hit counter script

الهروب من الدولة

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٠ - 03:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
وُجد لبنان ليكون هكذا، كما هو يكرر نفسه، ففي كل مرحلة يُغرق اللبنانيون أنفسهم في أزمات يصنعونها بأنفسهم نتيجة ديمقراطية لم يكتسبوها بل وُهِبت لهم وَهباً.الديمقراطية هي نتيجة تطور أنظمة ديكتاتورية أو كفاح شعوب، بينما لبنان قبِلَ هِبَة الديمقراطية من دون أن يكون مستعداً لها، فالديمقراطية في لبنان كـ (الحذاء الضيق) في أقدام معظم مَن ادّعاها.لبنان هو نسخة مصغرة عن الأمم المتحدة، ولكن من دون (مجلس أمن) يحضن ويضبط ويتفهم هواجس طوائفه التي تتحين الفرص لبعضها البعض، والتي لا تنفك تُعد ما استطاعت من تجييش طائفي بانتظار اليوم الموعود لكل طائفة.ميثاق العيش المشترك والدستور اللبناني (شريكان لدودان) لا يمكن لواحد منهما منفرداً أن يُضفي شرعية وطنية كاملة على أي عمل أو صيغة إذا ما تعارضت مع مصالح إحدى الطوائف.الحكومة اللبنانية مخصخصة بالحصص الطائفية وبالتدخلات الخارجية، ميزتها أنها حكومة كونفدرالية، تحكم شعباً مُفدْرَلاً، يعيش على ترياق ميثاق خال من الإلتزام به.الديمقراطية التوافقية هي الاسم الحركي لـ (لحرب الباردة) بين اللبنانيين، في ظل عدم وجود تكافؤ بين الطوائف المكونة.الانتخابات في لبنان حجر عثرة أمام مصالح زعماء الطوائف، وهم بالتالي لن يتأخروا عن السعي لإلغائها أو تفريغها، طالما أنها لا تتناسب ومفهوم الديمقراطية التوافقية.وقد تجلت أحدث روائع الممارسة النيابية للديمقراطية - وبغض النظر عن الأسباب - عندما قام بعض النواب بالتعبير عن "مكنوناتهم" وإرسال رسائل سياسية بأساليب عنترية على "المعتّرين" في المناطق السياحية، متجاوزين بذلك الوسائل القانونية والأجهزة المعنية، مُتناسين أن دورهم ينحصر في مراقبة عمل الحكومة ومساءلتها في مجلس النواب، وليس في إحياء ممارسات ما زلنا نشعر بالتوتر والقلق كلما تذكرنا القبضايات والميليشيات.في لبنان.. الاختباء خلف إصبع الديمقراطية هو أفضل وسيلة للهروب من الدولة.
  • شارك الخبر