hit counter script

حوار في الفراغ...

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٠ - 05:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
في معمعة التخبط الداخلي ووسط قرع طبول الحرب في المنطقة، دخل "الإطفائي الأول" على خط المراوحة السياسية في لبنان معلنًا تشكيل هيئة الحوار الوطني بنسختها الثالثة.لا نفشي سرًا لو قلنا إن اللبنانيين بسوادهم الأعظم يشككون بجدوى هذه "الطاولة"، وسط تزايد عدد الذين نعوها وتقبلوا التعازي عن "روحها الطاهرة". وبعد سنوات أربع على انطلاق "الجزء الأول" من "فيلم الحوار الطويل"، وكي لا يفوّت لبنان مرة جديدة فرصة تقرير مصيره بنفسه، لا بد من عرض بعض الملاحظات الأولية على تشكيل هيئة الحوار الوطني.إن تلك الهيئة وبالشكل الذي ألفت على أساسه، لم تراع على النحو الأفضل والأمثل حجم التمثيل السياسي للتكتلات والمجموعات السياسية، إن على الصعيد الحزبي او المذهبي أو المناطقي، حيث برز الكثير من الثغرات والشواغر.ولعل "دار السلام" و"مربى الأسود" زحلة المثال الأسطع على ذلك. فقد أثار اختيار الأكاديمي فايز الحاج شاهين كممثل أوحد عن عاصمة الكثلكة حفيظة نواب المدينة الحاليين والسابقين على قاعدة "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير".وأيضًا، لوحظ غياب أو تغييب كلي لتمثيل الكثير من أطياف ومكونات المجتمع اللبناني، وهذا الغياب يظهر على وجه الخصوص في تمثيل المؤسسات والجمعيات والنقابات المهنية والعماليّة وسواها.ناهيك عن الإهمال والإغفال الكليين لحضور المنظمات الشبابية والنسائية ودورها في هذه الهيئة. يؤدي هذا النقص الكبير من دون شك إلى تهميش فئة واسعة من المجتمع اللبناني يعول عليها كثيرًا.إذاً، نحن على الأرجح أمام مشهد مكرر لهيئة سمّوها طاولة حوار يمارس عليها "ملوك الطوائف" (بالإذن من الراحل الكبير منصور الرحباني) هواية الجدل البيزنطي التي تحولت الرياضة الوطنية الأولى في لبنان.في مطلق الأحوال، إن غدًا لناظره قريب. مع أملنا في أن تبدّد النتائج الفعليّة لأعمال هيئة الحوار هواجس المواطنين وما أكثرها، كي لا نكون مرة جديدة أمام "حوار الطرشان".

  • شارك الخبر