hit counter script
شريط الأحداث

مار مارون آخر الموارنة الناجين من معسكراتهم !

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٠ - 05:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لم نرغب التعليق على كل ما أحاط بأخبار الاحتفالات التي رافقت عيد مار مارون والسجالات التي سجلت من هنا وهناك، إلا بعد أن مرّ العيد وهدأت العاصفة، وبذلك يمكن أن نقيّم الوضع في ظلّ المزايدات التي أعرب عنها أكثر من طرف، وكأنّ مار مارون أصبح تابعاً لهذا الفريق أو ذاك، حتى تمّ تسييسه فاعتبره البعض تابعاً لقوى 14 آذار بينما البعض الآخر وجده تابعاً لقوى 8 آذار. لا شكّ أن رسالة هذا القدّيس الناسك مضى عليها 1600 عام، وهذا يعود الى أيام كان الشرق الاوسط محكوماً بجحافل توالت على حكمه، ولم يكن من دول مستقلة بالمعنى المتعارف عليه اليوم، ولكن كان في هذه البقعة المشرقيّة من العالم أناس لهم حضارة وتراث، وكان من الثابت أنّ هذه الطائفة التي نشأت يومها عانت الاضطهاد والمذابح، بينما ما تزال حتى اليوم، وإن كان لدى بعضها هواجس ما فإنّها نابعة من ذاك التاريخ الذي اضطهدت خلاله وتعرّضت لما تعرّضت له أسوةً بشعوب أخرى كأبناء الطوائف الارمنيّة الكريمة .ولكن، ما يؤسف اليوم هو تسييس مار مارون، وفرض الشروط على من يصلّي لمار مارون ولأبناء هذه الطائفة العريقة التي كان لها الفضل في تأسيس لبنان، وهي طائفة البطريرك الحويك، والبطريرك المعوشي والبطريرك حجولا الذي أوقف الشمس بشهادة تاريخ الموارنة، والمطران عريضة وسائر العظماء الروحيين والزمنيين الذين أوقفوا الزحف على هذا الجبل الأشمّ الذي بقي، من وادي قنوبين في قديشا الى عين ابل والناقورة، قلعة حصينة صانت أبناء هذه الرسالة الروحية التي حملت أهداف الانجيل المقدس وبشّرت بالمحبة والغفران والتسامح .مار مارون ليس حكرأً على أحد، ولم ينغمس يوماً في بازارات الطائفية والمناطقية والمذهبية والمحاصصات، بل أراد أن ينطلق برسالته من أرضٍ وعرة بعيدة عن المدن في طريق جلجلة على غرار تلك التي سلكها السيّد المسيح باتجاه العالم بأسره، ولأنّ ما تشهده البرازيل التي تبعد عن براد آلآف الأميال خير ما ندلي به حيث تحتضن إثني عشر مليون مسيحي ماروني ما يزالون يرفعون صليب المسيح ويؤمنون برسالته .إنتقد البعض قيام بعض الزعماء بالتوجه للاحتفال بعيد شفيع الطائفة في براد، لكن ذلك لا يشكل مخالفة لجوهر رسالة مار مارون بينما قصد التنكّر وعدم الاعتراف ببقاع انتشار الطائفة ودورها في لبنان يبقى محطّ انتقاد لو حصل .ماذا لو شارك بعضهم في احتفالات شفيع الطائفة في البرازيل أم في الكويت أم في أيّ بلد عربي أم أوروبي أم أميركي، أليس هذا مدعاة للفخر في قدرات الموارنة على نشر ثقافتهم وتراثهم ورسالتهم على كامل الكرة الارضية؟وفي الختام، دعوة الى السلطات السورية للفتة رعاية أكثر فعاليّة لكامل البقعة الجغرافيّة التي تضمّ المعالم الاثريّة لحضارة مهددة بالاندثار خشية سرقة مكوّناتها وتراثها، ولبدائيّة طرق المواصلات التي لا يخلو بعضها من الوعر في زمن تشكّل هذه العناصر الحوافز الأبرز للصيانة والمحافظة على تراث مار مارون، إن كانت فعلاً تلك السلطات حريصة على تفعيل دور الموارنة ومساندتهم في هذا الشرق .
  • شارك الخبر