hit counter script
شريط الأحداث

28...23...21...أم 14: الأرقام ليست بلعبة

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٠ - 08:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
بعد الكارثة الفاجعة، إثر سقوط الطائرة الاثيوبيّة فجر الاثنين الماضي، انتظر اللبنانيّون وخصوصاً أهالي ضحايا الطائرة المنكوبة، أيّ خبر، ومع مرور الوقت واندثار الساعات سدى، أصبح خبر انتشال "جثة" أشبه بالخبر الجيّد بالنسبة إليهم... فالآمال صارت، للأسف، معدومة بحكم المنطق.في البداية، خرج النبأ الاول بستّ جثث وأصبح العدد يتضاعف من دون أي رقابة لا إعلاميّة ولا أمنيّة، وكأنّ لغة الأرقام "لعبة" وكأنّ أعصاب الأهالي "دمية" يتلاعب بها المعنيّون، بين دفاع مدني وصليب أحمر وقوى أمن ومراسلين ومرجعيّات طبيّة ووزاريّة ونيابيّة ودوليّة ومصادر مجهولة... والمخجل أنّ الجهة الملكة هي وسائل الاعلام التي تتسارع لبثّ جديدها في مزاد الارقام كأنّها بذلك تحقّق سبقاً صحفيّاً في سباق مع الموت.وصل الرقم ظهراً الى 18 جثة، ثم ما لبث أن أصبح 21 فـ 23، وليلاً أغلق دولاب الأرقام العشوائيّة على "28". مع الأسف، تمّ التعامل مع تلك الارواح المهدورة كأرقامٍ مجرّدة من الروح، والمؤلم أنّ "أمل" الأهالي بـ"جثّة" تراجع يوم الثلاثاء وبطريقة غير مبرّرة الى 14 جثة فقط. والأغرب أنّ أحداً لم يبرّر هذا الخطأ الفادح في التعامل مع "الارقام - الارواح".الحجة: لبنان لم يتعامل يوماً مع كارثة مماثلة لذلك فهو غير مجهّز لاستيعاب ولمعالجة هكذا مصيبة... عذرٌ أقبح من ذنب... فنحن لسنا بدمى لعبتم بها مراراً وتكراراً سياسيّاً، واليوم تلعبون بها مجددّاً إنسانيّاً.أعذرونا فلن نعذركم.
  • شارك الخبر