شريط الأحداث
ومن الدواء ما قتل
السبت ١٥ كانون الثاني ٢٠١٠ - 10:30
غابت عن الساحة المحلية "قضية" الأدوية المزورة التي ضبطت في عدد من المستودعات والصيدليات وفي مناطق مختلفة من لبنان، تلك الأدوية التي وفي حال أنها لم تتسبب في موت المستهلك لها فوراً، فإنها وسيلة قتل "بطيء" - توازي الجريمة المنظمة - ستؤدي في النهاية إلى مضاعفات صحية قد تكون سبباً أساسياً في وفاة المريض.ومن المفارقات، أن الدولة "مشكورة مع الثناء" استنفرت أجهزتها كافة واستعانت بالدول الصديقة لإغاثة ضحايا الطائرة الأثيوبية المنكوبة، والتي طالت اللبنانيين جميعاً. لكنها، وفي الوقت نفسه، لم تتكلف عناء التعامل بفعالية وحزم اتجاه المتسببين بفضيحة الأدوية المزورة التي تغزو سوق الدواء "لإنقاذ" - وليس لنجدة أو دفن - ضحايا محتملين جراء استعمال هذه الأدوية، وإذا حدث - لا سمح الله - أن أيّاً من المسؤولين كان واحداً من ضحايا هذه الأدوية، فهل كان التحرك سيكون مختلفاً؟كل ما علمنا به من وسائل الإعلام هو أنه تمّ سحب الأدوية المزورة، وإقفال بعض الصيدليات بالشمع الأحمر، وإحالة المتورطين إلى الجهات المختصة. ومن أكثر الأمور غرابة، أن الإعلان عن "الإنجاز" في الإعلام كان يوم السبت، بينما "التنفيذ" على الأرض تأجل إلى يوم الإثنين... لماذا؟ وما الذي كان يشغل المعنيين عن التعامل مع هكذا جريمة بشكل فوري؟ أم أن عطلة نهاية الأسبوع حالت دون ذلك؟لكن، ما الذي يضمن للمواطن أنه لا توجد أدوية أخرى مزورة أيضاً؟ ومن هم المتورطون من الصيدليات أو المستودعات أو الأشخاص؟ وبأية شفعة يجري التكتم على أسمائهم .. وإحتراماً لماذا؟ أهو خوف على سُمعتهم أم على مصالحهم أم على شركائهم المُميزين عن عامة الشعب؟ وهل سيُخلى سبيلهم بكفالة "خجولة" أم أنهم سيُحاكمون فعلاً وسيُحكمون.أليست هي قضية وطنية بإمتياز تمسّ أرواح المواطنين؟ وهل هناك من يُدرك أنها مسألة "أرواح" قد لا تعود، وليست مسألة "أرزاق" من الممكن التعويض عنها؟متى سيشعر اللبناني بأن دولته تهتم به "أولاً" على أرض الوطن مثل اهتمامها "المُتأخر" به بعد وقوع المصيبة في الجو أو في البحر؟أم أن اللبنانيين أصبحوا ركاب طائرة ننتظر سقوطها بالأدوية المزورة... لنمارس الحزن الدائم؟