hit counter script
شريط الأحداث

من الفاعل؟ من المسؤول؟

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٠ - 08:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
فلنبدأ بسؤال: هل تقوم القوى الأمنيّة بواجباتها على صعيد مكافحة الجريمة؟ لا جواب حاسماً على هذا السؤال، بل من العسير أن نجيب بـ "نعم" أو "لا" قاطعتين. إلا أنّ السؤال الأصعب هو عن سبب الجرائم المنتشرة في مناطق لبنانيّة عدّة، من دون تمييزٍ طائفي أو مناطقي، الى حدٍّ ما، وقد رأينا أمثلة عدّة في الأيّام الأخيرة التي شهدت وقوع قتلى وجرحى نتيجة إعتداءات وسرقات وخلافات حدود و... جريمة سببها معاكسة شاب لفتاة!هل يمكن أن نجد إجابة مقنعة عن السبب الذي دفع بالشاب الذي دخل سيّارة الفتاة العشرينيّة جنفياف سعد في نهر الموت وطعنها بسكاكين عدّة ليسرق ما في حقيبتها من مال... وهل تستحقّ فتاة ربّاها أهلها وسهروا من أجلها الليالي وحرصوا على أن تكون مجتهدة في مدرستها وجامعتها وذرفوا الدموع على نجاحاتها وخيباتها أن تقتل ذبحاً من أجل بضع أوراقٍ نقديّة ربما لا تكفي لأن تعيل شاباً لأيّام؟ وهل يستأهل خلاف على أرضٍ، على حفنة من تراب، أن يتعرّض راعٍ للقتل مخلّفاً وراءه عائلة تبكيه وحقد بين قريتين قد يستجلب ثأراً ومزيداً من الدم؟أمثلة كثيرة عن جرائم غير مبرّرة وقعت في لبنان في الأسابيع الأخيرة، لن تنفع في الحدّ منها قوى أمنيّة أو إجراءات مشدّدة أو كاميرات مراقبة... ما يكافح الجريمة هو العقل والضمير والأخلاق، وهذه مفقودة عند من يرتكب هذه الجرائم. ليست هذه السطور كافية بالطبع للإحاطة بموضوعٍ خطيرٍ كهذا يجدر تناوله من النواحي النفسيّة والإجتماعيّة والتربويّة والقضائيّة والأمنيّة والإعلاميّة... ولكن الإضاءة مطلوبة بقدر ما هو مطلوب اتخاذ أقسى العقوبات على المجرمين متى ثبت تورّطهم، ولو تمتّعوا بدعمٍ من أيّ جهة سياسيّة، في "جمهوريّة الواسطة".
  • شارك الخبر