وللأسف الشديد نأخذ العبر من العدو، والغاز ليس لهم بل للفلسطينيين. ما يجري في الحدود الاقتصادية لفلسطين هي عملية نهب تقوم بها حكومة اسرائيل لاموال شعب فلسطين، نتانياهو يذهب الى قبرص ويقوم بخطط امنية لحماية المنشآت النفطية، وفي اوقت الذي يقوم فيه البعض في لبنان بمناقشة سلاح المقاومة يبحث العدو كيف يمكن ان يحمي منشآته من المقاومة، وهذا الملف مفتوح بشكل دائم.
التجربة قالت ان لا احد يساعد احدا لسواد عيونه،الغرب يمسك العالم بديونه، هل تتصورون عندما تأتي اميركا واوربا لتقديم مساعدات للبنان هل بسبب سواد عيونه؟ بالطبع كلا، لأن المطلوب مشروع للبنان لا يمكن ان يمتلكه ومعدته مربوطة بالمساعدات الخارجية، الف علامة استفهام لماذا لا نعمل بالملف النفطي؟".

  • شارك الخبر